جنرال إسرائيلي: عباس له فضل كبير في إحباط هجمات حماس ضدنا
قال جنرال إسرائيلي بارز، إن “الحكومة الإسرائيلية القادمة التي ستشكل عقب الانتخابات البرلمانية المقررة بعد أيام، يجب أن تعلن أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو الشريك الأساسي لإسرائيل، بحيث يتم العودة للتفاهمات السابقة التي أقرها عباس مع رئيس الحكومة الأسبق إيهود أولمرت عامي 2008-2009”.
وأضاف أفرايم سنيه في مقاله على موقع يسرائيل بلاس، أن “السياسة اليمينية الحالية تأخذ إسرائيل باتجاه حرب عرقية في الضفة الغربية، بغرض إعادة احتلالها من جديد، والغريب أن معظم القادة الإسرائيليين من معسكري الوسط واليسار استسلموا للفرضية اليمينية الكاذبة، القائلة بأنه لا شريك فلسطينيا في عملية السلام، مع أن أبو مازن هو الشريك الحقيقي”.
وأوضح سنيه، رئيس أكاديمية الحوار الاستراتيجي في نتانيا، أنه “لا يجب الاستمرار في صيغة الأمر الواقع القائمة حاليا، والانطلاق في عملية سلام جدية مع الفلسطينيين، فالانفجار في غزة قادم في ظل الضائقة المعيشية الكارثية هناك، لأن بقاء مليوني فلسطيني يعيشون هذه الظروف الصعبة، يعتبر مادة متفجرة قابلة للانفجار في أي لحظة عاجلا أم آجلا”.
وأشار إلى أن “الانفجار غير المتوقع يكمن في الضفة الغربية، رغم توفر عنصرين أساسيين لهذا الهدوء النسبي هناك، أولهما الجهود الكبيرة التي يقوم بها جهاز الأمن العام الشاباك في إحباط العمليات المسلحة بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي، وثانيهما التعاون الأمني الوثيق مع قوات الأمن الفلسطينية، وهذا العنصران كفيلان بمنع وقوع المزيد من الهجمات المسلحة”.
وأكد سنيه، رئيس الإدارة المدنية الأسبق والمساعد الأسبق لوزير الحرب، أن “فضلا كبيرا في منع تحقق تلك الهجمات المسلحة ضد إسرائيل يعود للتعليمات التي يصدرها عباس لضباطه الكبار، رغم الانتقادات الشعبية الفلسطينية الموجهة إليه، ووصفه بأنه يتعاون مع إسرائيل، وبذلك فإن نصيبه في إحباط هذه العمليات كبير، وكبير جدا”.
وأضاف أن “هذا الاستقرار النسبي في الضفة الغربية يتعرض لعدة تهديدات أساسية، وأي نقطة فيها كفيلة بتفجير الوضع الميداني في وجوهنا، أولها جهود حماس المتواصلة لإشعال الضفة الغربية بعملياتها المسلحة، فقد شهد العام 2018 إحباط 480 هجوما مسلحا، واعتقال 219 خلية فلسطينية تابعة لحماس، مقابل إحباط 560 هجوما فرديا”.
وأشار إلى أن “العنصر الثاني يكمن في غياب أي أمل باختراق سياسي، فالعالم العربي منشغل بهمومه الداخلية، والتلال الفلسطينية بالضفة الغربية تضج بالمستوطنين، وإقامة الدولة الفلسطينية الحلم الوطني لكل الفلسطينيين باتت أبعد من أي وقت مضى، إن لم تكن مستحيلة”.
وأكد أن “الساحة الفلسطينية شهدت مرتين اندلاع انتفاضتين بسبب غياب الأفق السياسي، أولهما انتفاضة الحجارة 1987 حين كنت رئيس الإدارة المدنية، والثانية انتفاضة الأقصى 2000، حين كنت نائبا لوزير الحرب، واليوم أنظر للواقع القائم في الضفة الغربية، وأقول كم أن الوضع يشبه انتفاضات سابقة”.
وقال إن “باقي التهديدات للاستقرار الهش في الضفة الغربية تتمثل في زيادة تطرف المستوطنين، وتردي الوضع الاقتصادي للفلسطينيين، وتطورات الظروف الأمنية في قطاع غزة، التي تثبت أن إسرائيل تفهم فقط لغة القوة من خلال استجابتها لمطالب حماس”.
وختم بالقول بأن “أي انتفاضة فلسطينية قد تشهدها الضفة الغربية ستلقي بظلالها السلبية على كل مكونات الوضع الإسرائيلي، بما فيها الاقتصادي والسياحي، حيث سيصيبها الضرر الكبير، كما أن العزلة السياسية لإسرائيل ستزداد، وسيتحول الجيش الإسرائيلي قوة لحفظ النظام، مما سيضر كثيرا بجاهزيته لمواجهة الحروب، كما حصل في حرب لبنان الثانية 2006”.