نادت إليه “أبناء البلد” “الوفاء والإصلاح” و “كفاح” وأوساط وطنية مستقلة.. مشاركة حاشدة في مؤتمر “مقاطعون للكنيست”
أكد المتحدثون في المؤتمر الوطني “مقاطعون للكنيست” على دعوتهم لمقاطعة انتخابات الكنيست المزمعة في تاريخ 2/3/2020، ودعوا إلى صياغة مشروع وطني جامع يناهض العنصرية الإسرائيلية والمؤسسة التشريعية (الكنيست)، ويكون بديلا وطنيا لأبناء الداخل الفلسطيني عبر بناء مؤسسات وطنية وحدوية.
وبحضور كبير من أبناء الداخل الفلسطيني، عقد مساء الجمعة، في قاعة “زين” في مدينة طمرة المؤتمر الوطني “مقاطعون للكنيست” والذي دعت إليه: حركة أبناء البلد، حزب الوفاء والإصلاح، حركة كفاح وأوساط وطنية مستقلة.
وتحدث في المؤتمر كل من: البروفيسور إبراهيم أبو جابر، نائب رئيس حزب الوفاء والإصلاح في الداخل الفلسطيني، الأستاذ سهيل صليبي، عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد، الأستاذ أيمن حاج يحيى، نائب رئيس حركة كفاح، مرح مغامسة ناشطة سياسية شبابية، الأستاذ أليف صباغ، ناشط ومحلل سياسي.
كما أكد المشاركون في المؤتمر على عبثية ما يسمى الكنيست الإسرائيلي لأنه “حجر أساس في المشروع الصهيوني، والمشاركة فيه تعني المشاركة السياسية في اللعبة الإسرائيلي بكل محرماتها.
وندد المتحدثون بخطاب الأسرلة ودعوا إلى التمسك بالثوابت الوطنية والخطاب السياسي المحافظ عليها.
وتولى عرافة المؤتمر عضو حزب الوفاء والإصلاح، المحامي زاهي نجيدات، وقال بعد ترحيبه بالحضور: “تداعينا في القوى السياسية المقاطِعة لانتخابات الكنيست لعقد هذا المؤتمر لرفع صوتنا عاليًا وواضحًا وناصحًا لأبناء شعبنا أن الكنيست لن تحق لنا حقًا ولن ترفع عنا ظلمًا، و71 عامًا و22 دورة كنيست مرت شاهدة على ذلك”.
وأضاف: نقعد مؤتمرنا هذا لنؤكد على ثوابتنا السياسية والخطاب السياسي المحافظ عليها بالذات في هذا الوقت الذي يشهد فيه الخطاب السياسي على صعيد الداخل الفلسطيني هبوطا حادا وخطيرا وانحسارا نحو الأمور المطلبية بفعل الانغماس في لعبة الكنيست”.
لا وكالة حصرية لأصحاب مشاريع الاندماج
وكانت الكلمة الأولى للأستاذ أيمن حاج يحيى، نائب رئيس حركة كفاح، حيث اعتبر أن هذا المؤتمر بادرة خير وربما تكون انطلاقة لإعادة التفكير لصياغات جديدة في الداخل الفلسطيني، لافتا إلى أن تيار المقاطعة شبة محروم من المنابر الإعلامية لأسباب معروفة للجميع.
وأكد أن الاختلاف في وجهات النظر في التصويت وفي المقاطعة اختلاف شرعي واجتهادات سياسية لا لا تقسم المجتمع لها ما لها وعليها ما عليها وهناك أصول في قواعد الاختلاف داخل البيت الواحد ولكل طرف مؤيدين ومعارضين وحجج وهذا الأمر انسحب على كل الدورات الانتخابية لأن العنوان كان المشاركة في الكنيست لتحصيل حقوق ولتحصيل أوضاع ولدرء مفاسد الخ..
واستدرك حاج يحيى حديثه بالقول: لكن حدث أمر جلل، ففي عام 2019 غيروا كل قواعد اللعبة وغيروا النظرة ولم تعد المسألة أن نذهب أم لا نذهب، أن نستخدم هذا الأسلوب السياسي أم لا نستخدمه هل هو مفيد أم مضر، الأمر الجلل الذي حدث أن مشروع الكنيست وعلى لسان رئيس القائمة المشتركة هو مشروع لاندماج كامل للفلسطيني في أرضه ضمن المواطنة الإسرائيلية بكل ما تحمل الكلمة من معاني خطيرة في لمفهوم الاندماج.
