إسرائيل ترش الأراضي الزراعية الحدودية لغزة بالمبيدات الخطيرة
أفاد مركز حقوقي فلسطيني اليوم، الخميس، إن إسرائيل تستمر برش الأراضي الزراعية في المناطق الحدودية بالمبيدات الكيماوية، ما يتسبب بتدمير المزروعات، ويلحق الأذى بالبيئة والصحة العامة.
وجاء ذلك في تقرير أصدره مركز الميزان لحقوق الإنسان بعنوان “أثار رش قوات الاحتلال للمبيدات الكيماوية في المناطق مقيدة الوصول”، ونشرت وكالة “الأناضول” نسخة منه.
وبحسب التقرير، فإن إسرائيل شرعت برش الأراضي الزراعية على طول السياج الأمني الفاصل، بالمبيدات الكيماوية، خلال السنوات الخمس الأخيرة، نحو 30 مرة.
وتتكرر عمليات رش الأراضي الزراعية بالمبيدات الكيماوية خلال فترتين سنويا الأولى بين كانون أول وكانون الثاني/ ديسمبر ويناير والثانية في نيسان/ أبريل، لاستهداف المحاصيل الشتوية والصيفية.
ورصد التقرير أن عمليات الرش تجري بشكل “فجائي ودون تحذير للمزارعين، وبمواد كيماوية مجهولة فترة الأمان”، وتابع:” الطائرات الإسرائيلية تحلق على ارتفاعات منخفضة (20 متر فوق سطح الأرض)، ويصل رذاذ رش المبيدات إلى عمق يتراوح بين (700-1200) متر داخل أراضي قطاع غزة”.
وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية المتضررة من رش المبيدات الكيماوية حوالي 7268 دونم (الدونم يعادل ألف متر)، بحسب التقرير.
آثار ومخاطر
ووثّق التقرير عدة آثار ومخاطر تترتب على رش الأراضي الزراعية بالمبيدات الكيماوية الإسرائيلية.
ووفق بحث أجراه المركز، فقد تبيّن إصابة النباتات المستهدفة بمادة “الأوكسيجال”، وهي من المواد السامة، والتي تتسبب بتداعيات خطيرة على صحة الإنسان والكائنات الحية، في حال تم تناولها عن طريق الفم.
وأضاف التقرير:” بينما تقدّر فترة مكوث هذه المادة بالتربة بحوالي 60-80 يوما، فيما يؤثر تعذّر تحللها على صحة وجودة التربة”، وقال التقرير إن وزارة الدفاع الإسرائيلية كانت قد كشفت عام 2016، أن المواد المستخدمة في الرش هي جليفوسات، وأوكسيجال، ويوربكس؛ مشيراً إلى أن وكالة أبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، صنّفت “جليفوسات”، من ضمن المركبات المحتمل أنها مسببة للسرطان.
كما تؤثر هذه المواد، وفق التقرير، على حياة ونسل الأغنام، وفي حالة واحدة ولدت أجنة مصابة بتشوهات خلقية، فيما نفق البعض الآخر.
من جانب آخر، بيّن التقرير أن عمليات الرش “تسببت بأضرار اقتصادية للمزارعين من أصحاب تلك الأراضي”.
فيما تكبّد مربو المواشي، بحسب التقرير، خسائر كبيرة، بسبب اضطرارهم لشراء غذاء الماشية على نفقتهم، بديلا عن الأعشاب “المرشوشة” في تلك الأراضي، ما أدى إلى مضاعفة تكاليف تربيتها.
وفي يوليو/ تموز 2018، قالت صحيفة “هآرتس” العبرية في تقرير لها، إن السلطات الإسرائيلية تستخدم مبيدات ذات تأثيرات خطيرة، في منطقة السياج المحيط بقطاع غزة، لمنع النباتات من النمو، وإبقاء المنطقة فارغة كي يتسنى لقوات الجيش مراقبتها بشكل جيد.
وتقول وزارة الزراعة في قطاع غزة، إن رش إسرائيل للمبيدات يتسبب في إلحاق الضرر بمساحات واسعة من الأراضي الزراعية الفلسطينية القريبة من السياج.
وسبق لمنظمة “چيشاه-مسلك”، الحقوقية الإسرائيلية أن انتقدت في عدة تقارير لها، رش المبيدات، وقالت إنها “تدل على أن السلطات الإسرائيلية ممعنة في تطبيق سياسة الأرض المحروقة في المنطقة المحاذية للحدود مع غزة، دون سبب واضح أو أي تبرير مقنع”.