مدرسة جت الثانويّة تحتفي بتخريج فوجها الثّالث والأربعين في مساءٍ مؤثّر

في أمسيةٍ بهيجة مؤثّرة، حفلت بمشاعر الفخر والاعتزاز، احتضنت مدرسة جتّ الثانويّة حفل تخرّج فوجها الثالث والأربعين، بحضورٍ مُشرّف من الأهالي الكرام، أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية في المدرسة، وشخصيات اعتباريّة مِن المجلس المحلي وقِسم المعارف متمثّلًا برئيس المجلس والأعضاء ومسؤول قسم المعارف، ومجموعة مِن الضيوف الأفاضل.
الحفل، الّذي أقيم لتكريم ثمرة سنوات من الجد والمثابرة، كان بمثابة محطّة وداع مؤثّرة لمدير المدرسة، المُربّي صالح غرة، إضافةً إلى ثلاثةٍ مِن المعلّمين المتقاعدين في المدرسة؛ المُربّي نزار غرّة والمُربّي يوسف أبو حمدة والمُربيّة سميّة عوضي، وتكريمٍ لجيل جديد يستعدّ للانطلاق نحو آفاق المستقبل.
افتُتِح الحفل بكلمة افتتاحيّة مؤثرة قدّمتها مركّزة التّربية الاجتماعيّة المُربيّة أنصار وتد، الّتي رحّبت بالحضور واستقبلت الخرّيجين بكلماتٍ دافئة ومليئة بالاعتزاز، ممهّدة الأجواء لليلة مميّزة لا تُنسى. تلا ذلك استقبال العُرفاء المبدعين، الطالبة آمنة محمد عبد السلام وتد والطّالب عبدالكريم جمال بركات، الّذين أدارا فقرات الحفل ببراعة وتميّز، أضفى على الأمسية رونقًا خاصًا.
استهلّ الطّالب محمد نضال غرّة فقرات الحفل بتلاوة عطرة لآيات مِن الذّكر الحكيم، أضفت على الأجواء السكينة والخشوع. ثمّ جاءت اللحظة الأكثر تأثيرًا في الحفل؛ كلمة مدير المدرسة، الأستاذ الفاضل صالح غرّة. بقلب يملؤه الوداع الصّادق والعطاء المتواصل، اختتم الأستاذ صالح مسيرة تعليميّة وإداريّة حافلة استمرت 48 عامًا في رحاب المدرسة. كلماته المؤثّرة جسّدت خلاصة تجربته الغنيّة وتفانيه اللامحدود في خدمة المسيرة التربوية في جت، مودعًا طلابه ومعلميه بجوّ مؤثّر سادته المحبّة والتّقدير والدّموع.
وفي لفتة وفاء وعرفان، كرّم مُدير المدرسة، زملاءه المتقاعدين لهذه السّنة الّذين قدّموا الكثير للمدرسة والمجتمع، وهم المُربّون: الأستاذ نزار غرّة، الأستاذ يوسف أبو حمدة، والمعلمة سميّة عوضي، تقديرًا لجهودهم وتفانيهم في بناء الأجيال. كما وكرّم مدير المدرسة في كلمته، الطّالبين المتميزين أكاديميًا والحاصلين على شهادات جامعيّة خلال فترة الثّانويّة: الطّالب محمود بشير وتد والطّالب محمّد وسام بدران.
تواصلت فقرات الحفل بكلمة المهندس أشرف حندقلو، رئيس المجلس المحلي، الذي أكّد على الدور الحيوي والداعم للمجلس المحلي في مساندة المسيرة التربوية في جت، مشددًا على أن الاستثمار في التعليم هو ركيزة أساسيّة لتقدم المجتمع وازدهاره.
وفي فقرة حملت عنوان “صوت خريج”، عُرض فيديو مؤثّر ضمّ ذكريات الطّلاب الخريجين، استعرضوا مِن خلاله أجمل اللحظات التي قضوها في المدرسة، ممّا أثار مشاعر الحنين والفرح في قلوب الحضور وخصوصًا الطلّاب الخرّيجين.
بعد ذلك، قدّم الطالب محمد وسيم أبو ناصر، رئيس مجلس الطلاب في المدرسة، كلمة معبّرة باسم الخريجين، عبّر فيها عن خالص الشّكر والامتنان للهيئة التدريسية والإدارة والأهل الأعزّاء، وعن تطلعاتهم وأحلامهم للمستقبل الواعد.
وفي فقرة “إضاءات بين المدرسة والحياة”، قدّمت الطّالبة ليان أسامة وتد فقرة مُلهِمة ربطت فيها ببراعة بين المعارف والمهارات التي اكتسبها الطلاب في المدرسة، وبين التحديات والفرص التي تنتظرهم في الحياة العمليّة والاجتماعية.
وكان الوفاء حاضرًا بقوّة، حيث قام طاقم المدرسة ممثّلًا بالمُربي نزار غرّة بتكريم الأستاذ صالح غرّة في لحظة مؤثّرة. وتحدّث الأستاذ الزميل نزار غرة باسم الطاقم، مثنيًا على مسيرة عطاء الأستاذ صالح وقيادته الحكيمة التي تركت بصمة واضحة في تاريخ المدرسة، وقدم له درع التّكريم باسم الزّملاء والزّميلات، في مشهد جسّد أسمى معاني الزمالة والتقدير.
وفي مشهدٍ رمزيّ ومعبّر يعكس استمراريّة العطاء والمسيرة، قام الطلّاب الخرّيجون – ممثّلون عن طلّاب الثّواني عشر بتسليم علم المدرسة لطلّاب ممثّلين عن الصفّ الحادي عشر، إعلانًا بحملهم الأمانة ومواصلتهم طريق العلم والتفوق.
وبهذه المناسبة، قدّم الطالب المُبدع رياض بدران أنشودة “سوف نبقى هنا” بصوته الشجي، مباركًا للخريجين ومتمنيًا لهم دوام التوفيق والنجاح في مسيرتهم القادمة وشاكرًا مُعلّمي المدرسة وإدارتها على جهدهم وتعبهم ومُباركًا للمعلّمين المتقاعدين.
واختتم الحفل بتوزيع شهادات الإنهاء على الطّلاب الخريجين، وسط أجواء من الفخر الغامر وفرح الأهالي، الذين حرصوا على توثيق هذه اللحظات الخاصّة في حياة أبنائهم.
بهذا، تكون مدرسة جتّ الثانويّة قد ودّعت فوجًا جديدًا من أبنائها ومُعلّميها، مؤكّدةً على دورها الريادي في الاستمرار ببناء جيل متعلّم واعٍ، قادر على الإسهام بفاعلية في بناء مجتمعه ووطنه، ومواصلة رفع راية العلم والتميز.