ما حقيقة تهديدات السيسي بحل جماعة الإخوان؟
قال أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين ومحللون سياسيون، إن الجماعة لن تخضع لممارسات قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، ولن ترضخ لتهديداته أيا كان المقابل حتى وإن كان نجاة قادتها من على أعواد المشانق أو الموت البطيء كما حدث مع الرئيس محمد مرسي.
وكان موقع ميدل إيست آي، قد كشف، الثلاثاء، أن الرئيس محمد مرسي وقادة جماعة الإخوان المسلمين داخل السجن في مصر “تلقوا إنذاراً من قبل كبار المسؤولين بأن عليهم أن يحلوا الجماعة أو يواجهوا العواقب”.
وأضاف الموقع: “قيل لهم إن معهم حتى نهاية شهر رمضان لكي يحسموا أمرهم، إلا أن مرسي رفض الانصياع، ولقي حتفه خلال أيام.
وتابع: “والآن يخشى أعضاء الجماعة داخل مصر وخارجها على حياة خيرت الشاطر، المرشح الرئاسي السابق، ومحمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، وذلك أنهما كليهما رفضا ما عرضه المسؤولون عليهما.
وأخبرت المصادر موقع ميدل إيست آي بأنها كانت على دراية بالوثيقة وبالمفاوضات السرية التي أجريت مع مرسي قبل وفاته المفاجئة داخل السجن يوم الاثنين من الأسبوع الماضي.
ولم يصدر أي بيان عن جماعة الإخوان المسلمين بخصوص ما ذكره الموقع بشأن إنذار الجماعة بحل نفسها، أو مواجهة العواقب قبل وفاة مرسي، حتى كتابة هذه السطور.
الفكر لا يموت
ولم يؤكد أو ينفي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في حزب “الحرية والعدالة” المصري، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، محمد سودان، صحة ما أورده موقع ميدل إيست آي، قائلا: “لم تصلنا أي معلومات من الداخل بخصوص ما ذكرته الصحيفة، ولكن تظل جميع الاحتمالات قائمة”.
وأضاف في تصريحات صحفية: “بعيدا عن ما جاء في الموقع، لا يتصور مطلقا أن يستطيع أي حاكم أن يجبر جماعة الإخوان على حل نفسها، مهما كانت الضغوط التي يمارسها نظام عبدالفتاح السيسي، فلسفة عبدالناصر بكل (جبروته) فشلت في إنهاء وجود الجماعة”.
وأكد أن “الجماعة فكر، وهي تعمل منذ عشرات السنين بدون تنظيم، ولن يؤثر فيها أي شيء؛ ولن يمكن مساومة قادتها على حرياتهم أو أرواحهم مهما كان الثمن، فلن يصل السيسي إلى ما وصل له عبدالناصر من قتل وتعذيب وتشريد، ومات عبدالناصر وبقيت الجماعة”.
ورأى سودان أن “السيسي يحاول أن يكون أكثر ظلما وعدوانا من عبدالناصر، والجماعة لن تخلع ثوبها من أجل أحد، نحن نعتبرها دعوة لله تعالى، ولن نكون أكثر من أهل الأخدود”.
تمرض ولا تموت
القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، أشرف عبدالغفار، ذهب إلى القول “بأنها ( الجماعة) تمرض ولا تموت؛ فجماعة الإخوان تنظيم كبير، وممتد الجذور في كل مدينة وقرية وشارع، وفي نفوس الملايين من المصريين، ولا يتصور أن تموت أو تنتهي بموت أفراد”.
مضيفا في حديث صحفي أن “الإخوان مدرسة فكرية متجددة، وأن ما يحدث للجماعة كبوة، ولكنها قادرة على القيام منها بفضل ما تملكه من عقول فذة، وكوادر محترفة قادرة على امتلاك زمام الأمور مجددا، والعبور بالجماعة والأمة إلى بر الأمان”.
السيسي وفزاعة الإخوان
بدوره؛ قال الكاتب الصحفي، قطب العربي، إن “الرئيس محمد مرسي هو رئيس مصر وليس رئيس جماعة الإخوان حتى تفاوضه السلطات على مصير الجماعة، فلديهم كل قيادات جماعة الإخوان في السجون كالمرشد العام، ونائبه وغيرهما، وأصحاب القرار والقيادات معروفون لدى السلطة”.
وفي تصريحات صحفية له أعرب عن اعتقاده بأن “حل الجماعة لنفسها، أو الاعتراف بنظام السيسي لن يكون حلا للمشكلة مطلقا، لأن النظام سيظل يزايد على كل قراراتهم، وهو بحاجة إلى صناعة عدو يبتز به الآخرين في الداخل والخارج، وحريص على استمرارها لكن تظل ضعيفة ولا تنتهي كليا”.
ورأى أن “نظام السيسي لن يرضى عن جماعة الإخوان حتى وإن قامت بحل نفسها، فهو لا يأمن لشركائه في الجيش، ولا لشركائه في انقلاب تموز/ يوليو، وهو حريص على استمرار حالة التوتر والخوف التي يصدرها لبعض القطاعات من المسلمين والمسيحيين على حد سواء”.
ودلل العربي على حديثه “بما يحدث مع القوى المدنية في الداخل التي تعيش أجواء أشبه بأجواء الحل أمام استبداد نظام السيسي، ورغم ذلك لا تزال تتعرض للمطاردة، واصطياد أعضائها في قضية وراء أخرى”.