كورونا: الصين تعلن الانتصار على الوباء وأميركا تستحوذ على 300 مليون جرعة لقاح
تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد 5 ملايين حول العالم، أغلبهم في أوروبا التي تواصل رفع الحجر رغم وجود خشية من حصول طفرة وبائية، ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الصين “الانتصار” على الوباء.
ووصلت الإصابات المؤكدة بالفيروس إلى 5 ملايين و194 ألفا حول العالم، تعافى منهم أكثر من مليونين، وتوفي أكثر من 334 ألفا، وفقا لمنصة “وورلد ميتر” للإحصاءات العالمية.
وأعلن رئيس الحكومة الصينية لي كي تشيانغ في افتتاح المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني اليوم الجمعة أن الصين حققت “إنجازات إستراتيجية كبيرة” في مكافحتها تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي ظهر أواخر عام 2019 في مدينة ووهان (وسط الصين).
وقال “نحن، أبناء الأمة الصينية وبناتها، بقينا متحدين خلال فترة شديدة الصعوبة، وأقمنا سورا عظيما من التضامن”.
وبعد إغلاق البلاد أواخر يناير/كانون الثاني الماضي لاحتواء الوباء، استطاعت بكين الحد بشكل كبير من عدد الإصابات بفيروس كورونا، التي انخفضت خلال الأسابيع الأخيرة، لتسجل البلاد عددا قليلا من الحالات الجديدة يوميا.
وقال رئيس الحكومة الصينية “حققنا انتصارا حاسما في الدفاع عن إقليم هوبي وعاصمته ووهان”، اللذين فُرض على سكانهما حجر صحي لمدة شهرين ونصف شهر.
وتابع “في الوقت الحالي، لم ينته الوباء بعد”، مشددا على “المهمة الهائلة” التي لا يزال يتعين إنجازها في مواجهة العواقب الاقتصادية للفيروس. وقال لأعضاء البرلمان في افتتاح دورته السنوية “يجب أن نضاعف جهودنا لتقليل الخسائر”.
الصين توسع حملات الفحص في مدينة ووهان بحثا عن الفيروس
تحديات أمام الصين
وقررت الصين اليوم عدم تحديد مستوى مستهدف للنمو الاقتصادي هذا العام، في اضطراب غير مسبوق بالنسبة للعملاق الآسيوي.
ولكن بكين -بالإضافة إلى تحديات كورونا- تواجه أيضا تحديا آخر يتعلق بتصاعد التوتر مع الولايات المتحدة.
وهددت الصين “بتدابير مضادة” إذا فرضت عليها عقوبات من قبل الولايات المتحدة على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد، حسب ما أفاد به متحدث باسم البرلمان الصيني.
وقال جانغ يسوي في مؤتمر صحفي عشية انعقاد الجلسة السنوية لمجلس الشعب؛ إن الصين تعارض مشاريع القوانين هذه بشدّة، وسترد بحزم، وستتخذ تدابير مضادة بناء على المناقشات التي سيجريها البرلمان بشأن هذه التشريعات.
السباق نحو اللقاح
من ناحية أخرى، تواصل الولايات المتحدة التعامل مع أعداد كبيرة من الوفيات بالفيروس، رغم تجاوز البلاد فترة الذروة، وذلك في موازاة جهود للتوصل إلى لقاح مضاد.
وتم تسجيل 1422 وفاة جديدة بكورونا، مما يرفع حصيلة الوفيات في البلاد إلى 95 ألفًا و16 حالة.
في غضون ذلك، قالت وكالة رويترز إن الولايات المتحدة ضمنت الحصول على حصة الثلث من أول مليار جرعة منتظرة من لقاح محتمل تعكف عليه شركة أسترا زينيكا البريطانية.
وفي خضم سباق دولي محموم للوصول إلى لقاح مضاد للفيروس، قررت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية تقديم 1.2 مليار دولار إلى الشركة البريطانية لتسريع جهودها في إنتاج اللقاح، على أن تضمن ثلاثمئة مليون جرعة للولايات المتحدة.
أوروبا تواصل الفتح
على صعيد آخر، سجلت أوروبا -القارة الأكثر تضررا- نحو مليوني إصابة، بينها 169 ألفا و932 وفاة. ومع ذلك، تواصل الدول الأوروبية تخفيف إجراءات العزل تدريجيا.
ويتوقع أن تفتح كل شواطئ كورسيكا الفرنسية تقريبا، في حين فتحت قبرص المدارس والمقاهي والمطاعم وصالونات الحلاقة بعد شهرين تقريبا من الحجر. ورغم فتح الشواطئ السبت، فإن المطارات والفنادق ستبقى مغلقة، مما يطيل أزمة القطاع السياحي الحيوي لاقتصاد الجزيرة.
واجتازت روسيا حاجز ثلاثة آلاف وفاة (3099) بفيروس كورونا، بعد تسجيل 127 وفاة جديدة.
كما أعلن مركز العمليات الروسي لمكافحة كورونا تسجيل أكثر من 8849 إصابة جديدة بالفيروس، ليتجاوز بذلك إجمالي الإصابات 317 ألفا و554 حالة.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة أنها ستتبرع بمئتي جهاز تنفس لمساعدة روسيا في مكافحة فيروس كورونا، وذلك بعد أسابيع من إرسال موسكو معدات مماثلة إلى ولاية نيويورك.
خسائر شركات الطيران
وضمن التداعيات الاقتصادية الكبيرة لأزمة كورونا، أبقى اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) على تقديراته لخسائر شركات الطيران بمنطقة الشرق الأوسط بسبب تداعيات جائحة كورونا؛ عند 24 مليار دولار خلال العام الجاري.
وكان الاتحاد -ومقره مدينة مونتريال الكندية- رفع تقديراته إلى هذا المستوى أواخر الشهر الماضي، وذلك بعدما توقع في 11 مارس/آذار الماضي خسائر بنحو سبعة مليارات دولار.
وأضاف إياتا -الذي يمثل 290 شركة طيران عالمية- أن رحلات الطيران المغادرة في الشرق الأوسط وأفريقيا انخفضت بنسبة 95% في نهاية الربع الأول من العام الجاري، مقارنة مع مستواها في مطلع العام، وأشار إلى أن مطار دبي الدولي قرر تجميد زيادات رسوم الطيران لهذا العام.
البرازيل نحو المركز الثاني
ومع ارتفاع أعداد الإصابات، أصبحت أميركا اللاتينية والكاريبي المنطقة التي ينتشر فيها الفيروس بأسرع وتيرة.
وتشهد البرازيل تسارعا في انتشار الوباء، وسجلت أمس الخميس رقما قياسيا للوفيات اليومية بالفيروس بلغ 1188 شخصا. وأعلنت وزارة الصحة أن العدد الإجمالي للوفيات في البلاد تجاوز 20 ألفا أمس الخميس، مضيفة أن الإصابات الجديدة بلغت أكثر من 18 ألفا و500 إصابة في يوم واحد، ليصل العدد الإجمالي إلى أكثر من 310 آلاف إصابة.
وقالت الوزارة إن العدد الحقيقي أكبر من ذلك على الأرجح، مشيرة إلى عدم إجراء فحوص على نطاق واسع.
وتقترب البرازيل بوتيرة سريعة من حصيلة الإصابات في روسيا، وقد تطيح بها لتصبح ثاني أكبر بؤرة لتفشي الفيروس في العالم بعد الولايات المتحدة.
لكن الرئيس البرازيلي اليميني جايير بولسونارو يواصل التقليل من خطورة فيروس كورونا المستجد وانتقاد إجراءات العزل.
ويخشى المصور الفوتوغرافي الفرنسي البرازيلي سيباستياو سالغادو (76 عاما) الذي أمضى حياته في تصوير ظروف معيشة الأكثر فقرا وبيئتهم الهشة؛ من أن تتعرض شعوب السكان الأصليين في الأمازون “لإبادة” بسبب نقص العناية بهم في البرازيل في عهد بولسونارو.
وتحت ضغط رئيس الدولة البرازيلي، أوصت وزارة الصحة الأربعاء باستخدام الكلوروكين وعقار هيدروكسي كلوروكين لمرضى “كوفيد-19” الذين تظهر عليهم عوارض خفيفة.
وبانتظار لقاح ودواء، يثير هذا العقار جدلا لأن تأثيره على الفيروس لم يثبت حتى اليوم.
أما في تشيلي، فقد ارتفع عدد الإصابات إلى أكثر من 50 ألفا، كما سارت مظاهرة جديدة في أحد الأحياء الشعبية للمطالبة بمساعدات غذائية للتشيليين الأكثر فقرا الذين يعانون من توقف النشاط الاقتصادي.
قفزة في غزة
وفي قطاع غزة، الذي بقي فترة بمعزل عن الوباء؛ أعلنت وزارة الصحة إصابة 25 شخصا في قطاع غزة بفيروس كورونا.
وقالت الوزارة -في بيان صحفي- إن عدد المصابين بالفيروس ارتفع إلى 55 شخصا، وهو ما يعني تسجيل 25 حالة جديدة، في 24 ساعة الأخيرة.
وأوضحت أن المصابين هم من بين نزلاء مراكز الحجر الصحي، العائدين للقطاع عبر معبر رفح البري أخيرا. وقالت الوزارة إن المصابين اختلطوا مع العشرات من العائدين خلال عودتهم إلى قطاع غزة وفي مراكز الحجر الصحي، ويجري التحقق من شبهة مخالطتهم أشخاصا من خارج مراكز الحجر الصحي.
وفي السودان، أعلنت وزارة الصحة تسجيل عشر وفيات و410 إصابات خلال ثلاثة أيام، ليرتفع العدد الكلي للإصابات إلى نحو 3140، من بينها 121 وفاة، في حين شفي من المرض 309 حالات.