رمضان في ساعاته الأخيرة :الشهر الفضيل كان مثقلًا بالكورونا والتعليمات
أدت المساجد في البلاد ، الليلة الماضية ، آخر صلاة للتراويح في رمضان الحالي ، ليلحقها المصلون بـ “التوحيش” مودعين الشهر الفضيل الذي حزم حقائبه استعدادا للرحيل مساء اليوم السبت ، مفسحا المجال لقدوم عيد الفطر السعيد.
وودع الكثير من المصلين الشهر الفضيل بختم القرآن والدعاء وذرف الدموع، سائلين الله تعالى أن يتقبل صيامهم وقيامهم وأن يبلّغهم رمضان القادم والبشرية جمعاء بحال أفضل بعد جائحة الكورونا التي اجتاحت العالم وغيرت احواله، وأثرت في كل شيء حتى في شهر رمضان الحالي، الذي كان مثقلا بالكورونا والتعليمات الخاصة بها ، بتقييد عبادات الناس وتحركاتهم وصلة أرحامهم واحتفالاتهم.
وفي اليومين الأخيرين ومع رفع بعض القيود عن الجوامع ودور العبادة، صدح صوت القرآن الكريم من مكبرات الصوت في المساجد في عدة بلدات عربية، اثناء صلاة التراويح، وهو الصوت الذي افتقده المواطنون وغاب عن المشهد الرمضاني هذا العام.
مشاهد غابت عن رمضان
في ظل انتشار فيروس كورونا، والذي ناهز 1000 حالة في البلدات العربية، غاب عن المشهد الرمضاني هذا العام مشاهد كثيرة، من بينها ولائم الإفطارات الجماعية التي عادة ما تدعو اليها جهات وجمعيات وحتى عائلات وأقارب. اللقاءات العائلية كانت محدودة أيضا الى ان سمحت الحكومة لاحقا ببعض التسهيلات ورفعت بعض التقييدات.
وغابت عن رمضان هذا العام صلوات الجمعة والجماعة والتراويح وأغلقت المساجد وهو امر غير مألوف هز المسلمين، لا سيما انه جاء في هذا الشهر الفضيل. وغاب كذلك، مشهد الحافلات التي تقل المصلين الذين يشدون الرحال الى المسجد الأقصى المبارك. كما استمر خلال شهر رمضان سريان التعليمات التي كانت قبله بإغلاق المطاعم امام استقبال الزوار، فغابت عن المشهد اللمات العائلية في المطاعم والتي عادة ما كانت تكتسب زخما في أواخر رمضان.
حتى المسيرات الكشفية والاحتفالية كانت مفقودة هذا العام. وإن تمت بعض الفعاليات فكانت ضمن شروط وقيود ودون مشاركة جماهيرية، وهو الأمر اذلي قد ينسحب أيضا على مسيرات العيد في البلدات العربية التي عادة ما تجري في ليلة العيد.
الاقتصاد ومحلات الحلويات
مع انتشار وباء الكورونا، تأثر محلات الحلويات في البلدات العربية بشكل خاص من قرارات الاغلاق المبكرة، التي كانت بين الساعة السادسة مساء والثالثة فجرا، ثم انتقلت لاحقا لتصبح بين السابعة والنصف مساء والثالثة فجرا الى ان تم تخفيف القيود مجددا ورفع تحديد الوقت. وكان تحديد الوقت هذا خاصا بالبلدات العربية خلال شهر رمضان ، بهدف منع التجمهر في مختلف المحلات وأمام المطاعم وليس في محلات الحلويات فقط ، قبل الإفطار من أجل احتواء فيروس كورونا وبعد ان طالب به عدد من رؤساء السلطات المحلية العربية.
وكان أصحاب محلات الحلويات قد اشتكوا وعانوا كثيرا من التقييدات ، خاصة ان شهر رمضان يعتبر من ابرز مواسم بيع الحلويات. لكن كان لأصحاب المحلات ان استمتعوا في أواخره برفع قيد الوقت عنهم.
كما تأثرت محلات بيع الهدايا خلال الشهر الفضيل بسبب محدودية الزيارات العائلية طيلة النصف الأول من رمضان تقريبا.
مشاهد عادت في أواخر رمضان ومعها التحذيرات
في أواخر شهر رمضان المبارك ومع اقتراب عيد الفطر السعيد، عادت الكثير من مشاهد الحياة الى البلدات العربية، اقبال على محلات كثيرة، خاصة محلات الملابس والهدايا وغيرها، شمل العائلات التأم، المساجد احتضنت المصلين حتى تحت قبابها بالإضافة الى مظاهر أخرى، وعادت الشوارع في البلدات العربية لتنبض وتشهد ازدحامات مرورية. ومع هذه العودة صدرت بعض التحذيرات أيضا من اجل التقليل من احتمالات نقل العدوى والمساهمة في انحساراها لا عودة انتشارها، خاصة بعد تعافي معظم المصابين في البلاد والبلدات العربية.
ومن بين التوصيات التي كانت قد اشارت اليها الهيئة العربية للطوارئ ” الاستمرار في التقيد بالتعليمات الوقائية والالتزام بالتوجيهات الرسمية في الحفاظ على التباعد الجسدي، فهذه المعطيات الإيجابية يمكن أن تبشر باستمرار انحسار الوباء ولكنها لا تعني على الإطلاق انتهاء الأزمة أو الخطر في الفترة القريبة. اننا اذ نقترب من نهاية الشهر الفضيل وعلى مشارف عيد الفطر السعيد وتزامنًا مع التسهيلات وإلغاء التقييدات على معظم المرافق، فإننا نشهد نشاط وحركة متزايدة بين جمهور المواطنين في المدن والقرى العربية مما قد يؤدي الى تجمعات في المصالح التجارية لتوفير متطلبات العيد. ونشير كذلك لبعض العادات الخاصة بأيام العيد، من مسيرات احتفالية وليلة العيد وصلاة العيد وتبادل الزيارات العائلية والاحتفالات والخروج الى المنتزهات العام.
وعليه، نقدم التوصيات التالية:
– التحذير من تزايد خطورة العدوى في حالة التراجع في الالتزام بالتعليمات ووسائل الوقاية.
– على المصالح التجارية العمل وفق “الشارة البنفسجية” والالتزام التام في تطبيق التعليمات لما فيه حماية الزائرين والعاملين والالتزام بالعدد المسموح به وارتداء الكمامات.
– تقليص الاحتفالات بما يتلاءم مع التعليمات الرسمية وتنظيم المسيرات بما يشمل تحديد عدد المشاركين وتحديد المسارات وتجنب نقاط التجمع.
– ينصح بعدم القيام بزيارات عائلية موسعة والالتزام فقط بزيارة العائلة المصغرة وفي نطاق البلدة قدر الإمكان، وكذلك تجنب الجلسات الطويلة والموسعة والقاء التحية والمعايدة عن بعد وبدون تلامس.
– التوصية بمراقبة المنتزهات والأماكن العامة والتي يتوافد عليها الكثير من السكان العرب في هذه الفترة فعليه نطلب المحافظة على التعليمات الرسمية بهذا الخصوص.
– صلاة العيد، العمل وفق التعليمات والتوجيهات الصادرة عن الهيئات الرسمية والدينية المسؤولة”.