المحكمة تسمح لبلدية تل أبيب بإقامة مبنى للمشرّدين على أنقاض مقبرة الإسعاف في يافا
رفضت المحكمة المركزية في تل أبيب الإلتماس الذي تقدمت الهيئة الاسلامية المنتخبة في مدينة يافا، لمنع البلدية من المساس بحرمة المقبرة وأموات المسلمين فيها، ووقف اقامة مشروع ايواء المشردين على أرضها.
وجاء رفض الالتماس بحجة أن الأولويات لدى المحكمة هي مصلحة الأحياء وتطوير البلاد والشوارع والبنية التحتية وغيرها، فوق موضوع الحفاظ على حرمة المقابر وقدسية الأموات وحرمتهم. وبناء عليه فإن المحكمة برفضها الالتماس تسمح لبلدية تل ابيب بإقامة مبنى للمشردين على أرض مقبرة الاسعاف الاسلامية بيافا، وبالتالي سيتم جرف مئات القبور وتدنيس المقبرة، ونقل عظام الموتى لمكان مجهول، كما حدث في السنوات الماضية للعديد من مقابر المسلمين في المدينة.
من جهته، قال المحامي محمد دريعي رئيس الهيئة الاسلامية إن “المحكمة استندت بقرارها على قرار المحكمة الذي صدر في القدس سابقًا، بحق مقبرة “مأمن الله” التاريخية، وجاء قرارها اليوم لصالح بلدية تل ابيب التي أن إقامة المشاريع وتطوير المدينة أهم من الحفاظ على قدسية المقابر”.
وأضاف: “البلدية ادعت في جوابها للمحكمة أن المقبرة قديمة جدًا، وأن الأرض تحولت لملكية الدولة ثم الى البلدية، وبالتالي لها الحرية في ممارسة حقها في الأرض بالشكل الذي تراه مناسبًا، ضارب ًة بعرض الحائط حرمة الأموات، ودون اعطاء أي قيمة للمقبرة الاسلامية في المكان، الأمر الذي أكده وجود العظام داخلها، كما أنها قامت بالتأكيد للمحكمة على عدم المساس بالقبور بقدر المستطاع من خلال معاينة اماكن وضع القواعد لمشروعها، وهو ما قبلته المحكمة”.
وقال أيضا: “كهيئة اسلامية منتخبة سنكون في تشاور بالنسبة للخطوات المقبلة القضائية والجماهيرية المتعلقة بهذا الموضوع، ونوجه انذار لبلدية تل ابيب من المحاولة بالعبث في مقدساتنا وأوقافنا وتحديدًا مقبرة الاسعاف”.
من الجدير ذكره أن القاضية لم تكّلف الهيئة الاسلامية بمصاريف المحكمة بالرغم من رفض الالتماس، وذلك بسبب أن الالتماس جاء لشيء ذو قيمة دينية ويم ّس حرمة الأموات.