وقال أيضا: عندما تقرر الاندماج الكامل كما قال أيمن عوده رئيس القائمة المشتركة من أجل تحسين الظروف المعيشية فأنت تصبح إسرائيلي مئة بالمئة وهذا الحلم الصهيوني منذ عام 1948 نظرتهم لنا لم يستطيعوا ترحيلنا ولا القضاء علينا لذلك بقي لهم خيار واحد الا وهو أسرلتنا وتجلى الأمر بالطرح الخطير وتجلياته السياسية عندما طرح التوصية على المجرم غانتس كمرشح رئيس الحكومة، وهذا التحول وكسر الحواجز إلى أين يمكن أن يصل بنا، ومن يعتقد أنه يستطيع أن يأخذ الوكالة الحصرية على الاندماج هو مخطئ ما عليه.
الكنيست تجسيد للفكر الصهيوني
ثم تحدث الأستاذ سهيل صليبي، عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد قائلاً: حينما نريد أن نتحدث عن الانتخابات علينا أن نعرف من نحن وأي انتخابات وبرلمان ندلي من أجله صوتنا. لماذا نقاطع انتخابات الكنيست الصهيوني؟ بداية ننوه أن موقفنا من الانتخابات هو موقف مبدئي من الكنيست هو مقاطعة التصويت والترشح، موقفنا نابع من قراءتنا للكنيست باعتبارها تجسيد للفكر والكيان الصهيوني الذي يقيم على أرضنا ووطنا فلسطين فنحن نرى في الفكر الصهيوني ومخرجاته المادية مشروع احتلال لنتاج الرأسمالية والإمبريالية لنهب خيرات شعوب المنطقة والحفاظ على الأنظمة الرجعية.
وتابع صليبي: على من يدعو جماهير شعبنا الفلسطيني للمشاركة في لعبة الكنيست أن يصارح الجماهير حقيقة ما يمكن تحقيقه مقابل تشويه هويتنا الوطنية الفلسطينية، وفي العديد من الدول الطبيعية استعمل أسلوب نضالي مقاطعة البرلمان حينما يكون مصدر تشريعات عنصرية أو تميزية بحق مجموعة فكيف بدولة الاحتلال.
النضال البرلماني لم يسقط قانونا ولم يستعد أرضا
مرح مغامسة الناشطة السياسية والشبابية حيّت في كلمتها الحضور قائلة: تحية البيت الواحد والمصير الواحد على كامل التراب الوطني من هنا نقول ونؤكد مرارا على كون فلسطين من البحر إلى النهر وحدة واحدة غير قابلة للتقسيم والمساواة وإننا جزءا لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني الموجود في القدس والضفة والقطاع والمخيمات اللجوء والشتات.
وأضافت: هذا الشعب الذي أجمع وجعل من مقاطعة الاستعمار ومؤسساته وعدم منحه الشرعية نهجا نتخذه في مسيرة تحرره من ذات الاستعمار
واردفت بالقول: من هنا نرفض رفضا قاطعا أن نكون جزءا من اللعبة السياسية الهزلية التي يضع قوانينها الاستعمار فهناك خطورة حقيقة في جعل التحول والشراكة مع الصهاينة في إطار العمل الكنيستي ممارسة طبيعية خطورة تمييع الصراع وتحويله من صراع وجودي الى صراع قانوني وبرلماني وخطورة كي الوعي الفلسطيني الذي يرفض فطريا فكرة التفاوض والتشاور مع المحتل على فترة الحكم فضلا عن حقيقة أن الارتباط الاقتصادي والمؤسساتي بالاستعمار والتعويل عليهم يعرقل بالضرورة عملية بناء مؤسساتنا الوطنية المستقلة ويذوت التبعية السياسية للاستعمار.
وتابعت مغامسة: هذه التبعية التي تعزز الاعتقاد الباطل في أن الفرد الفلسطيني عاجز عن بناء مؤسساته وغير مؤهل ليقرر مصيره بنفسه، لافتةً إلى “استنباطا من عدم نجاعة تجربة العمل البرلماني في الكنيست الإسرائيلي وعدم قدرة النواب العرب على انتزاع حقوقنا الاجتماعية كجزء من شعبنا الفلسطيني، يعني ما يسمى النضال البرلماني، لم يسقط قانون برافر ولا استعاد أراضي الروحة بل واعترف الاستعمار ببعض الحقوق الفردية رغبة منه بدمجنا في المجتمع الإسرائيلي أو لتدجيننا وجعلنا نغرق في همومنا اليومية الفردية وخلاصنا الفردي لننسى مسؤوليتنا الجماعية في التحرر وإعادة اللاجئين وإنقاذ الأجيال القادمة من مشروع إبادة ممنهج.
وختمت مرح مغامسة كلمتها: لا يخفى علينا ولا عليكم الهيمنة الإسرائيلية والملاحقات والتضييقات المستمرة المتصاعدة تجاه أبناء شعبنا وفي ظل غياب مشروع جامع وضعف منظمة التحرير وتخاذل قياداتها وتقييد سقف الخطابات للفلسطينيين في الداخل بما يتلاءم مع الديمقراطية الصهيونية المزعومة ليبقى خطاب المقاطعة هو الخطاب الوحيد الحر من غطرسة السقف الإسرائيلي.
المشتركة إرادة من يمول ويدعم
وتساءل الأستاذ أليف صباغ، ناشط ومحلل سياسي، في بداية كلمته في المؤتمر: لماذا تقاطعون؟ وهذا سؤال شرعي، ولكن انا أسأل دائما لماذا نصوت؟ والشرعي أن نسأل لماذا تصوت ولمن تصوت وما الهدف من التصويت وهل تستطيع أن تقدم شيء بهذا التصويت أم لا؟.
وعن احتمالية التأثير التي يسوقها المشاركون في الكنيست تساءل صباغ: أين ستؤثر ومع من؟ عندما تدخل في دائرة قوانينها معروفة من 71 سنة وأنتم تلعبون في هذا الملعب والملعب ليس ملعبكم والقوانين أنتم لا تسنوها على ماذا تلعبون؟
ولفت إلى أن المقاطعون ليسوا محبطون، المحبط هو من لا يوجد له حل والذي يطرح الحلول ويحافظ على الثوابت وينظر للمستقبل هذا ليس محبطا، هذا مناضل هذا ثوري وله المستقبل وليس للذي استسلم للماضي تحت مسمى “الواقعية” ماذا يعني واقعية؟ يعني قبول أمر الواقع وهذا ما يرديه ترامب وتريده حكومات إسرائيل المختلفة. نحن تعلمنا أن نكون واقعين من أجل ان نغير الواقع وليس من أجل الاستسلام للواقع.
وتساءل أيضا: هل هناك من حقوق قومية تحقق بالكنيست الصهيوني؟ عندما يريدون اجماع صهيوني لا يسألوا عنا والذي يريد أن يؤثر يتذكر ماذا حصل في سنة 1992 عندما اعترضت “ميرتس” على أن يكون الأعضاء العرب داخل الحكومة ومن يريد أن يؤثر قانون القومية ماذا يقول؟ القرارات المصيرية لإسرائيل يتخذها اليهود فقط لذلك لا يريدون ولا عربي لا في الحكومة ولا داعم للحكومة.
وتطرق الأستاذ أليف صباغ إلى حملات تمويل انتخابات الكنيست غير الحكومة وقال: هناك ملايين، ائتلاف 17/9 جند ملايين الدولارات واليوم يجند الملايين ومسموح لهم أن يدخلوا الملايين وأين تصرف هذه الملايين؟ ألستم تحبون الشفافية وهل هناك من قدم لوسائل الاعلام قائمة بكيف صرفت من وراء هذه الملايين وما هي أهدافه وأهدافه مع الممول واحدة مشتركة أين الشفافية؟
وكشف صباغ أنه في عام 2015 كان في شركة أردنية لصاحبها فلسطيني الأصل تعمل علاقات عامة وتعمل حملات إعلامية وتحضر قيادات المستقبل، هذه الشركة كانت ترعى أيمن عودة ليصبح قائدا، كما أن الشركة كانت ترعى قيام القائمة المشتركة والهدف تغيير الخطاب الفلسطيني في الداخل لإحداث تغيير جذري في التوجه وخلق خطاب إيجابي يوحد العرب وراء قيادة تعددية واحدة ويجند اليهود ولا ينفرهم، كان هدفها وحدة عربية لا تفزع اليهود بل تقربهم وتجندهم هذا الكلام من تقرير المسؤول عن مرافقة وتدريب أيمن عودة عندنا في الداخل عام 2015.
