المجلس الإسلامي للافتاء يصدر بيانًا توضيحيًّا حول صلاة التراويح في ظلّ أزمة كورونا من منظور شرعي وطبيّ
الحمد لله رب العالمين والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد المبعوث رحمة للعالمين ؛ وبعد :
إنّه من المعلوم والمقرر فقهياً أنّ المرجعية الشرعية المخولة بالحديث حول أداء صلاة التراويح في المساجد في ظلّ الظّروف الحالية مردّه فقط لأهل العلم الشّرعي بناءً على رأي أهل الخبرة والاختصاص من الأطباء الثقات.
هذا وقد تشاور المجلس الإسلامي مع مجموعة من الأطباء الثّقات وكان مجمل كلامهم يدور على ما يلي :
” من منطلق المسؤوليه والحذر والأخذ بالأسباب، ووجود المرض الذي لا زال بيننا والانتقال السّريع للعدوى ومع تفشيه في مدننا وقرانا العربيه فإنّنا نرى أن تصلّى التراويح وسائر الصّلوات في البيوت مع الأهل (العائلة المصغرة)؛ خصوصاً وأنّ صلاة التراويح فيها تجمع لجميع الأعمار وهي صلاة فيها إطالة ومن الصّعب التّحكم بعدد المصلين القادمين للمسجد من حيث عددهم وجيلهم وفيما هل هم أصحاء أو يعانون من أعراض المرض أم لا”.
وعلاوة على ذلك فإنّ التّقييد القانونيّ بعدد معيّن في ساحة عامة كساحة المسجد لا يعتبر عملياً بل قد يثير الاضطراب والفتنة بين النّاس وهذا أمر ضرره أخطر من عدوى الكورونا نفسها.
وبناءً عليه فإنّ المجلس يرى ما يلي:
أولا: يؤكّد المجلس أنّ صلاة التّراويح سنّة مؤكدة ويسنّ أداؤها جماعة وتتحقق الجماعة باثنين فأكثر في البيت كما في المسجد باتفاق الفقهاء بينما حفظ النّفس واجب بل حرمة المؤمن عند الله تعالى أعظم من حرمة الكعبة والمسجد.
ثانياً: لا يشترط لصحة صلاة التّراويح أن تؤدى جماعة باتفاق الفقهاء لما ثبت أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم صلّى في المسجد ليلةً وصلّى معه أناس، وكذلك في الليلة الثانية والثالثة والرابعة فلما كثُر الناس عليه لم يخرج إليهم بعد ذلك خشية أن تُفرَض عليهم .
ثالثاً : إذا استطاع الإمام إقامة الجماعة في ساحة المسجد وفق العدد المسموح به دون إثارة فتنة وبلبلة بين النّاس فيجب عليه التزام كافة الضوابط والتّدابير الطبية الوقائية من حيث التعقيم والكفوف والتّباعد بين المصلين والكمامات ويوصي الأطباء بفحص درجة الحرارة ومنع لمس الأسطح والمصافحة ونحو ذلك وعلى أن يكون ذلك من فئة الشباب غير ذوي الأعذار كمرضى السّكري والسرطان والقلب ونحوهم من أصحاب المرض المزمن.
رابعاً: يؤكّد المجلس على ضرورة تجنب جميع التجمعات في الشوارع والأسواق وغيرها من الأماكن العامة من باب أولى خصوصاً وأنّه ما زال القلق والتخوف من انتشار الوباء قائماً والأيام القادمة هي ستكون المفصلية وكلّما كان انضباط أكثر فهذا سيساعد ويسرّع بعودة الحياة إلى طبيعتها كما كانت.
سائلين المولى عزّ وجلّ أن يفرّج عنّا ما نحن فيه.
المجلس الإسلامي للافتاء
عنهم : د . مشهور فواز رئيس المجلس