ترامب لا يصدق أن إسرائيل تجسست على أمريكا.. لكن الحقيقة تؤكد العكس!
ردُّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ادعاءات زرع إسرائيل أجهزة تنصت استهدفته شخصياً بأنه «من الصعب تصديق أن إسرائيل تتجسس على الولايات المتحدة» يثير كثيراً من التساؤلات، فهل فعلاً من الصعب تصديق ذلك ولماذا؟
ما هي القصة؟
ادَّعت صحيفة أمريكية، أن إسرائيل تجسست خلال العامين الماضيين، على الرئيس دونالد ترامب وطاقمه الإداري، عبر أجهزة تنصّت استخباراتية وضعتها بجوار المؤسسات الحساسة في العاصمة واشنطن.
جاءت ادعاءات صحيفة بوليتيكو أمس الخميس 12 سبتمبر/أيلول 2019، نقلاً عن 3 مسؤولين أمريكيين سابقين، وأوضحت الصحيفة أن السلطات الأمريكية كشفت أجهزة تُعرف باسم «StingRay»، بجوار بعض المؤسسات المهمة. وأضاف المسؤولون أن هذه الأجهزة تكشف أصحاب الهواتف الجوالة في الجوار، وتقوم بتسجيل المكالمات التي تجرى من تلك الهواتف.
وقالت الصحيفة إن الأجهزة وُضعت بجوار مؤسسات حساسة، بغية التنصت على الرئيس ترامب ومسؤولين رفيعي المستوى، ولفتت إلى أن إدارة ترامب لم تعرب عن استيائها من هذه الخطوة.
كيف ردت إسرائيل؟
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفى بشكل قاطع ما جاء في تقرير الصحيفة، وقال مكتبه، في بيان رداً على التقرير، إن هذا «كذب صارخ».
لكن اللافت فعلاً هو أن البيان أضاف: «هناك التزام طويل الأمد وتوجيه من الحكومة الإسرائيلية بعدم الانخراط في أي عمليات استخباراتية في الولايات المتحدة».
كيف علق ترامب؟
ترامب قال إنه لا يصدق الادعاءات بأن إسرائيل تتجسس على الولايات المتحدة، وأضاف في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض مساء أمس الخميس: «لا أعتقد أن الإسرائيليين يتجسسون علينا. من الصعب تصديق مثل هذا الأمر».
هل هذا صحيح؟
الحقيقة بالطبع تثبت أن ما جاء على لسان نتنياهو ليس صحيحاً بالمرة، فالثابت أن إسرائيل تجسست بالفعل على الولايات المتحدة.
ففي ثمانينيات القرن الماضي، تم الحكم على جوناثان بولارد المحلل الأمريكي بوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بالسجن مدى الحياة بعد أن اعترف بالتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي وتسريب آلاف الوثائق السرية.
ضابط المخابرات الإسرائيلية (الموساد) رافي إيتان، الذي يعتبرونه بطلاً في تل أبيب لأنه قاد عملية أسر أحد الضباط النازيين المسؤولين عن الهولوكوست وهو أدولف إيخمان في عام 1960، كان هو الضابط المسؤول تجنيد وتشغيل بولارد.
لكن بولارد لم يكن الوحيد في هذا السياق، ففي عام 2006، صدر الحكم على لورانس فرانكلين الموظف السابق في وزارة الدفاع الأمريكية بالسجن لمدة 13 عاماً بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، وتمريره وثائق سرية حول السياسة الأمريكية تجاه إيران إلى إسرائيل، وتم تخفيف الحكم عليه في وقت لاحق إلى الإقامة الجبرية لمدة عشرة أشهر.
تجسس إسرائيل على الولايات المتحدة الأمريكية حقيقة ثابتة لا يغيرها نفي نتنياهو ولا تصريح ترامب حول صعوبة تصديق الأمر، وإن كان موقف كل منهما المعلن يرجع إلى العلاقة الخاصة جداً بين الرجلين، فترامب قدم لإسرائيل ما لم يقدمه أي رئيس أمريكي آخر ونتنياهو يعبر عن ذلك صراحة ويستخدمه كورقة انتخابية.