في الأسبوع العالمي للتوعية حول سرطان عنق الرحم: التطعيم ضد فيروس الورم الحُليمي يمنع الاصابة بسرطان عنق الرحم
في الاسبوع العالمي للتوعية حول سرطان عنق الرحم، والذي يمتد منذ 20-27 كانون الثاني من كلّ عام، خرج اخصّائيو طبّ النساء في كلاليت لواء حيفا والجليل الغربي، لحملة خاصّة بهدف رفع الوعي بخصوص موضوع سرطان عنق الرحم. وفي هذا السياق، يقول د. إفرايم سيغلر، مدير الخدمات الطبيّة في كل ما يتعلق بعنق الرحم في كلاليت حيفا، ورئيس الجمعية الاسرائيليّة للتنظير المهبلي وأمراض عنق الرحم: “اتّضح بأن التطعيم ضدّ فيروس الورم الحُليمي يحمي أيضا من الإصابة بسرطانات الفم والبلعوم والمستقيم. ومن هنا تأتي أهميّة اعطاء التطعيم للطلاب وكذلك الرجال البالغين”.
يعتبر سرطان عنق الرحم من السرطانات القاتلة، بحيث يصيب 200 امرأة في كل عام، وتكون نسبة الوفاة قريبة من نصف عدد الإصابات (90). الّا انّ الخبر السار في هذا السياق، كما يؤكّد د. إفرايم سيغلر، اخصّائي عنق الرحم في المركز الطبّي لين التابع لكلاليت ورئيس الجمعية الاسرائيليّة للتنظير المهبلي وأمراض عنق الرحم، بأن الكشف المبكّر وأخذ التطعيم الجديد لفيروس الورم الحليمي (ضد 9 سلالات من الفيروس) بإمكانه ان يمنع نقل العدوى بنسبة 99% والاصابة بفيروسات اخرى والتي بدورها مسؤولة عن الاصابة بالسرطان بنسبة 90% والتي تتشكّل على هيئة ثآليل في الاعضاء التناسلية لدى الرجال والنساء. وهذا الفيروس بإمكانه ان يؤذي اي شخص، وتنتقل العدوى عن طريق ممارسة العلاقة الجنسية كما انها تحدث في سنّ صغيرة.
ان التاثير الأكثر نجاعة وفعالية للتطعيم، يحدث عند أخذ التطعيم قبل البدء بممارسة العلاقة الجنسية, الّا انّ التطعيم يمنع انتقال العدوى عند ممارسة العلاقة الجنسية مع شريك او زوج جديد في كل جيل. وتشير الأبحاث حول العالم، والتي قامت بفحص نجاعة التطعيم لدى الرجال والنساء حتى جيل 45 عاما، بأنه الجيل الانسب للتطعيم والانجع في منع انتقال العدوى، والذي تمت المصادقة عليه ايضا في دولة اسرائيل لدى الرجال والنساء.
إنّ معظم الإصابات تكون عابرة، لكن في حالات معيّنة يبقى الفيروس ماكثا لعدّة سنوات ومن ثم يستيقظ على هيئة ورم سرطاني. ويجب التشديد بأن المعلومات التي تم نشرها في الماضي وتسببت في تراجع بعض الاهالي من أخذ التطعيم هي معلومات لا أساس لها من الصحّة، يؤكّد د. سيغلر. حتّى الان، تم اجراء ما يقارب 300 مليون تطعيما، وهو تطعيم آمن للغاية وله اثار جانبية طفيفة.
وتتمثّل الوقاية من انتقال العدوى والمرض عند طريق اعطاء التطعيم للفتيات والفتيان واجراء فحوصات الكشف المبكّر للفيروس، حتّى في مرحلة ما قبل السرطان، عن فحص طبّي لعنق الرحم، الذي يتم اجراؤه مره كلّ 3 سنوات او بحسب توصيات الطبيب للأعمار التي تترواح بين25-65 عاما. السلّة الصحيّة التي تم المصادقة عليها هذا الاسبوع تمكّن من اجراء فحص مجاني في جميع صناديق المرضى من جيل 25-54 عاما. بعد سنّ 54 عاما، يوصى بشدّة اجراء الفحص، الاّ انه غير مجاني، وذلك لان ثلث حالات الوفيات تكون في هذه الفئة العمريّة. من المهم ذكره ان الفحص غير مكلف ويتوفّر ايضا لمن لا تستحقه مجانا اذ ان العلاج مبكّرا يعتبر فعالا للغاية وبأمكانه تقليل خطر الوفاة.
قضية اخرى مهمة في هذا السياق هي العلاقة بين التدخين وسرطان عنق الرحم، حيث اتضح ان التدخين يزيد من الاصابة بمرض سرطان عنق الرحم بمقدار 30 مرة، وبهذا يكون سبب اخرا للعزوف عن هذه العادة السيّئة.
معطى اخر مثير للاهتمام وتم تأكيده في الابحاث الاخيرة هو ان الفيروس الذي ينتقل عن طريق ممارسة العلاقة الجنسية متعلّق ايضا بتطوّر سرطانات اخرى كسرطان البلعوم والمستقيم، وهي انواع سرطانات لا تتمتع بامكانية الكشف المبكّر وبالتالي فهي تشكّل خطرا حقيقيا على الرجال ايضا، لذا من المهم اعطاء التطعيم للفتيان في فترة المدرسة تماما كالفتيات.
ونظرا للأهميّة الكبرى لرفع مستوى الوعي حول الكشف المبكّر والسلوك الوقائي مثل استخدام الواقي الذكري عند ممارسة الجنس، الامتناع عن التدخين واخذ التطعيم والذي يعتبر الحماية المثلى، شرع اخصّائيو طب النساء في كلاليت لواء حيفا لحملة توعويّة وارشادية في هذا الخصوص.