أيزنكوت يكشف: ضربنا آلاف الأهداف في سوريا ولبنان دون الإعلان رسميًا
أعلن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته، الجنرال غادي أيزنكوت، أن تل أبيب ضربت آلاف المواقع في سوريا ولبنان دون الاعتراف بذلك رسميا، ضمن إطار حملتها لمنع تموضع إيران. وجاء هذا التصريح حول “الحملة العسكرية غير المعلنة والمتواصلة ضد إيران وعملائها في سوريا ولبنان”، في مقابلة نشرتها أمس الجمعة صحيفة “نيويورك تايمز” تحت عنوان “الرجل الذي أهان قاسم سليماني”، وهي آخر مقابلة لأيزنكوت قبل تركه المنصب الأسبوع المقبل.
وأشارت الصحيفة إلى أن أيزنكوت أصبح أول رئيس لأركان الجيش الإسرائيلي قرر خوض مواجهة مباشرة مع إيران وحلفائها الإقليميين، لافتة إلى أنه وضع استراتيجية “الحملة بين الحروب” والتي تقضي ببذل الجهود النشطة المتواصلة بغية إضعاف العدو لإطالة أمد الفترة بين الحروب معه وزيادة فرص التغلب عليه عسكريا.
وأوضح أيزنكوت أن استراتيجية إسرائيل الأولية ركّزت على استهداف شحنات أسلحة مصادرة من إيران إلى حزب الله اللبناني، لكن قبل نحو 2.5 عام غيرت طهران سلوكها بشكل ملحوظ. أشار رئيس الأركان الإسرائيلية إلى أن أهداف طهران كانت تكمن في بناء قوة تصل إلى 100 ألف عنصر من باكستان وأفغانستان والعراق في سوريا، متهما طهران بإنشاء قواعد استخباراتية وجوية في كل مطار سوري وإخضاع سكان محليين لإيديولوجيتها.
وذكر أيزنكوت أن “فيلق القدس”، قوات النخبة في الحرس الثوري الإيراني بقيادة قاسم سليماني، نشر حتى عام 2016 نحو ثلاثة آلاف من مقاتليه في سوريا، علاوة على ثمانية آلاف من عناصر حزب الله و11 ألف مقاتل أجنبي، قائلا إن هذه الجهود كلّفت طهران 16 مليار دولار خلال سبع سنوات.
وأكد أيزنكوت أن الحكومة الإسرائيلية اعتبرت ذلك تجاوزا لـ”الخطوط الحمراء” وصادقت بالإجماع في يناير 2017، تلبية لطلب رئيس الأركان، على “تغيير قواعد اللعبة”، لتصبح بذلك الضربات الإسرائيلية شبه يومية.
وذكر أيزنكوت أن سلاح الجو الإسرائيلي ألقى خلال عام 2018 ألفي قنبلة ضمن إطار تلك الحملة، مشيرا إلى أن تل أبيب استهدفت 80 موقعا تابعا لإيران والحكومة السورية ردا على إطلاق الإيرانيين أكثر من 30 صاروخا عليها.
وقال: “القوة التي واجهتنا خلال العامين الماضيين حازمة، لكن قدراتها لا تبدو مقنعة”، معربا عن اقتناعه بأن حزب الله لا يملك قدرات صاروخية عالية الدقة إلا قليلة وغير ملموسة وآماله في الحصول على صواريخ متوسطة وبعيدة المدى لم تتحقق.
كما حذر أيزنكوت من محاولات إيران مواصلة تموضعها في دول أخرى، مؤكدا: “فيما نضغط عليهم في سوريا ينقلون جهودهم إلى العراق”.