وزير إسرائيلي سابق أفضل الدكتاتور السيسي على الديمقراطي مرسي
قال وزير ودبلوماسي إسرائيلي سابق إن “وفاة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي مناسبة لتذكر بعض مواقفه وتصريحاته ضد اليهود والإسرائيليين، ومنها اعتباره لهم أنهم مصاصو دماء، وهم أحفاد القردة والخنازير، كما تصفهم حماس في ميثاقها التأسيسي، مما جعل إسرائيل ترى في تحوله لأن يصبح زعيما عربيا لمصر كابوسا يصعب عليها التعايش معه”.
وأضاف يوسي بيلين في مقاله على النبض الإسرائيلي بموقع المونيتور، أنه “حين فاز مرسي في أول انتخابات ديمقراطية شهدتها أكبر دولة عربية في مصر عام 2012، خشيت إسرائيل أن القادم الجديد إلى القصر الرئاسي في القاهرة قد يقدم على إلغاء اتفاق كامب ديفيد، أو يعيد النظر فيه كما ألمح لذلك عشية انتخابه، أو يعرضه على استفتاء شعبي عام، فنتائجه معروفة سلفا، لأن الشعب المصري ليس متحمسا كثيرا له”.
وأوضح بيلين، الذي شغل مهام عديدة في الكنيست والحكومات، ومنها وزير القضاء أن “القلق الإسرائيلي من مرسي جاء رغم أنه انتهج إزاءها سلوكا براغماتيا انطلاقا من قناعته بأن علاقة جيدة مع الولايات المتحدة هو مصلحة مهمة لمصر”.
واستدرك قائلا أنه “رغم ما قيل عن تبادل للرسائل الودية بين مرسي والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس، فقد بدا الحديث عنها مبالغا فيه، لأنهما لم يلتقيا في حياتهما مرة واحدة، ولذلك يصعب تصديق أن كراهية مرسي لإسرائيل تبدلت لحظة تحوله رئيسا لمصر”.
وأشار بيلين، أحد رموز حزب العمل، ورئيس حزب ميرتس، ومن رواد مسيرة أوسلو مع الفلسطينيين، إلى أن “مرسي كان حريصا على عدم الدخول في مواجهة مع إسرائيل، لكنه اضطلع بقوة في التوصل لوقف إطلاق النار بينها وبين حماس عقب حرب 2012، وكانت تلك المواجهة فرصة لإسرائيل لإدراك عمق العلاقة بين حماس ومرسي”.
وأوضح أن “فترة مرسي الرئاسية التي امتدت عاما واحدا أظهرت أن العالم أبدى ارتياحه للعمل أكثر مع الجنرال السيسي الذي أطاح بأول رئيس ديمقراطي على العمل مع رئيس إسلامي، فإسرائيل لم تذرف دمعة واحدة على موت مرسي، حتى أن كاتب السطور لم يجد نفسه حزيناً، لأني أؤيد تفضيل الدكتاتور السيسي على الديمقراطي مرسي”.
أورلي نافيه الكاتبة الإسرائيلية في موقع محادثة محلية قالت إن “إسرائيل بوفاة مرسي فضلت شرق أوسط غير ديمقراطي، ولن تذرف دمعة على موته، كما لم تتأسف على موت الديمقراطية التي سعى إليها الشعب المصري، لأنها معنية بأن يبقى التغني بأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، مما يتيح لها أن تتعاون دائما مع الدول التي ترتكب جرائم، وتتواصل مع حكام غير ديمقراطيين”.
وأضافت في مقال أنه “فيما التزمت إسرائيل الصمت إزاء وفاة مرسي، فإنها انشغلت بمدى قدرة النظام المصري على حفظ الأمن بعد الوفاة، وإمكانية أن يواجه التحدي المتمثل باندلاع مظاهرات عقب الوفاة”.
وأشارت إلى أن “انتخاب مرسي لرئاسة مصر في 2012 لم يكن مكسبا لإسرائيل، لأنها معنية بوجود حكام دكتاتوريين يمكن إبرام صفقات معهم على وجود أنظمة ديمقراطية، مما يذكرنا بموقف إسرائيل من انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في 2006، حين فازت حماس فيها، ولم يمنع ذلك إسرائيل من فرض عقوبات جماعية على الفلسطينيين، فقط لأنهم انتخبوا حماس”.