عشرات القتلى بغارة لقوات حفتر على مركز للمهاجرين بطرابلس
قتل حوالي 40 مهاجرا وأصيب أكثر من 70 آخرين بجروح في غارة جوية استهدفت فجر اليوم الأربعاء، مركزا لاحتجازهم في تاجوراء، الضاحية الشرقية لطرابلس، وشنتها بحسب حكومة الوفاق المعترف بها دوليا قوات المشير خليفة حفتر، التي تحاول منذ ثلاثة أشهر السيطرة على العاصمة.
وأعلنت وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية سقوط 40 قتيلا وعشرات الجرحى في قصف طائرة لحفتر على المركز.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مسؤول طبي قوله إن أربعين شخصا قتلوا وأصيب ثمانون آخرون. وأوضح مسؤول ليبي في إدارة الهجرة أن الضربة الجوية نُفذت في وقت متأخر من يوم الثلاثاء.
وقال المتحدّث باسم طواقم الإسعاف، أسامة علي، إن “هذه حصيلة أولية والعدد مرشح للارتفاع”، مشيرا إلى أن 120 مهاجرا كانوا داخل العنبر الذي أصيب إصابة مباشرة في الغارة.
وشاهد مصور وكالة فرانس برس جثثا ممددة على أرض العنبر وبجانبها أشلاء بشرية اختلطت بمتاع وملابس مضرجة بالدماء.
وأضاف المصور أن طواقم الإنقاذ كانت لا تزال تبحث تحت الأنقاض عن ناجين محتملين، في حين كان سيارات الإسعاف تزرع المكان ذهاباً وإياباً لنقل الجرحى والقتلى.
وبحسب مسؤولين عن مركز الاحتجاز فإن الغارة نفذتها قوات المشير خليفة حفتر، الذي يشن منذ حوالي ثلاثة أشهر هجوما للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر “حكومة الوفاق الوطني” المناوئة له والمعترف بها من المجتمع الدولي.
من جهتها، أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تغريدة على حسابها في موقع “تويتر” عن “قلقها العميق” إزاء المعلومات الواردة عن استهداف مركز تاجوراء لاحتجاز المهاجرين بغارات جوية و”مقتل لاجئين ومهاجرين”.
ولم تتبن هذه الغارة أي جهة، لكن وسائل إعلام مقرّبة من حفتر تحدّثت مساء السبت عن استهداف طرابلس وتاجوراء بـ”سلسلة غارات جوية”.
وعقب الغارة أصدرت حكومة الوفاق بياناً دانت فيه “بأشد العبارات الجريمة البشعة التي استهدف فيها الطيران التابع لمجرم الحرب خليفة حفتر، لمركز إيواء المهاجرين في تاجوراء، والذي أدّى إلى قتل وجرح العشرات”.
وأضاف البيان أن هذا “الهجوم الجبان يعتبر بمثابة جريمة قتل جماعي وجريمة حرب تضاف لقائمة الانتهاكات الجسيمة ضد الإنسانية التي يرتكبها حفتر”.
وأكدت الحكومة في بيانها أن “هذا القصف الذي طال مركز الإيواء كان متعمداً ولم يكن بشكل عشوائي، بل كان باستهداف مباشر ودقيق”.
وطالب البيان “البعثة الأممية لدى ليبيا بإدانة هذا العمل البربري الهمجي وإرسال على الفور لجنة تقصي حقائق لمعاينة الموقع وتوثيق هذه العملية الإجرامية”.
كما طالبت الحكومة في بيانها “المجتمع الدولي باتخاذ موقف واضح وحازم من هذه الانتهاكات المستمرة، والعمل على إيقاف هذا العدوان فورا”.
وتكتظ مراكز إيواء المهاجرين في ليبيا بعشرات الآلاف ممن تم اعتراضهم أو إنقاذهم في البحر ويعيش هؤلاء في ظروف غير إنسانية.
وعبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مرارا عن قلقها على مصير نحو 3500 من المهاجرين واللاجئين “المعرضين للخطر”، لوجودهم في مراكز إيواء قرب مناطق المعارك المستمرة جنوب طرابلس.
ورغم استمرار الفوضى، لا تزال ليبيا دولة عبور رئيسية للفارين من النزاعات وعدم الاستقرار من مناطق أخرى في إفريقيا والشرق الأوسط.
وتواصل قوات حفتر منذ الرابع من نيسان/أبريل هجومها الرامي للسيطرة على طرابلس.
وتسببت المعارك منذ اندلاعها بسقوط 739 قتيلا وإصابة أكثر من 4 آلاف بجروح، فيما وصل عدد النازحين إلى 94 ألف شخص، بحسب وكالات الأمم المتحدة.