استطلاع يكشف عن تراجع بالقدرة على تنفيذ المهمات في قوات الاحتياط بالجيش الإسرائيلي
أظهر استطلاع أجراه الجيش الإسرائيلي على أزمة عميقة في قوات الاحتياط في الجيش، وعبّر غالبية جنود الاحتياط عن قناعتهم بأنهم غير جاهزين للحرب. وقال الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان” اليوم، الإثنين، إن الاستطلاع أجرته دائرة علم السلوكيات في الجيش، وأنه جرى بصورة سرية.
وأشار معدو الاستطلاع إلى أنه يظهر تراجعا متواصلا في تكتل قوات الاحتياط والشعور بتراجع القدرة على تنفيذ المهمات. وأظهرت المعطيات أن 15% فقط من جنود الاحتياط يوافقون على أن “قوات الاحتياط تتدرب بالشكل الكافي”.
وجاء لافتا في الاستطلاع وجود انتقادات حيال جودة العتاد والوسائل التي بحوزة جنود الاحتياط. وقال ضابط كبير للإذاعة إن “الاستطلاع يكشف عمق الأزمة التي حذر ويحذرون منها ضباط وجنود في الاحتياط منذ فترة طويلة”.
وأضاف الضابط أن “الاستطلاع يكشف ايضا عن أزمة ثقة خطيرة مع الذين يخدمون في قوات الاحتياط. وواضح للجميع أن القوى البشرية لجنود الاحتياط مطالب ويجب أن يكون مستعدا، وأنه لا بديل له ولا يوجد انتصار من دونه”.
وأشارت الإذاعة إلى أنه على الرغم من التحذير منذ سنوات من وجود أزمة في قوات الاحتياط، إلا أن قيادة سلاح البرية استعرضت مؤخرا فقط تقارير معمقة حول تدريب وجهوزية قوات الاحتياط أمام رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي.
وفي نهاية أيار/مايو الماضي، عبر ضباط كبار في قوات الاحتياط القتالية في الجيش الإسرائيلي عن قلقهم من جهوزية قوات الجيش، وذلك من خلال رسالة بعثوها إلى مفوض شكاوى الجنود السابق، يتسحاق بريك، الذي أصدر تقارير، العام الماضي، حذر فيها عدم جهوزية قوات البرية خصوصا للدخول في حرب، لكن قيادة الجيش لم تول أهمية لهذه التقارير.
وقال الضباط في الاحتياط في رسالتهم، وفقا لصحيفة “معاريف”، إنهم “يضمون صوتهم إلى صرخة بريك بكل ما يتعلق بكفاءات منظومة الاحتياط والدلالات الخطيرة للقرارات التي اتخذت مؤخرا، وننضم إلى تحذيرك من ثقافة تنظيمية رديئة، وتفكير للأمد القصير وإلغاء قرارات ضباط كبار، بمجرد استبدالهم”.
ووصفت الرسالة أداء قيادة الجيش بأنها “تذبذب مطلق بشكل مرعب ولا يقبله العقل، ولا مكان له في قوات الاحتياط، التي غايتها أن أن تكون سورا واقيا والذراع الساحقة لدولة إسرائيل”.
وأشارت الرسالة إلى أنه “في الآونة الأخيرة، يذكر إغلاق لواء مدرعات في هوامش مقالات في وسائل الإعلام، كجزء من خطة ’تنوفا’ المتعددة السنوات”، والتي وضعها كوخافي العام الماضي. وأضاف الضباط أن “الحقيقة غير المنشورة هي أنهم أغلقوا لواء مدرعات، وهو من أكثر الألوية ريادة، تفوقا، قوة وخبرة في القتال في السنوات الأخيرة، واستثمرت فيه موارد كبيرة”.
كذلك حذرت الرسالة من أن “عملية اتخاذ القرار تمت من دون عمل قيادي منتظم ودراسة كافة البدائل، ومن دون النظر إلى الأفراد وإلى ما تم فعله في السنوات الأخيرة، وفقا لضباط كبار جدا في اللواء. ويوجد هنا انعكاس معكور لثقافة تنظيمية يتم من خلالها إلقاء القرارات المتخذة إلى سلة المهملات، من أجل إخلاء المكان لقرارات جديدة ومتسرعة، والتي بدورها لن تنفذ أيضا، وكل هذا بأثمان ستكتشف كالعادة في الحرب المقبلة”.