دعوات للإعتصام بالأقصى احتجاجا على إبعاد المشاركين بفتح مصلى باب الرحمة
دعا حراس المسجد الأقصى، اليوم الأحد، إلى الاعتصام على أبواب المسجد، بدء من يوم الجمعة المقبل، للسماح بدخول حراس المسجد وموظفي مجلس الأوقاف المبعدين بأوامر من سلطات الاحتلال، وذلك في ظل حملة الاعتقالات والإبعاد التي تنتهجها سلطات الاحتلال في القدس، في حق حراس ومسؤولي وموظفي مجلس الأوقاف الإسلامية الذين شاركوا في إعادة فتح مصلى باب الرحمة، الأسبوع الماضي.
يأتي ذلك على خلفية رفض المقدسين إغلاق شرطة الاحتلال الإسرائيلية، البوابة الخارجية لباب الرحمة في ساحة الأقصى، وإزالة القيود التي وضعتها شرطة الاحتلال على البوابة وفتح مصلى باب الرحمة المغلق منذ عام 2003، رغم قرار محاكم الاحتلال بعدم فتحه.
وفي وقت سابق اليوم، أصدرت السلطات الإسرائيلية في القدس قرارا بإبعاد رئيس مجلس أوقاف القدس، الشيخ عبد العظيم سلهب، لمدة أربعين يوما، والشيخ ناجح بكيرات لمدة 4 شهور، عن المسجد الأقصى.
كما أصدرت قوات الاحتلال أوامر إبعاد بحق عضوي مجلس الأوقاف حاتم عبد القادر والدكتور مهدي عبد الهادي، لمدة أسبوع، وأبعدت حارس المسجد الأقصى عرفات نجيب عن مركز عمله في المسجد لمدة 6 أشهر، بعد أن اعتقلته الأسبوع الماضي، وأفرجت عنه بشرط الابعاد لمدة 7 أيام، فيما استدعته اليوم لتسليمه أمر إبعاد عن الأقصى لستة أشهر، بحجة المشاركة في فتح مبنى ومُصلى باب الرحمة في المسجد المبارك.
وأوضح بيان صادر عن حراس المسجد الأقصى أن “قوات الاحتلال اعتقلت حتى الآن 14 حارسًا لأنهم فتحوا مصلى باب الرحمة في الأيام الماضية، وفرضت عليهم الإبعاد عن الأقصى، واليوم مدَّدت الإبعاد لبعضنا نحن الحراس، ولغيرنا من طواقم الأوقاف، لمددٍ تراوحت بين أسبوعين وستة أشهر”.
وأكد البيان أن قوات الاحتلال “تحاول محاسبة مجلس الأوقاف الإسلامية على قراره بفتح مصلى باب الرحمة، بإبعاد رئيس المجلس فضيلة، الشيخ عبد العظيم سلهب، ونائب مدير الأوقاف، الشيخ ناجح بكيرات، مع أن الأوقاف كانت ويجب أن تبقى هي المرجع الوحيد لإدارة كافة شؤون المسجد الأقصى المبارك، وهي لا تخضع في ذلك لسلطة الاحتلال الإسرائيلي ولا لإرادتها أو قراراتها سواء كانت قرارات حكومة أو محكمة أو شرطة”.
وأمام تعسف الاحتلال وشرطته، وجّه حراس الأقصى نداء “إلى إخواننا المحامين الذين مثلوا الحراس والمبعدين خلال الأيام الأولى لهبة باب الرحمة؛ لقد أعلنتم على الملأ أنه لا يوجد قرار من محكمة الاحتلال بإغلاق باب الرحمة، ولقد ركن الناس إلى إعلانكم هذا وظنوا أن مصلى باب الرحمة لم يعد في خطرٍ بناء على ذلك، بينما واصلت شرطة الاحتلال اعتقال وإبعاد الحراس يومًا بعد يوم، فتُرِكنا وحدَنا في الميدان نُستنزَف وندفع الثمن، بينما ظن الناس أن الخطر على باب الرحمة قد زال”.
وأوضح البيان أن “الخطر على باب الرحمة مصدره إرادة سياسية وليس مجرد قرار قضائي، وقرارات الإبعاد التي تفرضها الشرطة الإسرائيلية هي قرارات إدارية تمنح لهم بالصلاحية الأمنية ولا تحتاج إلى قرار محكمة؛ بناء على ذلك نطالب إخواننا المحامين بالوقوف إلى جانبنا، وتوضيح هذه الحقيقة للناس كي يواصلوا التفافهم حولنا، فباب الرحمة ما زال في عين الخطر”.
وخاطب حراس الأقصى أهالي القدس في “الذين فتحوا باب الرحمة بإرادتهم والتفافهم الجماهيري”؛ وأكدوا أن “شرطة الاحتلال تحاول الالتفاف على نصركم وإنجازكم بأن تُفرِغ الأقصى من الحراس يومًا بعد يوم، حتى لا يبقى هناك من يفتح باب الرحمة، أو من يحرس الأقصى”، وتساءل البيان “هل ستسمحون للاحتلال بأن يتحايل على نصركم بهذه البساطة؟ وهل ستتركوننا وحدنا في الميدان؟”.
وشدد حراس المسجد الأقصى على أن “الهجمة على مصلى باب الرحمة لم تنته، والشرطة الإسرائيلية تتطلع لإعادة إغلاقه بالاستفراد بنا وإبعادنا عن الأقصى، ولا يمكن إفشال مسعاهم هذا إلا بوقوفكم معنا والتفافكم حولنا، كي تُكسر قرارات المنع الباطلة، كما كسرت من قبلها البوابات، وكما كُسر من قبلها التقسيم المكاني”.
وعدا حراس المسجد الأقصى إلى الاعتصام بدء من يوم الجمعة القادم، “على أبواب المسجد الأقصى حتى يدخله المبعدون، فأقصانا لا يقبل القسمة أو المناصفة، فإما أن ندخله جميعًا، وإلا فإن على المحتل أن يواجه غضبنا صفًا واحدًا مرصوصًا”.