نصرالله: حزب الله لم يستخدم أوراق القوة بعد
دعا أمين عام “حزب الله” اللبناني، حسن نصرالله، اليوم الجمعة، إلى تشكيل “حكومة سيادة حقيقية”، يكون قرارها وطنيا مستقلا، وقال نصرالله في كلمة متلفزة: “ندعو إلى تشكيل حكومة سيادة حقيقية يكون قرارها لبناني، وغير مرتبط لا بالسفارة الأميركية ولا غيرها”.
وقال إنه “بفعل الوعي والثبات وتحمل المسؤولية من قبل الكثيرين في الدولة والحراك الشعبي، تمت الحيلولة دون وقوع البلد، والآن بدأنا نسمع من يخفض السقف السياسي، بعد أن كانوا يطالبون بإسقاط العهد”، في إشارة إلى عهد رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون.
وحول استقالة رئيس الحكومة، سعد الحريري، وقال إنه كانت هنالك وجهتا نظر: الاستقالة أو تعديل حكومي بسيط، مردفًا بأن حزب الله كان ضدّ الأمرين، معللًّا ذلك بأنهما “لن يحدثا صدمة إيجابية ولن يحققا المطالب الحقيقية التي خرج من أجلها الحراك، بل سيزيدان من حالة الإحباط والغضب في الشارع”.
وانتقد نصرالله وصف الحكومة الماضية بأنها “حكومة حزب الله”، قائلًا إن “الحزب لم يكن مؤثرًا في هذه الحكومة ولا في الحكومات السابقة، ولم يحصل أعضاؤه على مناصب وزارية كبيرة”، معتبرًا أن الإصرار على هذه التسمية “هو محاولة لاستعداء بعض الخارج عليها، ونية سيئة لمحاولة تحميل حزب الله أي فشل وقصور في السلطة”.
ودعا نصرالله إلى “التعاون في تقليل وتضييق مرحلة تصريف الأعمال، لأن استمرارها يعني الفراغ الذي كنا نحذر منه، ويعني عدم تطبيق المطالب التي خرج من أجلها الناس”. وأضاف “أول ما أقترحه على الحكومة الجديدة هو أن تجمع المقاطع المصورة وتستمع للناس العاديين البسطاء الذين خرجوا إلى الشارع، بماذا طالبوا وماذا يريدون؟ وليس إلى السياسيين الذين ركبوا الموجة”، واعتبر أن الهدف الرئيس للحكومة الجديدة يجب أن يكون استعادة الثقة بين الشعب والسلطة.
وشدد نصرالله على عنصر الجدية في العمل، منوّهًا إلى ضيق الوقت، وإلى الشفافية والمصداقية مع الشعب. وتساءل في هذا السياق عن مصداقية “أعضاء الحكومة الذين خرجوا وقالوا نحن نؤيد مطالب المتظاهرين، وكنا نعمل من أجلها”، مستطردًا بأن “صدور هذا الكلام من الجميع معناه أن أحدهم غير صادق”.
وقال: “لسنا قلقين على أنفسنا، ولسنا قلقين على المقاومة؛ لم يأت زمان على لبنان وكانت فيه المقاومة بهذه القوة، جماهيريًا وعسكريًّا”، مشددا على أن “حزب الله لم يتصرف بأي ورقة قوة من أوراقه؛ فلا يشتبهن أحد في تقدير الموقف”. واستطرد قائلًا: “حتى لو ذهبت البلد نحو الفوضى؛ فالمقاومة ستبقى قادرة على دفع المعاشات”.
ودعا نصرالله إلى التواصل بين ممثلين عن الحراك والسياسيين، قائلًا: “نحن لسنا مع القطيعة، والبلد يحتاج إلى الجميع، وأن يتحمل الجميع المسؤولية”.
كما اتهم الولايات المتّحدة بممارسة أدوار تخريبية تعطّل نمو الاقتصاد اللبناني، قائلًا إنه “في وقت لاحق يجب أن نتحدث عن الدور الأميركي في لبنان”، الذي وصفه بأنه “دور تعطيلي وتخريبي، وهدفه سد الآفاق على اللبنانيين، وفرض الشروط عليهم مستقبلا”، قال إن “المطلوب هو سيادة وطنية خارجية، ولدينا من اللبنانيين عقول وخبرات لو مارست سيادتها وأخلصت لمصالحها فبوسعهم الخروج من هذا المأزق، وتطوير أوضاعهم نحو الأحسن”.
وحول تصدي مقاتلي “حزب الله” لطائرة مُسيّرة إسرائيلية أمس في جنوب لبنان، قال إن ذلك “أمر طبيعي”.
ونفى نصرالله ما ورد في وسائل الإعلام الإسرائيلية من تقديرات بأن محاولة اعتراض الطائرة كانت حادثة منفصلة، مؤكدًا أن الهدف الحقيقي الأعلى من ذلك هو تنظيف الأجواء اللبنانية من المسيّرات الإسرائيلية، وأن الذي حصل هو في سياق سيستمر، نافيًا كذلك أن يكون لذلك الأمر أي علاقة بالداخل.
وقال: “نحن نمارس مقاومتنا بشكل طبيعي لأننا هادئون ولسنا خائفين، والمقاومة المعنية بمواجهة العدو الإسرائيلي لها قيادتها المتخصصة وهي متفرغة لذلك بمعزل عن كل الأحداث الداخلية والخارجية”.