الدعم الأمريكي لإسرائيل خلال عملية “طوفان الأقصى”…ورد حركة حماس على تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن
وصلت حاملة الطائرة الأميركية “جيرالد فورد” إلى أقصى شرق البحر المتوسط، ضمن مساعي واشنطن لتوفير الدعم الجوي أو خيارات الضربات بعيدة المدى، ولزيادة الوجود العسكري الأميركي في المنطقة دعما لإسرائيل، في ظل المخاوف الإسرائيلية الأميركية من التحول إلى صراع إقليمي أكثر خطورة عبر فتح “حزب الله” جبهة من الشمال.
وأكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، على دعم واشنطن الكامل والتام وغير المشروط لإسرائيل، في مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم، الثلاثاء، من البيت الأبيض، وذلك في أعقاب مكالمة استمرت لأكثر من 40 دقيقة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هي الثالثة منذ أن شنت كتائب القسام هجومها المباغت على إسرائيل، وإطلاق معركة “طوفان الأقصى”.
وخلال كلمة ألقاها في البيت الأبيض، قال إن “الولايات المتحدة عزّزت أيضا وضع قواتنا في المنطقة لتقوية ردعنا”، في إشارة إلى نشر مجموعة حاملة طائرات في شرق المتوسط. وتابع الرئيس الأميركي “نحن مستعدون لتحريك مزيد من الموارد عند الحاجة”.
وأضاف بايدن، في رسالة موجة لحزب الله اللبناني، إن الولايات المتحدة “مستعدة للتدخل في أية لحظة بواسطة حاملة الطائرات جيرالد فورد”، وأضاف “بالنسبة لأولئك الذين يفكرون في استغلال الفرصة، لدي كلمة واحدة: لا تفعلوا ذلك”، جاء ذلك فيما أفادت “وول ستريت جورنال” بأن “الولايات المتحدة قد ترسل حاملة طائرات ثانية بالقرب من إسرائيل”.
وصرح بايدن بمقتل 14 أمريكيا على الأقل واحتجاز عدد آخر رهائن لدى حماس. وشدّد بايدن على أن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل “اليوم وغدا، على غرار ما تفعل على الدوام”
وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن مجموعة صغيرة من قوات العمليات الخاصة الأميركية تعمل الآن مع الإسرائيليين للمساعدة في التخطيط والاستخبارات خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية؛ وذلك في تصريحات صدرت عنه للصحافيين الذين رافقوه في رحلته لحضور اجتماع مجموعة الاتصال الأوكرانية في بروكسل.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الطائرات الحربية والمدمرات والطرادات الأميركية التي أبحرت مع حاملة الطائرة “جيرالد فورد” باتجاه سواحل البلاد، ستنفذ عمليات بحرية وجوية يمكن أن تتراوح بين “جمع المعلومات الاستخبارية والاعتراضات والضربات بعيدة المدى”.
هذا، ويجري وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، يوم الخميس المقبل، زيارة إلى إسرائيل لإبداء التضامن الأميركي مع تل أبيب، بحسب ما أعلنت وزارته. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في مؤتمر صحافي يومي، الثلاثاء، إن الزيارة “ستكون رسالة تضامن ودعم”.
وأضاف أن بلينكن “سيتحدث أيضا عن الموارد الإضافية التي يمكننا تقديمها واشنطن لإسرائيل”.
وقال متحدث وزارة الدفاع الأميركية، باتريك رايدر، في تصريحات خاصة لهيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”)، في وقت سابق اليوم، إن الغرض من إرسال حاملة الطائرات الهجومية “فورد” إلى المنطقة هو “في المقام الأول إظهار الدعم لإسرائيل، ولكن أيضًا إرسال رسالة ردع إلى إيران وحزب الله مفادها: لا تصعدوا الوضع”.
وأضاف المسؤول الأميركي أن “حاملة الطائرات تتمتع بقدرات استخبارية ومراقبة، فضلا عن القدرة على الرد، ما سيسمح لنا بالرد في أي موقف”. وتابع “سنترك طائرات إف-35 في المنطقة ونضيف مقاتلات من طراز إف-15 وإف-16 لمنحنا مجموعة متنوعة من الخيارات”.
و”سترافق حاملة الطائرات المتقدمة وتحمل على متنها ما يقرب من 5000 بحار، طائرات حربية ومدمرات وصواريخ موجهة في استعراض للقوة يهدف إلى الاستعداد للرد على أي شيء، بدءًا من منع وصول أسلحة إضافية إلى حماس، وإجراء المراقبة”، بحسب “أسوشيتد برس”.
وحرص رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على توثيق مكالمته الهاتفية، مساء الثلاثاء، مع بايدن، والتي قارن فيها بين الهجوم الذي شنته كتائب القسام، مساء السبت، وبين المحرقة، وقال: “تعرضنا لهجوم لم نشهد مثله بهذه الهمجية منذ المحرقة”.
كما شبّه نتنياهو حركة حماس بتنظيم “داعش” الإرهابي، الأمر الذي يسعى الخطاب الإسرائيلي إلى تكريسه مؤخرا، وهو ما كرره بايدن في خطابه مساء الثلاثاء، وقال نتنياهو في حديثه مع بايدن إنه “تم اختطاف أكثر من مئة إسرائيلي”، وزعم نتنياهو “قطع رؤوس جنود واغتصاب نساء وقتل أطفال بوحشية”، مشبها ذلك مجازر بابي يار خلال الحرب العالمية الثانية.
من جانبها، رفضت حركة “حماس” تصريحات بايدن، وما وصفته بـ”المغالطات” التي وردت فيه، وأكدت على “حق الشعب الفلسطيني في المقاومة وإنهاء الاحتلال”، وجاء في بيان صدر عن الحركة “نستنكر بشدة التصريحات التحريضية التي أدلى بها الرئيس الأميركي”.
وشددت على أن “هذه التصريحات محاولة للتغطية على إجرام وإرهاب الحكومة الصهيونية التي أوغلت في دماء شعبنا، حيث لم يقم بالإشارة مطلقًا في كلمته إلى المجازر التي ترتكبها القوات الصهيونية ضد شعبنا بدم بارد وعلى مرأى ومسمع من العالم”.
وأضافت “لقد حَمَل خطاب الرئيس بايدن مغالطات سياسية وقانونية بانحيازه الفاضح لأبشع احتلال إحلالي عنصري بغيض عرفته منطقة الشرق الأوسط، وبمنحه الغطاء الكامل لمواصلة مجازره بحق الأطفال والنساء والشيوخ العزّل، وبفرضه أبشع أشكال العقاب الجماعي على أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، في انتهاك صريح لكل الأعراف والمواثيق الدولية التي زعم التمسّك بها”.
وشددت حماس على أنها “حركة تحرر وطني ، تقاتل على أرضنا المحتلة ضد احتلال صهيوني بشع، وتدافع عن شعبنا وحقه في الحرية وتقرير المصير. وعملية ‘طوفان الأقصى‘ جاءت للدفاع عن شعبنا وعن المسجد الأقصى والأسرى ووقف العدوان والحصار وإنهاء الاحتلال الجاثم على صدور شعبنا”.
ودعت حماس “الإدارة الأميركية إلى مراجعة موقفها المنحاز، والابتعاد عن سياسة الكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بالاحتلال الصهيوني، ونؤكّد حق شعبنا الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وأرضه ومقدساته الإسلامية والمسيحية وفي القلب منها المسجد الأقصى حتى تحقيق تطلعاته المشروعة في التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس