بحجة التدريبات العسكرية: 100 فلسطيني يبيتون في العراء بالأغوار الشمالية
وجهت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إخطارات لـ15 عائلة، تضم نحو مائة مواطن، معظمهم من الأطفال، يقطنون في خربة “حمصة الفوقا” بالأغوار الشمالية لإخلاء مساكنهم وهي عبارة عن خيام و”بركسات”، لإجراء تدريبات عسكرية لجيش الاحتلال.
وقال مسئول ملف الاستيطان في محافظة طوباس والأغوار معتز بشارات إن الإخلاءات ستكون لمدة 3 أيام من كل أسبوع هي “أحد واثنين وأربعاء”، وعلى مدار 4 أسابيع، بحيث يكون الإخلاء يوم الأحد من كل أسبوع من الساعة الثانية ظهرا ولغاية العاشرة من صباح يوم الاثنين، ويوم الاثنين من الرابعة عصرا ولغاية العاشرة من صباح يوم الثلاثاء، أما يوم الأربعاء من السابعة صباحا ولغاية الساعة الثانية ظهرا من اليوم ذاته.
وأشار في حديثه إلى أن الاحتلال لا يكتفي بإجراء التدريبات العسكرية في الخربة وغيرها من الخرب المنتشرة في الأغوار، بل أن ذلك سيحول معظم أراضيها إلى مناطق مزروعة بالألغام الأرضية، ما قد يوقع ضحايا بشكل مستمر.
وتجري قوات الاحتلال الإسرائيلي بين الفينة والأخرى تدريبات عسكرية واسعة في منطقة الأغوار، تهدد وجود السكان هناك.
وحسب تقرير مفصل أصدره “المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان”، مؤخرا، فإن التدريبات العسكرية التي يجريها الجيش الإسرائيلي بالذخيرة الحية في منطقة الأغوار، مقدمة لمصادرة مساحات كبيرة من الأراضي لصالح المستوطنات.
ورصد المكتب كثيرًا من هذه التدريبات، وما يصاحبها من “ترويع وترحيل للسكان وتدمير الحقول والمزارع والمنشآت”، قائلا إنها “تندرج في إطار سياسة التهجير التي تنتهجها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في منطقة الأغوار، والهادفة إلى اجتثاث الوجود الفلسطيني من تلك المنطقة المترامية الأطراف، بهدف الاستحواذ على أراضيها لصالح المستوطنات”.
وتستخدم إسرائيل عادة ذريعة وجود تدريبات لإخلاء كثير من الفلسطينيين من مناطق قرب المستوطنات.
وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن 78 في المائة من المناطق العسكرية المغلقة، التي أعلنها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ عام 1967، بهدف إجراء مناورات، لا تستخدم لهذا الغرض، وتستغل لتوسيع المستوطنات المحيطة بها.
موقع استراتيجي
وتكتسب الأغوار أهمية خاصة، لأنها منطقة أمنية حدودية، وتشكل ربع مساحة الضفة الغربية، ويسكنها نحو 56 ألف فلسطيني، وتشكل الأغوار مصدر إنتاج لكثير من المزروعات؛ منها الحمضيات والخضراوات.
ويقول الإسرائيليون إنهم لن يغادروا المنطقة بسبب أهميتها الأمنية، حتى في ظل وجود اتفاق سلام. ويقول الفلسطينيون إنهم لن يتنازلوا عن متر واحد من المنطقة التي تعد بوابة الدولة العتيدة إلى العالم.
وتبلغ مساحة الأغوار 2070 كيلومترا، بواقع 1.6 مليون دونم، وتمتد على مسافة 120 كيلومترا، بعرض يتراوح بين 3 كيلومترات و15 كيلومترا، من شمال البحر الميت جنوب فلسطين إلى بردلة عند مدخل بيسان شمالا. ويعيش فيها أكثر من 50 ألف فلسطيني، مقابل 7000 مستوطن إسرائيلي يسيطرون على أغلبية الأراضي هناك.