في ردّه على مزاعم النيابة العامة وتلاعبها بترجمة النصوص.. الشيخ رائد صلاح: هذا يوم أسود في تاريخ العدالة بالعالم
واصلت محكمة الصلح في حيفا، اليوم الثلاثاء، جلساتها في ملف محاكمة الشيخ رائد صلاح، وتابعت النيابة العامة الإسرائيلية، توجيه اسئلتها ومزاعمها التي استندت إليها في لائحة الاتهام، في حين اتهم الشيخ رائد صلاح النيابة العامة بمواصلة اعتدائها على النصوص واللغة العربية وتجريم المبادئ الإسلامية وقال إن “فبركات النيابة وتلاعبها في الملف تؤكد أننا أمام يوم أسود في تاريخ العدالة بالعالم”.
وعادت النيابة العامة الإسرائيلية إلى مزاعمها السابقة، بخصوص توقيع الشيخ رائد صلاح في بعض منشوراته السابقة على “فيسبوك” بصفته رئيس الحركة الإسلامية ببعدها التنظيمي، وتطرقت إلى منشورة للشيخ رائد تطرق فيها إلى المخططات الإسرائيلية لمصادرة مقبرة القسّام في حيفا، حيث أكد أن توقيعه كان على اعتبار أن الحركة الإسلامية مستمدة من الإسلام ولم يقصد بشكلها التنظيمي الذي كان على رأسه قبل حظرها إسرائيليا.
وقال الشيخ رائد: “عندما الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، فأنا اخاطب كل مجتمعنا في الداخل، يعني انني اخاطب الجميع، الدرزي والمسيحي والمسلم واناشدهم بالحفاظ على المقبرة بغض النظر إن كانت مسيحية او إسلامية”.
وأكد أن محاولات النيابة وفهمها “وهم لعدم فهم دلالات اللغة العربية، وعندما أقول الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني أعنى الجميع، اسألوا أي عاقل سيجيب بذلك، لو لم اقصد المجتمع كله ما كتبت في الداخل الفلسطيني لو اردت فقط ان اخاطب المسلمين لقلت المسلمين في الداخل، بالعكس انا قصدت كل أبناء الداخل الفلسطيني، الحركة الإسلامية بهذا المصطلح، لم تكن تعني التنظيم، هل تريدون مني تحريف المعاني؟”.
وفي سياق آخر لمحاولات النيابة تثبيت مزاعمها، تطرقت إلى أحداث الأقصى عام 2017 والتي أسفرت عن استشهاد 3 شبان من أم الفحم (محمد حامد عبد اللطيف جبارين، محمد أحمد مفضي جبارين، محمد احمد موسى جبارين) ومقتل شرطيين اسرائيليين، وحاولت عرض مقاطع لفيديو ادعت ان الشيخ رائد صلاح يمارس فيه عملية تحريض، ما استدعى اعتراض طاقم الدفاع التي قالت ان هذا التسجيل لم يكن ضمن مواد التحقيق التي قدّمت للمحكمة.
وقال الشيخ رائد في ردّه على محاولات النيابة “ما تحاول النيابة فعله هو مخجل، هذا يوم اسود للعدالة في العالم، يوم لاغتصاب الحقيقة والعدالة، من خلال النقاش الذي سمعته النيابة تحاول ان تتجاوز كل حدود الظلم، مرة أخرى بناء على ترجمة النيابة”.
وتوجه الشيخ رائد بالدعاء إلى الله على “كل من ظلمني، أقول للقاضي إن الله يقول في القرآن الكريم “لا يحب الله الجهر بالسوء إلا من ظلم” ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام “اتق دعوة المظلوم ولو كان كافرا فإنه ليس بينها وبين الله حجاب، انا حقي عندما أجد نفسي مظلوما أن أدعو على من ظلمني”.
إلى ذلك تطرقت النيابة العامة الإسرائيلية، إلى الأحداث التي أعقبت جنازات الشبان من أم الفحم، والهتافات التي قيلت خلالها، حيث أكد الشيخ رائد صلاح، أنه لم يستمع إلى كل الهتافات التي ردّدت، وأن الحديث كانت فيه العديد من المشاهد، وأن ما سمعه من حيث تواجد كان هادئا ومعبرا عن غضب الناس لقيام الاحتلال بقتل الشبان من أم الفحم.
وشكّك مرة أخرى بروايات الاحتلال بخصوص مقتل الشبان، مطالبا بتحقيق جاد للوقوف على حقيقة ما حدث.
كما تطرق الشيخ رائد صلاح إلى دلالات الهتاف بشعار “بالروح بالدم نفديك يا أقصى” وأنها تفيد التأكيد على حب الأقصى، مؤكدا في ذات الوقت، أن الاحتلال الإسرائيلي هو المسؤول عن كل توتر وشحن للأجواء في القدس والمسجد الأقصى المبارك.
يشار إلى أن العديد من أبناء الداخل الفلسطيني وقياداته، شاركوا في جلسة اليوم، إسنادا ودعما للشيخ رائد صلاح.