الأخبار الرئيسيةباقة وجتقبسات إخبارية

أئمة المساجد خلال خطبة الجمعة في جت: “أوقفوا نزيف الدّماء قبل أن تغرق السفينة والصلح خير”

أقيمت اليوم الجمعة خطبة موحدة في مساجد قرية جت باتفاق الأئمة، وذلك على إثر الأحداث الأخيرة المؤسفة في القرية ومقتل شابين في مقتبل عمرهما، في جريمتي قتل خلال 24 ساعة، راح ضحيتهما الشاب مالك سعيد أبو فول (24 عاما)، في جريمة إطلاق نار في القرية فجر الخميس، ومقتل الشاب محمد رائد وتد (22 عاما) طعنا، إذ عثر على جثته فجر الأربعاء في مدنية باقة الغربية.

هذه الأحداث المؤسفة لاقت استنكارا وغضبا شديدين، ليس فقط على مستوى القرية، وإنما في المجتمع العربي كله، لا سيما وأن هذه الجرائم تضاف إلى سلسلة لا متناهية من أحداث العنف والجريمة في المجتمع العربي، والتي باتت تقض مضاجع المواطنين بسبب انعدام الأمن والأمان.

وفي الوقت الذي تشهد فيه البلدات العربية تصاعدا خطيرا في ظاهرة العنف والجريمة، تتقاعس الشرطة عن القيام بدورها في كبح جماح هذه الظاهرة، وفي المقابل تنشط في إصدار أوامر منع نشر حول مجريات التحقيق في الجرائم.

وبمقتل الشابين في جت، ترتفع حصيلة جرائم القتل في المجتمع العربي منذ مطلع العام الجاري 2020 ولغاية الآن، إلى 39 ضحية.

أمام هذا كلّه، أكد أئمة المساجد في القرية من خلال حطبتهم اليوم أن: “حرمة الدم المسلم خاصة وحرمة الانسان عامة والتي جعلها ربنا أعظم الذنوب بعد الشرك بالله، قال تعالى: “وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدًا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمًا”.
وقال تعالى: “مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ”.
وقال صلوات ربي وسلامه عليه: لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم”.

كما وأكدوا: “أن القتل داخل المجتمعات وخاصة المسلمة لهي أشد معاول الهدم لمعاني الاخوة والتي نحن بأمس الحاجة لها أمام تحديات كثيرة منها الحفاظ على الهوية والمقدسات وسياسة الاقتلاع من الارض”.

ومن نقاط التأكيد جاء كذلك: “نؤكد وتحت عنوان (أوقفوا نزيف الدماء قبل ان تغرق السفينة) منطلقين من قوله تعالى: “وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً”. ومنطلقين من قوله تعالى: “الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”. ومنطلقين من قوله عليه السلام: لا تغضب ولك الجنة.

وختم الأئمة خطبتهم بأنه: “بعد الاجتماع الاخير الذي دعت اليه السلطة المحلية وبحضور هيئات قطرية وبحضور الائمة الكرام، نبارك المساعي لتشكيل لجنة صلح والتي لها ادوار عدة تتمثل بتهدئة النفوس وتعمل على حقن الدماء وتعمل على رصد ثم التصدي لأحداث قبل تفاقمها وعليه كل من يرى بنفسه أهلا لذلك التواصل مع الائمة الكرام”.

وقال الأئمة بلسان واحد: “نعم للصلح، فـ (الصلح خير) والصلح ليس عيبا، والعفو عظيم لا يستطيعه الا الفضلاء ويكفينا حديث رسول الله القائل: ما زاد الله عبدا بعفو الا عزا)”.

حفظ الله مجتمعاتنا وحفظ الله بلدنا وشبابنا من كل سوء وغفر لموتانا وموتى المسلمين اللهم امين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى