المجلس الإسلامي الأعلى والمركز العربي للتخطيط البديل يعترضان على مخطط القطار الهوائي في القدس الشرقية
قدم المجلس الإسلامي الأعلى والمركز العربي للتخطيط البديل اعتراضًا رسميًا على مخطط القطار الهوائي في القدس الشرقية، “تتال 86” الذي ينتهك الحقوق الشرعية لأهالي القدس، ويتعارض مع مبادئ القانون الدولي، ويؤدي الى تغييرات حادة على المعالم التاريخية البارزة لمدينة القدس، ومعالمها التاريخية، بالإضافة الى التأثيرات الكبيرة على البيئة، المواصلات والضجيج، والمس بالمعالم التراثية الدينية لمنطقة الحرم الشريف والحوض المقدس في البلدة القديمة، لب وعصب القدس الشرقية، والميراث الحضاري الثقافي القديم في المنطقة لأهالي وأبناء القدس الشرقية.
ويستدل من التمحيص في تفاصيل المخطط ان الهدف الأساسي لانشاء القطار الهوائي هو تسهيل الوصول لمنطقة حائط البراق – حائط المبكى، في الناحية الغربية من الحرم الشريف، والمواقع السياحية في محيطه، التي تدار من قبل جمعيات ومؤسسات يهودية، بينما يتم تجاهل وتغييب المواقع والمعالم الدينية والسياحية الإسلامية والمسيحية بشكل سافر. ويستدل من ذلك ان دوافع إقامة هذا المخطط هي دوافع أيديولوجية موجهة تتسم بالانفراد وتعزيز السيطرة لصالح المستوطنين، من أجل ترسيخ سيطرة ما يسمى بجمعية “العاد” الاستيطانية، وتجاهل وتغييب الأغلبية السكانية الفلسطينية المتجذرة في هذه المنطقة، بثنائيتها الإسلامية والمسيحية.
ويتجاهل المخطط الذي يضع في مركزه منطقة “حائط البراق – المبكى، وما يسمى بمدينة داوود – في مدخل سلوان ومنطقة “كيدم”، الوجود الفلسطيني الحي في قلب البلدة القديمة، ويضعهم على هامش الخارطة السياحية والثقافية التي يهدف الى قلبها وتغيير معالمها الأساسية.
كذلك يمارس معدو المخطط سياسة تغييب واقصاء متعمدة، تتسم بإلغاء الوجود الفلسطيني في القدس على كافة المستويات، الفردية والجماعية، الثقافية والدينية، وبالتجاهل التام للسكان الفلسطينيين وحقهم بالمشاركة في اعداد مخطط ضخم من هذا النوع له تأثيرات مصيرية على كافة الجوانب الحياتية والعمرانية للمدينة ومستقبلها طويل الأمد. ويأتي هذا التجاهل بضغوط سياسية موجهة، بفعل إقرار هذا المخطط ضمن قرارات الحكومة الإسرائيلية ومنحه صفة “مشروع قومي”، لتكريس التجاهل البنيوي السياسي بالتعامل مع قضايا القدس الشرقية، ومنح المؤسسات الصهيونية المزيد من السيطرة والتأثير على كافة جوانب الحياة في المدينة، وفرض سياسة قسرية لتجيير وتغيير الواقع الراهن لمصلحة الأيديولوجيات الصهيونية المتطرفة.
هذا المخطط الخطير سيكون له تبعات ونتائج جسيمة على مستقبل القدس الشرقية، وبالأخص على البلدة القديمة وهويتها الدينية والثقافية والعمرانية، وتأجيج الصراع والأجواء المشحونة، من اجل اهداف استيطانية متطرفة، وفرض واقع قمعي من نوع جديد على حياة ومستقبل السكان العرب المقدسيين، أهالي المدينة الأصليين. بالإضافة الى غياب وجود أي مسوغات علمية حول حيوية وجود مثل هذا المشروع، بالنسبة للمواصلات العامة وزيادتها الكمية والنوعية، ومساهمته في حل أزمة السير في المناطق المكتظة من المدينة، وتأثيره على المرافق السياحية الأخرى، غير منطقة حائط البراق، في البلدة القديمة.
وقال د. محمود مصالحة، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، ان طمس وتغيير معالم وآثار القدس هي سياسة قائمة تمارسها حكومات إسرائيل المتعاقبة، لكنها لن تجد نفعًا أمام إصرار وعزم أبناء الشعب الفلسطيني المتجذر في وطنه، الذي لا يتنازل عن حقوقه وخصوصًا في كل ما يتعلق بمقدساته الإسلامية والمسيحية، نحن سنبذل كل الجهود من أجل تثبيت حقوقنا. لو كنت مكان الزعامة الإسرائيلية لبحثت كيف احترم الفلسطينيين وأتصالح معهم، لانه لا جدوى من سياسة التهجير والاقتلاع، فنحن قمنا من تحت الركام واثبتنا اننا اقوى من كل سياسات القمع، وسنواصل على هذا الطريق لأننا أصحاب حق في وطننا.
وقال د. حنا سويد، رئيس المركز العربي للتخطيط البديل، ان هذا المخطط لا يمت للتخطيط المنطقي بصلة، وهو سياسي بامتياز يهدف الى تغيير وتهويد معالم القدس العربية، ويقفز عن معالمها الإسلامية والمسيحية بدون أي تبرير، انما بدافع التجاهل والتعتيم الموجه سياسيًا. هذا القطار الهوائي مخطط له ان يسير فوق بيوت ومعالم القدس الشرقية وسيتسبب باضرار بيئية واقتصادية كبيرة على المقدسيين الأصليين لصالح المستوطنين، ستجعل من حياة هذه المناطق المأهولة بالسكان مرتعًا للضجيج والانكشاف غير المرغوب، بشكل فاضح وسافر لا يمكن تصوره.
وأضاف سويد، قدمنا هذا الاعتراض ليكون رادعًا امام استمرار نهج التجاهل لحقوق سكان وأهالي وأبناء القدس الشرقية، لانه لا يوجد أي مبرر لاقامة هذا المخطط اصلاً، ولا يوجد أي حاجة علمية له، ومن الواضح انه جزء من مشروع التهويد والاجندة السياسية التي تقودها أوساط واطراف يمينية صهيونية لتغيير الواقع الحياتي في المدينة بشكل لا يقبله أي منطق.