ارتفاع حصيلة ضحايا فيروس كورونا إلى 212 وفاة
أعلنت السلطات الصحية في الصين اليوم، الجمعة، عن ارتفاع عدد ضحايا فيروس كورونا المستجد ليصل إلى 212 شخصاً، بعد ارتفاع غير مسبوق لعدد الوفيّات خلال يوم واحد، فيما أعلنت منظّمة الصحّة العالميّة أنّ الوباء، الذي انتشر أيضاً في العديد من مناطق العالم، بات يُشكّل “حالة طوارئ صحّية ذات بُعد دولي”.
وتوفي من جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجدّ 42 شخصًا إضافيًا في مقاطعة هوبي بوَسط الصين، حسبما أعلنت السلطات اليوم. وبذلك، يرتفع العدد الإجمالي للوفيّات في الصين من جرّاء الفيروس إلى 212.
كما سُجّلت 1200 إصابة إضافيّة بالفيروس في هوبي، خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، ما يرفع عدد الإصابات في الصين إلى 8900 حالة.
وكانت منظّمة الصحة العالميّة أعلنت، أمس، أنّ فيروس كورونا المستجدّ بات يُشكّل “حال طوارئ صحّية ذات بُعد دولي”، لكنّها دعت الى عدم الحدّ من الرحلات.
وقال المدير العام للمنظّمة، تيدروس ادهانوم غيبرييسوس، إنّ “قلقنا الأكبر يكمن في إمكان انتشار الفيروس في بلدان حيث الأنظمة الصحّية أكثر ضعفًا”. ورغم انتشار الفيروس، أكّد أنّ المنظّمة “لا توصي بالحدّ من الرحلات وعمليات التبادل التجاري وحركة (الأفراد)، وهي تُعارض حتّى فرض أيّ قيود على الرّحلات” إلى الصين.
وحذّرت هيئة المراقبة الدوليّة ومقرّها جنيف، أمس، من أنّ العديد من الدول غير مستعدّة لمواجهة الوباء، مشيدةً من جهة ثانية بـ”سرعة التحرّك” التي أظهرتها الدول ومنظّمة الصحّة حتّى الآن.
ومدينة ووهان الصينيّة حيث ظهر المرض وتفشّى، منقطعة عن العالم منذ أسبوع، وكذلك مقاطعة هوبي بكاملها تقريباً.
وفيما يعزل هذا الحجر الصحي القاسي، الذي فُرض في 23 كانون الثاني/يناير، 56 مليون شخص يقطنون المنطقة عن العالم، نظّمت الولايات المتحدة واليابان عمليّات إجلاء لعدد من مواطنيهما. ويُتوقّع وصول طائرة أميركيّة ثانية في الأيّام المقبلة.
وأرسلت فرنسا بدورها طائرةً إلى ووهان فجر أمس، بحسب مصادر متطابقة. ويُفترض أن تعود الجمعة وعلى متنها 250 شخصاً، بحسب مصدر قريب من الملف. ومن المقرر وصول طائرة ثانية “في وقت لاحق هذا الأسبوع”، بحسب المفوضية الأوروبية، لإجلاء فرنسيين وأوروبيين.
من جهتهم، قدّم نحو مئتي كنديّ يتواجدون في المنطقة الصينيّة التي تشهد انتشارًا للفيروس المستجدّ، طلبا للحصول على مساعدة قنصلية لإعادتهم إلى كندا، بحسب ما أعلنت الحكومة الكنديّة.
وأفادت السلطات الصحّية الإيطاليّة وإدارة شركة كوستا للرحلات البحرية بأنّ 7 آلاف شخص، بينهم 6 آلاف راكب، علقوا منذ صباح أمس، قبالة تشيفيتافيكيا قرب روما على سفينة سياحيّة، للاشتباه بوجود إصابتين من فيروس كورونا المستجدّ بينهم. لكنّ وزارة الصحّة قالت في وقت لاحق إنّ السفينة سُمِح لها بالإبحار بعدما تمّ التأكّد من عدم وجود حالات إصابة بالفيروس على متنها.
وبدت ووهان، حيث منِعت الحركة غير الضروريّة للسيّارات، أمس، كمدينة أشباح. وبقيت غالبيّة المتاجر والمطاعم مقفلة، فيما كان عدد المشاة في شوارعها أعلى بقليل من الأيام الماضية.
وتخطّط دول أخرى لإجلاء مواطنيها أيضاً، إذ أعلنت إيطاليا إرسال طائرة، بينما تستعدّ برلين لترحيل 90 ألمانياً في “الأيام المقبلة”. وأعلنت نيوزلندا أنها سترسل طائرة إلى ووهان تتّسع لـ300 شخص. وأعلنت لندن أيضاً أنّ طائرة بريطانيّة كان مقرّراً أن تعود، أعطيت الإذن بالإقلاع، صباح اليوم، من ووهان وعلى متنها 200 بريطاني. لكنّ آلاف الأجانب الآخرين لا يعرفون مصيرهم.
في المقابل، ومن بين 206 يابانيين رحّلوا إلى طوكيو الأربعاء، هناك ثلاثة مصابين بالفيروس يضافون إلى 14 حالة مسجلة أصلاً في الأرخبيل. ولم تفرض طوكيو حجراً صحياً على مواطنيها.
وعلى الرغم من أن معظم الإصابات سجلت في البر الصيني، تأكد وجود أكثر من 80 حالة في 16 دولة أخرى أيضاً. وفي مؤشر مقلق، سجل انتقال للعدوى بين شخص وآخر في ثلاث دول خارج الصين هي ألمانيا واليابان وفيتنام، وأضيفت إليها، أمس، الولايات المتحدة.
في هذا السياق، اتُّخذت تدابير احتياطية قاسية على المستوى الدولي، فقد أعلنت شركات طيران على غرار الخطوط الجوّية البريطانية ولوفتهانزا والخطوط الإندونيسيّة “ليون اير” و”اير فرانس”، وقف رحلاتها إلى الصين، وبينها شركة “إل عال” الإسرائيلية وشركة الطيران المغربية.
وقررت روسيا إغلاق حدودها مع الصين، التي تمتدّ على طول 4250 كلم لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجدّ.
في بقيّة أنحاء الصين حيث تمّ تمديد عطلة السنة الجديدة إلى الثاني من شباط/فبراير، هجر معظم السكان الخائفين المتاجر ودور السينما والمطاعم. وتحاول قرى نائية الاحتماء خلف حواجز عشوائية لتفادي وصول المرض إليها، فيما يثير الأشخاص القادمون من ووهان ومحيطها الشبهات حولهم.
وأمرت بكين، أمس، المزارعين والمسالخ برفع إنتاجها، في ظل اضطراب في شبكات التوزيع وارتفاع أسعار الخضار.
وأعلن صندوق النقد الدولي الخميس أنه يراقب تفشي الوباء “دقيقة بدقيقة”، مشيرا إلى أن آثاره على الاقتصاد العالمي رهن بسعة انتشاره، في وقت تبقى مؤسسات ومصانع صينية مغلقة حتى التاسع من شباط/فبراير على الأقل.
وعلاوة على قطاع الطيران، أشار رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي، جيروم بويل، أول من أمس، إلى أن الوباء الحالي يمثل “مشكلة خطيرة جداً”، وأنه يلقي بظلال من عدم اليقين على مجمل آفاق الاقتصاد العالمي. وتشاطره هذا القلق الشركات المتعددة الجنسيات وشركات صناعة السيارات وشركات في مجال المعلوماتية فضلا عن صناعة المنتجات الفاخرة.