لماذا أقدم المجرم على قتل حسين ابو رعد؟ وما الذي أثار استغراب أصدقاء المرحوم ؟ تفاصيل جديدة مروعة
على شاكلة العمليات الاجرامية التي لا نراها سوى بالأفلام التي تسرد قصص العالم السفلي بصورة اقرب الى المبالغة، هكذا تقدم القاتل حاملا مسدسه الذي استعان فيه للرقص لثوان قبيل ان يقوم بإطلاق الرصاص على المرحوم حسين ابو رعد محاجنة، رادا على طلب صديق المرحوم واحد المصابين والذي همس في اذن الجلماوي طالبا التحية باسم “ابو البراء” ليردد الجلماوي التحية كما عادته “ابو البراء يا غالي – اجمل تحية” مرتين او اكثر بينما رفع المرحوم يده رادا التحية، ليليها صوت رصاص، 8 رصاصات او اكثر ربما، 6 منها تصيب المرحوم حسين محاجنة، ليختفي بعدها القاتل وكأنما لم يكن، اقاويل كثيرة ترددت في بادئ الامر حيث كان الخبر لازالت تلفه الضبابية، قيل ان الحديث يدور عن رصاص طائش، لكن سرعان ما نفى شهود العيان ذلك خاصة بعد ان اتضح ان الرصاصات كانت موجهة ضد الشاب حسين محاجنة والذي لقي حتفه فيما بعد متأثرا بجراحه بينما اصيب شقيق العريس والذي كان يقف وراء المرحوم وصديقه الذي حياه وحاول حمايته من زخ الرصاص، حيث اصابتهم شظايا الرصاص وشخصت حالتهم على انها متوسطة .
مصدر خاص افادنا بان مقتل الشاب محاجنة هو تطور غير متوقع لشجار سبق وحصل:” المشكلة بدأت قبل 4 ايام من مقتل المرحوم ، عندما كنا نسهر في المقهى وصلنا خبر ان مقهى اخر في المدينة اقتحمه شخص ما وقام بتكسيره لكننا لم نرعى الامر اي انتباه ، بقينا في المقهى وبينما نحن جالسين اتى اصحاب المقهى الذي تم تحطيمه بطريقة استفزازية بهدف اثارة النزاع والشغب في المقهى الخاص بالمرحوم ،وكان من ضمنهم القاتل” والذي تربطه علاقة زمالة مع أصحاب المقهى الاخر ” لكن الحق يقال لم ينبس بنت شفة، اصحابه تشاجروا مع حسين بالكلام فقط ” يقول المصدر ويردف:”، المشكلة سويت بذات الليلة ، اتى اصحاب المقهى الاخر واعتذروا من المرحوم وتعهدوا ان لا يتطور الامر ،اذكر حينها عندما اتصل فيي اصحاب المقهى الاخر وقالوا بنية صافية انه المشكلة يجب ان تحل ، واتى اصحاب المقهى في ذات الليلة الى مقهى المرحوم وجلسنا وتحادثنا وان المشكلة انتهت ، وكان شيئا لم يكن”
يقول المصدر:”امرا واحدا لازالت لا اجد له توضيح ، القائم بعملية القتل لماذا فعل ذلك ؟ هو لم يكن طرفا في القضية وحتى لو كان طرفا فان المشكلة قد سويت، ولو كان هنالك شيئا بين المرحوم والقاتل لاخبرنا بذلك المرحوم لانه لا يخفي عنا شيئا ، وكاذب من يقول ان المرحوم كان بمشادات كلامية مع القاتل هذا لم يحصل ”
“عاوزك بعد السهرة”
في صورة له خلال حفل الحناء، يبدو ان المرحوم حسين لم يكن يتوقع ان نهايته ستكون بعد دقائق من الصورة ، هكذا وبلمح البصر ، يروي صديق المرحوم وابن عم العريس اياد ابو سلامة ان ما جرى كان من اتعس اللحظات القصيرة التي عاشها بحياته ، مردفا :” ما حدث كان كالحلم الخاطف ، جرى بثوان ليس اكثر ، لم نشعر ابدا ان القاتل يضمر للمرحوم اية عداوة او انه ينوي قتله ، القاتل كان يرقص وكذلك المرحوم ، “الفرحة ما كانت واسعتنا”، لنرى ان المجرم بعد ان طلب من الجلماوي ان يحييه يركض نحو المرحوم بشكل هستيري ويطلق عليه الرصاص ، ثم لاذ بالفرار ، هذه اللحظات كانت الاصعب ، الحاضرين كانوا بحيرة مما جرى ، البعض حاول مساعدة حسين وتقديم العلاج للمصابين والبعض الاخر هرب مخافة ان يكمل القاتل ضرب الرصاص ” يستطرد اياد :” لقد تحول الحفل فجأة من فرح الى ترح، وبعد ان وصلنا خبر مصرع المرحوم حسين قررنا الغاء حفل الزفاف لابن العم وهذا اقل ما يمكن فعله لروح المرحوم “.
ويتحدث الشاب اياد عن اللحظات الاخيرة التي جمعته مع المرحوم الشاب حسين فيقول:” في الصورة الاخيرة التي التقطت لنا في الحفل، بينما ينظر الي حسين ويضحك كنا نتداول اطراف الحديث ولا يخفى على احد اننا لم نتوقع حصول اي شيء كهذا ، اذكر ان المرحوم حسين قال لي خلال الحفل “عاوزك بعد السهرة” – ولازالت هذه الجملة تؤرقني ، اتساءل دائما ما الذي كان يريد قوله المرحوم وليتني جعلته يتكلم في حينها ”
يروي الشاب محمد محمود ناصر صديق المرحوم انه في لحظة اطلاق الرصاص على حسين كان في حفل زفاف اخر وكان قد هاتفه احد اصدقاءه من الحفل الذي شهد مقتل المرحوم باكيا ومرددا ان حسين قد قتل لكن الشاب محمود ظن في البداية انها احدى الدعابات من اصدقاءه فرد عليه قائلا “امزح مع حدا غيري” واغلق الهاتف، ثم ساورته الظنون وهاتف شخص اخر اكد له على خبر مقتل حسين الذي نزل عليه كالصاعقة .
ابو ناصر يحدثنا عن ان والد المرحوم كان قد شعر ان ابنه لقي حتفه قبل ان يعلن ذلك وقبل ان يراه ، وروى :”دخل والد المرحوم الى القاعة واخبروه انه تم نقله للمشفى ، لكن والده التف الى ابناءه وقال لهم بلهجة حزينة :” ترحموا ع اخوكم يابا” – وحسبما اخبرني الاصدقاء فانه كان قد فارق الحياة اثناء خروجه من القاعة حيث قام الاصدقاء بنقله في سيارة خاصة لتسريع مهمة انقاذه .
ويردف :” كان محبوب من كل الناس كان لديه اصحاب من ام الفحم وخارجها قلبه كان ابيض وكان بمثابة اخ بالنسبة لي ، لا يضمر بقلبه ، الى بيت العزاء توافد اشخاص حتى نحن اقرب اصدقاءه لا نعرفهم ، كان قلبه طيب لدرجة انه لم يتوقع ان يغدره احد ، ما يسهل علينا فقدانه ان الناس جميعا يذكرونه بالخير ، رحمه الله واسكنه فسيح جناته”
المرحوم باع المقهى خاصته قبل مقتله بيوم
وعلمت المدينة ان المرحوم حسين كان يملك مقهى ويعرف المقهى بين الشبان الذين يفضلون الاجتماع فيه لمشاهدة اهم مباريات كرة القدم ، العامل الذي كان يساعد المرحوم حسين في عمله اكد على ان حسين لم يعتبره يوما كعامل بل اخ صغير ، وان العلاقة التي كانت تجمع كلاهما قوية ، مشيرا الى ان القاتل كان طرفا بشجار عابر حصل مع المرحوم ، لكن الامر سويّ ” يقول العامل حمادة طحاينة المشكلة كانت قد حلت وتصالح الطرفان ” مردفا:” لا اعلم ما الذي حصل وكيف لعبت الفتنة دورها حتى اقدم المجرم على قتل حسين ، ولا يسعني سوى القول حسبي الله ونعم الوكيل ، اخذوا مني اعز اصدقائي ”
وقال طحاينة في المرحوم حسين :” كان شابا طيبا احبه كل من عرفه وكان الشبان يتهافتون لمحله نظرا لمعاملته الحسنة ، في الآونة الاخيرة قرر ان يقترن وكان من المفترض ان يتزوج بعد عامين من الان، لذا قرر بيع محل القهوة لانه لا يجلب الربح ، لقد باع المقهى قبل مقتله بيوم واحد فقط ”
واردف :”كانت طيبة قلبه تسبقه ، كل محتاج يدخل لمحله يخرج راضيا وداعيا له، كانت طيبته واخلاقه الحميدة سبب محبة الناس له صغارا وكبارا، لكن سبحانه هم فقط الطيبون الذين يتركوننا ”
وكانت وجهت اصابع الاتهام للشرطة ،التي لم تنجح لسنوات في ردع العنف والحؤول دون عمليات القتل، يقول قائد شرطة ام الفحم رامي يدعان حول اخر التحقيقات في ملف قتل المرحوم حسين “هنالك اعتقالات والتحقيقات تدار في يمار الساحل ، في هذا الوقت يوجد تحقيقات مكثفة وحتى انتهاء التحقيقات لا يمكننا ان نتحدث بأسباب القتل ”
وعن الخطوات العملية لمواجهة عمليات الحرق واطلاق الرصاص في الاونة الاخيرة واللواتي بعض منها لها علاقة في حادثة القتل الاخيرة قال يدعان :” نحن بغض النظر عما جرى مؤخرا نعمل بشكل مكثف ليلا ونهارا من اجل تقليص مثل هذه الحوادث ، منها ما ننجح بمنعها ومنها التي تنجح في الحصول ،نقوم بالعديد من العمليات العلنية منها والمخفية ، في النهاية من يقرر ان يقوم بأمر غير واضح لاحد لا يمكن افشال هذا الحادث ”
ان اردت ان توجه كلمة لام الفحم بالنسبة لموضوع العنف هل ستعد بامر ما : ان اعد لا اريد ، اريد القول اننا بالموارد التي نملك في الشرطة ، نعمل الكثير ونستمر بالعمل ، لكني كنت اتوقع ان يكون هنالك تعاون معنا ، الامر لا علاقة له باننا شرطيين، نريد منهم فقط ان يمنحوا الشرطة ان تقوم بعملها بصورة افضل ” وعن سؤاله عن القصد بالتعاون قال يدعان :” على سبيل المثال اذا ما علموا عن حادث قتل سيتم عليهم ان يتصلوا بالشرطة ، يجب ان يشكلوا ضغطا حتى لا تكون امامهم الجريمة ، عليهم مقاطعة الاعراس التي تشمل اطلاق النار ، بحال حدث اطلاق نار في الحفل عليهم ان يغادروا الحفل هذا ما كنت سأفعله من اجل ان اريهم اني غير مستعد للعيش بهذا الحال ”
“جريمة تخطت كل الخطوط الحمراء”
وعقب رئيس اللجنة الشعبية في ام الفحم السيد محمود ابو الاديب على مؤكدا ان جريمة القتل الأخيرة كانتتخطي لكل الخطوط الحمراء فبالإضافة لقتل انسان بدم بارد فان تفاصيل الجريمة قبل وخلال تنفيذها من قبل المجرم القاتل تدلل على الوضع الخطير الذي وصلنا اليه في بلدنا وهو استسهال الدوس على الزناد والاستخفاف والاستهتار بحياة الانسان
وقال: “لقد سبق وحذرنا في اللجنة الشعبية من اخطار تفشي ظاهرة العنف وانتشار الأسلحة على مجتمعنا الفحماوي، اننا في الوقت الذي نشجب ونستنكر هذه الجريمة البشعة التي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر فإننا نحمل الشرطة كامل المسؤولية لكافة الجرائم ، وان سكوت الشرطة وعدم القيام بواجبها بجمع السلاح المرخص والغير مرخص لا يمكن ان يفهم الا انه دعم وتغذيه لاجواء العنف والفوضى في بلدنا وهنا لا بد من التأكيد على دور البلدية ومؤسسات المجتمع المدني في ام الفحم في ظل غياب الشرطة والقانون .