تقارير: المشتركة قد ترفع الدافعية للتصويت لدى 25% من العرب
نشرت جمعية “مبادرات ابراهيم”، جمعية “سيكوي” و “مركز أكورد”، أمس الاثنين، دراسة موسّعة فحصت، لأول مرّة، أسباب التصويت أو الامتناع عن التصويت في المجتمع العربيّ في الانتخابات المنصرمة، ونزعات التصويت لدى المواطنين العرب.
وأجري الاستطلاع في الفترة ما بين 12-19.7.19، قبل إتمام تشكيل القائمة المشتركة، وكان الاستطلاع بمشاركة عينة واسعة تشمل 1,055 مستطلعا من المجتمع العربي.
وفقًا لنتائج الدراسة، فإن العامل الأكثر تشجيعًا على التصويت في الانتخابات القريبة هو تعهّد أحزاب اليسار-الوسط بمعالجة قضايا مهمّة للمجتمع العربيّ، مثل آفة العنف والجريمة، ويؤثّر ذلك على %30.7 من المُستطلعين. يتَضح أيضًا من نتائج الدراسة، أنّ تشكيل القائمة المشتركة سيزيد من دافعية رُبع المواطنين العرب للتصويت.
نطاق ظاهرة المقاطعة الأيديولوجيّة للانتخابات، كدافع لعدم التصويت، هو أصغر من المُعتقد، وفقط %7 من أصحاب حق الانتخاب قاطعوا الانتخابات في نيسان 2019 لأسباب أيديولوجيّة.
الدافع الأكثر بروزًا للامتناع عن التصويت هو الشعور بعدم التأثير (“لا فائدة من صوتي”) – %34.2 من المُستطلعين الذين لم يصوّتوا في نيسان 2019 أشاروا إلى هذا السبب كدافع لعدم التصويت.
يُستدلّ من هذه الدراسة أنّ هناك ثبات في ميل المُستطلعين للتصويت، مع نزعة طفيفة لارتفاع نسبة التصويت. ما يقارب الـ %57 من المُستطلعين سيحافظون على نفس الموقف من الانتخابات السابقة، وقرارهم بالتصويت أو عدمه سيبقى على ما هو عليه. من بين المُصرّحين بعدم التصويت في انتخابات نيسان 2019، صرّح %16 بأنّهم سيصوّتون هذه المرّة بأرجحية عالية أو بشكل مؤكّد، بينما صرّح %38 بأنّهم يتخبّطون بين التصويت وعدمه في انتخابات أيلول. الاتجاه العكسيّ (المصوّتون الذين يرتؤون عدم التصويت) أكثر اعتدالًا- %6 من المصرّحين بالتصويت في نيسان 2019، لا ينوون التصويت في الانتخابات القريبة، و%26 من المُستطلعين الذين قاموا بالتصويت يتخبّطون بين التصويت وعدمه في الانتخابات القريبة.
يفيد أمجد شبيطة ورون غرليتس، المديران العامان المشاركان لجمعية سيكوي بأنّه “على خلفية محاولات السلطة لضعضعة التمثيل السياسيّ للمواطنين العرب، تدلّ الدراسة التي أجريناها على أنّ الغالبية العظمى من المواطنين العرب ينوون أو يرتؤون التصويت. تولي جمعية سيكوي أهمية قصوى للمشاركة السياسيّة للمواطنين العرب، وتعتبر مشاركتهم هذه طريقة نضالية ناجعة لإحقاق الحق في المساواة، لبناء مجتمع مشترك، لإنهاء الاحتلال ولحماية القيم الديمقراطيّة الحقة. مشاركة المواطنين العرب في التصويت قد تحسم الانتخابات، ويجدر بالساسة اليهود والعرب أخذ هذه الحقيقة بالحسبان.”
يفيد أمنون باري- سوليتسيانو ود. ثابت أبو راس، المديران العامان المشاركان لجمعية مبادرات صندوق ابراهيم، بأنّ “التمثيل اللائق للمجتمع العربيّ في الكنيست يصبّ في مصلحة الدولة والأقليّة العربيّة. يتضح أيضًا من نتائج الدراسة أنّه رغم خيبات الأمل المتكرّرة من السياسة ومن الدولة، يتوقّع الجمهور العربيّ من الأغلبية اليهوديّة ومن منتخبي الجمهور اليهود الاعتراف بضائقاته واحتياجاته، ومعالجتها. في الوقت نفسه، يطالب الجمهور العربيّ بأن يُنظر إليه كشريك في العمل الحكومي. اللامبالاة التي تعتمدها غالبية الأحزاب تجاه المجتمع العربيّ على مرّ السنين، خاصة في الانتخابات السابقة، ساهمت في تعزيز شعور المواطنين العرب بأنّهم “غير مرئيين”، وبالتالي، فإنّ مشاركتهم في التصويت غير مهمّة. كان ذلك سببًا رئيسيًّا في انخفاض نسبة مشاركتهم في التصويت لانتخابات الكنيست. ندعو الأحزاب إعادة النظر في أسلوب تعاملهم في كلّ ما يتعلّق بالمواطنين العرب، والتعهّد بجدية بمعالجة القضايا الحارقة في المجتمع العربيّ: ابتداءً من مكافحة العنف بشكل شموليّ، مرورًا بالتطوير الاقتصاديّ المُكثف للبلدات العربيّة ووصولًا إلى إلغاء قانون القوميّة التمييزيّ. دون إحداث تغيير من هذا النوع، سيصعب رفع نسبة التصويت في المجتمع العربيّ.”
شملت العيّنة 1,055 مُستَطلعًا من مواطني إسرائيل العرب أصحاب حق الانتخاب. شملت العيّنة تمثيلًا رجاليًّا ونسائيًّا، من جميع الفئات العمريّة، من أربع مناطق جغرافيّة- الجليل، المثلّث، النقب والمدن المختلطة، ومن انتماءات دينيّة مختلفة- مسلمين، مسيحيين ودروز
أجريت الدراسة من قِبل بروفسور عيران هيلـﭘرين، سوار عاصلة، أريك شومان ويوسي حاسون من مركز “أكورد” التابع للجامعة العبريّة. جُمعت المعطيات من قِبل شركة الاستطلاعات “أفكار” برئاسة د. هشام جبران. أجري الاستطلاع الهاتفيّ بواسطة الاتصال بأرقام هواتف خلويّة، وتمّ باللغة العربيّة.