عدد القتلى العرب في جرائم عام 2023 أعلى بضعفين من السنة الماضية
سجّل العام 2023 الحصيلة الأعلى لعدد القتلى في حوادث عنف على مستوى المؤسسة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، ووصل حتى أمس السبت إلى 299 قتيلا، غالبيتهم الساحقة من المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني، حيث قُتل 241 (يشمل القدس والجولان المحتلين) عربيا في جرائم عنف. وبحسب المعطيات فإن حصيلة القتلى العرب عام 2023 أكثر بضعفين من السنة الماضية (2022)، هذا على الرغم من الانخفاض الملموس في عدد القتلى على مدار نحو شهرين خلال الحرب المدمرة التي تشنّها تل أبيب على قطاع غزة.
ووفقا لما نشرته صحيفة “هآرتس” اليوم الأحد، فإن 92% من جرائم القتل لم تفك رموزها، وتزعم الشرطة أنها تواجه صعوبات كبيرة جدا في تنفيذ اعتقالات وتقديم لوائح اتهام بهذا الخصوص، ما يشجع بحسب مسؤولين كبار في الشرطة -تضيف الصحيفة- الجناة ويضر بالقدرة على الردع.
ونقلت عن ضابط كبير في الشرطة اعترافه بالفشل إزاء الأرقام المفزعة لأعداد القتلى العرب.
وفي واحدة من أبشع جرائم القتل التي وقعت هذا العام (2023)، قُتل خمسة أشخاص في “بسمة طبعون” (4 شبان وامرأة من عائلة دلايكة)، في شهر أيلول/ سبتمبر المنصرم، وفشلت الشرطة إلى الآن في وضع يدها على القتلة.
وتنقل الصحيفة عن قريبة القتلى، قولها “لا يمكن الاعتياد على غياب أربعة من أفراد عائلتك في لحظة واحدة، تفتقدهم على طاولة الطعام، وشرب الشاي معا في الشتاء، أو الضحك والمرح معا، كل لكل واحد منهم قصة وحياة يريدون مواصلتها، لكل منهم كان وهجه الخاص. كل هذا اختفى”.
تضيف قريبة قتلى “بسمة طبعون”: “في أسوأ كوابيسي لم أتصور ذلك، لم اتخيل أن يحدث هذا في مجتمعنا، هذا حدث لا يمكن استيعابه. نبكي كل يوم ولم نستطع تجاوز هذه الفاجعة إلى الآن، فكيف يمكن الاعتياد على مقتل نصف أفراد العائلة في يوم واحد”.
واتّهمت الشرطة بالمسؤولية عن الجريمة “لأنها تعلم من يملك السلاح ومن لا يملكه، الشرطة تحمي المجرمين، وإلا فكيف يمكن تفسير ارتكاب مجزرة في وضح النهار، داخل منزل في قرية صغيرة جدا، ولم يعتقل لغاية اليوم. لو كان الضحايا من البلدات اليهودية القريبة منا، لاعتقال القتلة خلال أقل من 24 ساعة. وهذا يدل على فشل الشرطة وعدم حرصها على اعتقال المجرمين”.
ويزعم المسؤولون في الشرطة الإسرائيلية -وفقا للصحيفة- أنّ من أسباب ارتفاع عدد القتلى هذه السنة، نتيجة انشغال قوات الشرطة بأحداث أخرى في مقدمتها المظاهرات ضد التعديلات القضائية، غير أن الحقيقة غير ذلك، حيث أن معظم الجرائم وقعت في منطقة الشمال والتي لم تشهد مظاهرات استثنائية ضد التعديلات القضائية التي بدأت فيها الحكومة الإسرائيلية.
وتعزو الصحيفة أسباب ارتفاع جرائم القتل والعنف في منطقة الشمال (ثلث جرائم القتل) إلى النزاع الدامي بين عدد من عصابات الإجرام في الشمال، وفشل الشرطة في تنفيذ اعتقالات مهمة في هذا الخصوص.
وتؤكد أن السبب الآخر والمركزي لهذا الارتفاع في أعداد القتلى، يعود إلى تولي ايتمار بن غفيرة لحقيبة الأمن الداخلي مطلع العام 2023، وإلغاء الخطة الحكومية لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي.
إلى جانب ذلك، وفق الصحيفة، فإن تولي بن غفير لوزارة الشرطة، عطّلت العلاقات التي كانت موجودة بين السلطات المحلية العربية وممثلي الوزارة، حيث وخلافا لأسلافه لم يلتق بن غفير مع رؤساء السلطات المحلية العربية إلا في حالات نادرة.