محطات فكرية

كلمة بمناسبة افتتاح العام الدراسي الجديد

#إندثرتْ قيَمنا فلَنْ يتخطى الرّصاصُ أحدًا …

ونحنُ على أعتاب السنة الدراسية 2022-2021 نرجو العليّ القدير أنْ يوفقَ أولادنا جميعًا قبل أن يكونوا طلابنا وأن يحميهم من كلّ نائبَةٍ وضرَرْ وأن يَغرِسَ السّكينةَ في قلوبهم ويهديهم حُسنُ الخُلُقِ والأخلاقِ الحميدة.

يُؤلمنا جدًا ضياعُ وفقدانُ البوصلة والمنطق والدّين والقيَم ، في زمنٍ كثُرتْ فيهِ المآسي والنّوائبْ.

أُصِبْنا في أخلاقِنا فكانَ الضّياعُ حَليفَنا، كُلّنا مسؤول وكلّنا محاسبٌ عنْ تقصيره. لا تَكُن في مرمى رَصاصِ الفتكِ والأسى والهَلاكْ، فكم من زهرةٍ قدْ قَضوا بلا تفسيرٍ أو منطِقْ ؟!

أيها الأبُ والأمُ والأمامُ والمعلم والمدير والمسؤول الكبير والصغير ورئيس كل سلطة محليّة وبلدية إتّقوا الله في أماناتكم، فكلُ الطلاب والطالبات أينما حلّوا ووطِئوا أمانةً في أعناقنا .

أتقنوا العطاءَ وَسِقايَةِ القيَم، ثقفوهم أرشدوهم أنيروا دروبهم .

نحنُ نطمح ليكونوا في مقدمةِ الأمم لنسمو بتحصيلاتهم ونرتقي بهم ومعهم.

ولكن ثُمَ لكن إرضِعوهم بالقيمِ والأخلاق كي نبني مجتمعًا صحيًّا يخلو من العاهات الأخلاقية والتمرد والتشرذُم والإنحلال، فالمحيط والإحصائياتُ تشهدُ بمأساتنا ومآسينا التي جادتْ في ضراوتها وفتكها. أيها الأب والأم قُم بدورك كمربي ومربية وليس آلةُ إنجابٍ فقط ، وتعاونوا مع المدرسة كونوا لهم أصدقاءً لا أعداء.

أيها المعلم والمعلمة والمدير قدّم كلّ ما هوَ خير ولا تبخل بالعطاء كُنْ عونًا وسندًا لأولادنا الذين هم أولادكم.

كُنْ حاملَ رسالةٍ وأمانة كنْ ذاك الرّسول الذي يحملُ على كاهله مسؤوليّةً هائلة. أنظروا إلى الأمور بشمولية.

فهذه هيَ الخُطى الأولى لبناءِ الأممِ والأجيالِ القادمة.

للأسف مجتمعنا مريض وربما سقمُه عضالْ ولكن بالرغم من كل ذلك بإستطاعتنا تقديم الشّفاءِ لهُ ، إعانتُهُ حتى يقفُ منتصبًا على قدميهِ من جديد .

شبابُنا في إنحدارٍ شديدٍ صوبَ الهاوية وكثيرونَ هم هناكْ.

كُنّا نقول مرةً شبابنا أولئك الذين فوق جيل ال 18 ولكن للأسف شبابنا اليوم هم أبناءِ ال 12 الغارقون في المخدرات والتدخين والسّلاحِ والهمالَة إلا من رحمَ رَبّي.

أنظروا حولكم فالشمسُ لا يغطيها غِربالُ مآسينا…

إمنعوا الكارثة القادمة وأمنعوا الرصاصَ من أن يخطفَ زهرةً أخرى.

يكفينا سيلٌ من البكاءِ والقهر والوَجدْ،

يكفينا قهرُ الرّجالِ وأحزانُ الأمّهات.

فأحيانًا مؤسساتنا بحاجة إلى حزمٍ وتأنيب كي نُنقِذَ أولادنا.

فلا تغضب أيها الأب والأم لأنكم أحيانًا تكونوا عاملًا للفشل والإنحلال، أعيدوا للمدرسة والمعلم مكانتهم في تقويم أبنائكم لأننا فقدنا البوصلة. والأملُ يوشِكُ على التّبخُرِ والإندثارْ.

فالقيَم هيَ مفاتيحُ الحضارة والعمرانْ وليستْ العلامات فقطْ .

اللهم إنّي بلّغت اللّهم فأشهد.

صباحكم وعامكم خير …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى