مسؤول اسرائيلي: إسرائيل ستسيطر أمنيا على قطاع غزة بعد الحرب
قال مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع، مساء أمس، الأحد، في إحاطة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، إن سلطات الاحتلال تعتزم السيطرة على قطاع غزة بعد الحرب التي تشنها منذ 30 يوما على القطاع المحاصر.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”) إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو تسعى إلى تأجيل المحادثات مع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن اليوم التالي للحرب الإسرائيلية على غزة، غير أنها شرعت بوضع خطوط عريضة لمخطط إسرائيلي.
جاء ذلك في أعقاب إحاطة صحافية قدمها نتنياهو للمراسلين السياسيين في وسائل الإعلام الإسرائيلية، علما بأن المسؤول الرفيع الذي تداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية تصريحاته، هو نتنياهو نفسه.
والخطوط العريضة للمخطط الإسرائيلي تشمل “سيطرة أمنية على قطاع غزة، وزيادة عدد قوات الجيش المنتشرة بشكل دائم في المنطقة، وزيادة الميزانيات الأمنية”.
وأشارت “كان 11” إلى أن وزير الأمن، يوآف غالانت، وعضو “كابينيت الحرب”، بيني غانتس، يدعمان “استمرار السيطرة الأمنية الإسرائيلية مستقبلا على قطاع غزة”.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن المسؤول الإسرائيلي، تشديده في الإحاطة الصحافية، على أنه “لا أرى وضعا لا تتحمل فيه إسرائيل المسؤولية الأمنية العليا في قطاع غزة”.
وأضاف المسؤول “لا يكفي إعادة إعمار غزة، يجب أن يتم إخضاعها لعملية نزع الأفكار النازية. ولا تزال هذه الثقافة (الرغبة في قتل اليهود) موجودة في السلطة الفلسطينية”، على حد تعبيره.
معتبرا أن “الحديث ليس عن احتلال قطاع غزة، حتى في ‘تسوك إيتان – الجرف الصامد‘ (الحرب على غزة عام 2014) لم يصوت أي عضو في الكابينيت لصالح احتلال قطاع غزة”.
جبهة لبنان
واستبعد المسؤول الإسرائيلي “احتمال حدوث غزو من الشمال”، وقال إن هذه الاحتمالات تراجعت، معتبرا أن “حزب الله لن يستطيع اختراق المناطق الحدودية بسبب جاهزية قواتنا واستعدادها”.
وذكرت “كان 11” أن القيادة الإسرائيلية تعتقد أن حزب الله “يريد تجنب حرب شاملة، لكنه يريد الاستمرار في المناوشات الحدودية”، موضحة أن “الهدف الرئيسي لإسرائيل هو منع نشوب حرب متزامنة في الشمال وفي غزة”.
واعتبر المسؤول أن “نصرا ساحقا على حركة حماس” سيسمح بعودة سكان البلدات الإسرائيلية الحدودية التي تم إخلاؤها شمالي البلاد، وقال إن الجيش الإسرائيلي سيعزز من نشر قواته في المناطق الحدودية.
وشدد على أن جيش الاحتلال “سيكون مستعدًا بشكل مختلف لتهديد اختراق الحدود، وليس فقط لاحتمال تسلل خلايا قتالية إلى المستوطنات الحدودية”.
مفاوضات الأسرى
وقال المسؤول إن رئيس الموساد، دافيد برنياع، هو المسؤول عن الاتصالات مع الجانب القطري في إطار جهود الوساطة التي تبذلها الدوحة للتوصل إلى اتفاق يسمح بإطلاق سراح رهائن أسرائيليين في قطاع غزة.
ونفى المصدر المسؤول أن يكون رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين، ضالع في هذه المحادثات، وقال إن كوهين عرض خدماته على رئيس الحكومة في بداية المعركة، ونتنياهو أوعز إليه بالعمل تحت قيادة رئيس الموساد الحالي.
واعتبر المسؤول أن العمل بمحورين متوازيين على هذا الملف قد “يعقد الأمور”، مشيرا إلى أن كوهين نقل رسالة من زعيم عربي وجهها إلى نتنياهو في بداية الحرب على قطاع غزة.
لا وقف لإطلاق النار
وعن المزاعم التي روجت لها القيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل بأن العملية البرية على قطاع غزة ستشكل ضغوطا على حركة حماس وتدفعها إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن، قال المسؤول: “نرى شيئا، لم ينضج بعد”.
وأوضح المسؤول أن موقف الجانب الإسرائيلي هو أنه “حتى لو كان هناك وقف لإطلاق النار مقابل عودة الرهائن، فإنه سيكون مؤقتا وستواصل إسرائيل العمل العسكري بهدف هزيمة حماس”.
وقال إن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن معظم الأسرى والرهائن “على قيد الحياة”، علما بأن الناطق العسكري باسم كتائب القسام، كان قد أعلن مقتل أكثر من 60 أسيرا إسرائيليا من جراء القصف في غزة.
لا وقود لقطاع غزة
وقال المسؤول إنه يرفض إدخال الوقود إلى قطاع غزة، وأضاف “إنهم يريدون الوقود للمستشفيات. انا رفضت. طلبت من زعماء العالم إرسال السفن إلى هنا لإقامة مستشفى ميداني في مكان آمن”.
وتابع “غادر الشفاء 120 جريحًا. علينا إدارة ذلك بذكاء. بعون الله لن نضطر إلى تزويدهم بالوقود”.
التطبيع مع السعودية
وعن إمكانية استئناف المفاوضات التي قادتها إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لتطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض، قال المسؤول الرفيع، إنه “يجلس في السعودية وإسرائيل قيادة ذكية”.
وتابع “النشاط الذي بدأناه قبل الحرب من الممكن أن يستمر ويستأنف لاحقا، لكن بشرط أن ننتصر في الحرب”.
هجمات جوية في الضفة
وقال المسؤول إن أجهزة أمن الاحتلال مستعدة لإمكانية تصعيد الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن إسرائيل لن تتراجع عن قرارها باقتطاع ميزانية غزة من أموال المقاصة التي تجبيها إسرائيل نيابة عن السلطة.
وقال المسؤول: “إذا رفضت السلطة تسلم المبلغ بعد الاقتطاع، فببساطة لن نحوله لهم”. وتابع “لديهم صندوق بقيمة 3.5 مليار شيكل ويمكنهم حل مشاكلهم. لقد عرضنا على دولة ثالثة أن تدفع لهم ولكنها رفضت”.
وعن أنشطة سلاح الجو وعملياتها في الضفة المحتلة، قال “صدرت تعليمات للقوات الجوية بالاستعداد لحادث مماثل في الضفة. نحن بحاجة لتوفير استجابة لرد على الوضع الذي سيفعل فيه الآلاف بالضفة ما تم فعله في الجنوب”.