ويكشف أيضا: يقول التقرير واجهنا عقبات من المواقف المسبقة التي حملها وما زال يحملها كثير من السياسيين العرب الذين لا يدركون بعد الخطاب السياسي الجديد، نحن نتحدث عن 2015 يعني القائمة المشتركة ليست إرادة شعب وإرادة لجنة الوفاق بل هي إرادة من يمول ويدعم ومن يعمل. وبعضهم يشكك في خطابنا ويراه تزلفا لليهود ونوعا من أسرلة المجتمع الفلسطيني وهذا الذي يدرب أيمن عودة يقول وحتى ايمن لا يفلح في استيعاب هذا الخطاب حتى النهاية ويحتاج إلى تقوية مكانته وتشجيع صفوفه بين رفقائه في الجبهة والقائمة المشتركة.
ويتابع: والجملة الأخيرة التي يقولها كاتب التقرير في 26 آذار 2015 قد أفدنا كثيرا من الجلسات الماراثونية التي عقدناها مع فضيلة الإمام فيصل لدى زيارته لعمان الأخيرة ونحن حاليا في وضع الخطة لهذه العملية، من هذا الإمام فيصل الممول لهذه الحملة؟
ويجيب صباغ: أنا أقول لكم هو ابن للإمام واشنطن الذي زار إسرائيل مع السادات عام 1977 ثم طرد من إمامية واشطن وذهب الى ماليزيا لان ابنه تربى في ماليزيا وعاد يمول هو وإحدى دول الخليج ليمول حملة 2015. هذه وثيقة واحدة من ملف كبير يتضمن الكثير من القضايا التي يخجل الواحد منا أن يحكي عنها، لكن لا أحد يقول أنا في الكنيست أريد أن أحقق إنجازات قومية ووطنية ولا أحد يقول أريد أن أدمج بين الخطاب القومي والخطاب المدني في الكنيست، هذه كذبة كبيرة، الخطاب القومي هو وسيلة للضحك على الناس البسطاء الوطنيين الحقيقين حتى يبقى يجرهم وراءه الهدف من الكنيست بصراحة الغاء لجنة المتابعة العليا. وعندما نتحدث عن البديل لا نقول نحن لا نريد انتخابات الكنيست وفقط. لا عندنا بديل وهو إعادة بناء لجنة المتابعة العليا وكل المؤسسات الوطنية وتعزيز مكانتها.
70 سنة من التلميع
وفي ختام المؤتمر الوطني “مقاطعون للكنيست”، تحدث البروفيسور إبراهيم أبو جابر، نائب رئيس حزب الوفاء والإصلاح، وقال: الكنيست هو حجر أساس في المشروع الصهيوني، المؤسسة التشريعية سنت عشرات ومئات القوانين العنصرية على مستوى الداخل والضفة والقطاع، ومن أبرز هذه القوانين “قانون التسوية” و”قانون كمينتس”، و”قانون محاربة الإرهاب” “وقانون القومية” العنصري بامتياز، لم يبق لنا حقا في هذه الأرض التي رواها اباؤنا وأجدادنا بدمائهم، وغيرها من القوانين.
وأضاف: الكنيست وسيلة رخيصة لتلميع وجه المؤسسة القبيح مما علق به من مجازر ومصادرة الأراضي واغتيالات وهدم منازل. هذه هي منذ أكثر من 70 عاما وهناك تمثيل لفلسطينيي الداخل، في هذه المؤسسة التشريعية، ماذا فعل الأعضاء العرب؟
وتساءل أبو جابر: لان حدود وقواعد اللعبة معروفة، إذا ماذا نفعل هناك منذ أكثر من 70 عاما؟ هل من أجل الرواتب والمخصصات فقط؟ لم يفعلوا إلا أشياء لا تذكر.