تقارير: بحث اتفاق جديد يشمل وقفا مطولا لإطلاق النار في غزة وتبادلا واسعا للأسرى
يجري الوسيط القطري بمشاركة مصر والولايات المتحدة، جهودا حثيثة لتمديد الهدنة المؤقتة في قطاع غزة إلى ما بعد الخميس، لزيادة عدد الرهائن المفرج عنهم وحجم المساعدات التي تدخل قطاع غزة، وسط أنباء عن “تفاهم مبدئي” على تمديد الهدنة لمدة يومين إضافيين، بناء على الشروط ذاتها، وبحث إمكانية إبرام اتفاق أشمل يتيح تبادل واسع للأسرى والرهائن.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن المحادثات التي شهدتها العاصمة القطرية، الدوحة، الثلاثاء، بمشاركة رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن، ومدير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، ورئيس الموساد، دافيد برنياع، ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، تمحورت حول تمديد الهدنة الحالية لتصل إلى 9 أيام، مقابل الإفراج عن 50 رهينة إضافية.
إسرائيل ترفض مناقشة اتفاق جديد قبل الإفراج عن الأطفال والنساء
وذكر موقع “واللا” أن المباحثات في الدوحة ناقشت كذلك إمكانية صياغة اتفاق جديد يتم بموجبه إطلاق سراح جميع الرهائن الآخرين لدى حماس، بما في ذلك الجنود؛ دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. وأضاف الموقع أن إسرائيل مستعدة للموافقة على تمديد الهدنة وفقا لشروط الاتفاق الحالي، لتصل إلى تسعة أيام، مقابل إطلاق حركة حماس 10 رهائن في كل يوم إضافي.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية (” كان 11″)، أن العرض الذي تم بحثه في قطر يشمل وقفا مطولا لإطلاق النار في قطاع غزة، مقابل إبرام صفقة أوسع لتبادل الأسرى بما ذلك رهائن إسرائيليين من الرجال والجنود، وأسرى فلسطينيين من ذوي المحكوميات العالية، وأن لا يقتصر التبادل على الأطفال والنساء؛ وبحسب المراسل العسكري للقناة، فإن الجيش الإسرائيلي سيعارض مثل هذا الاتفاق.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن الرسائل الإسرائيلية التي نقلها رئيس الموساد خلال الاجتماع في الدوحة، تنفيذ بأن “إسرائيل لن توافق على إجراء أي مباحثات للتوصل إلى اتفاق جديد قبل أن يتم إطلاق سراح جميع الأطفال والنساء المحتجزين في قطاع غزة”.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الرسالة الإسرائيلية للمشاركين في مفاوضات قطر هو أنه “يجب العمل على زيادة الضغط من أجل إطلاق سراح الأطفال والأمهات الذين ما زالوا في الأسر قبل مناقشة صفقات جديدة”، وذلك نقلا عن مصدر وصفقت القناة الرسمية الإسرائيلية بـ”المطلعة”.
وبحسب “واللا”، فإن قوائم الرهائن التي نشرت تفيد بأن “لدى حماس ما بين 30 إلى 40 امرأة وطفلا آخرين، من بينهم حوالي 20 امرأة تتراوح أعمارهن بين 20 و50 عاما. وتتوقع إسرائيل أن يتم إطلاق سراحهم في الأيام المقبلة كجزء من تمديد الهدنة بناء الشروط الحالية”.
ونقل الموقع عن “مسؤول إسرائيلي رفيع مطلع على المحادثات في الدوحة”، قوله إنه “من الممكن التوصل إلى اتفاقات من نوع أو آخر بشأن فئات أخرى من الرهائن (في إشارة إلى الرجال والجنود والمجندات المحتجزين في غزة)، لكن إسرائيل أوضحت أن هذا لن يحدث إلا بعد استنفاد الإطار الحالي بالكامل وإطلاق سراح جميع النساء والأطفال”.
تفاهمات “مبدئية” على تمديد الهدنة يومين إضافيين
ونقلت صحيفة “العربي الجديد” عبر موقعها الإلكتروني، عن مصادر مصرية وصفقتها بـ”المسؤولة” (لم تسمها) تأكيدها التوصل إلى “تفاهم مبدئي على مد الهدنة التي تم التوصل إليها بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، بوساطة مصرية قطرية أميركية، يومين إضافيين، بالشروط نفسها”.
وأفاد أحد مصادر الصحيفة بأن حركة حماس “ألمحت إلى وجود اتصالات مع مجموعات في غزة، بين أيديها أسرى تنطبق عليهم الشروط الخاصة بالهدنة”، في إشارة إلى النساء والأطفال، وأضاف أن “الخروقات والاحتكاكات التي وقعت اليوم الثلاثاء، (مفهومة) في إطار محاولات الأطراف، تحسين شروط التفاوض وقت الحديث عن مد الهدنة”.
كما لفت إلى “الملاحظات من جانب المقاومة بشأن إخلال الجانب الإسرائيلي بما يخص وصول المساعدات إلى شمال قطاع غزة”، مؤكدا أن “القاهرة وباقي الوسطاء يبذلون جهودًا حثيثة لإلزام إسرائيل بإدخال المساعدات بالقدر الكافي إلى شمال قطاع غزة”.
وأشار المصدر إلى أن “الوسطاء استطاعوا في وقت سابق إلزام حكومة الاحتلال بتمرير المساعدات إلى مدينة غزة، وتشغيل بعض أقسام مستشفى الشفاء”، علما بأن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أعلنت اليوم أن “قوات الاحتلال تمنع إدخال شاحنة الوقود، التي كانت من المفترض أن تعبر قبل قليل إلى شمال قطاع غزة”.
“محادثات في الدوحة حول اتفاق أوسع”
وعن المحادثات التي شهدتها اليوم العاصمة القطرية، الدوحة، بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات (سي آي إيه)، بيرنز، ورئيس الموساد، برنياع، ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، كامل، قال المصدر إنها “تتجاوز تمديد الهدنة، إلى الحديث عن اتفاق شامل على عدة مراحل يقضي بوقف الحرب وإعلان وقف كامل لإطلاق النار قبل الانتهاء من الهدنة المؤقتة”.
وفي وقت سابق، الثلاثاء، وصل رئيس الموساد إلى قطر، بهدف “التوصل إلى صفقة تبادل أسرى واسعة النطاق، تشمل رجالا وجنودا إسرائيليين”، بحسب هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”)، ذلك بالإضافة إلى “بحث استمرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة” لمدة أطول.
وفي حين شارك رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن، إلى جانب بيرنز وكامل وبرنياع، في محادثات الدوحة حول “صفقة إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة”، نقلت “فايننشال تايمز” عن مسؤول مطلع أن “محادثات الدوحة تركز على الفئة التالية من الرهائن ما قد يشير إلى بلورة اتفاق جديد”.
كما أشار موقع “واينت”، نقلا عن مصادر مطلعة، إلى أن المحادثات التي يجريها قادة الأجهزة الاستخباراتية في الدوحة “مثيرة وجادة، وحققت نتائج (إيجابية)”، وقال إنها تهدف إلى ضمان تنفيذ دفعتي تبادل الأسرى الخامسة (الثلاثاء) والسادسة (الأربعاء)، في إطار الاتفاق الحالي.
كما لفت إلى أن المحادثات تهدف كذلك إلى “إطلاق سراح المزيد من الرهائن في الأيام المقبلة، بما لا يقتصر على الأطفال والنساء”، وبحسب التقرير فإن اتفاق كهذا قد يسمح “إطلاق سراح الشبان الذين تزيد أعمارهم عن 19 عامًا والآباء والبالغين والمسنين والجثامين”.