قراءة قصص للأطفال
ننصحكم بأن تقرأوا قصصًا لطفلكم وهو في جيل مبكّر قدر الإمكان، ويفضّل منذ الولادة. حتى وإن لم يستطع طفلكم فهم معاني الكلمات وأحداث القصة، إلاّ أنه يستمتع بالصّور التي يشاهدها وباهتمامكم به وبالأصوات المختلفة التي يسمعها.
الجدير بالذكر أن القصص الملائمة للطفل حتى عمر سنة هي القصص المكتوبة بقافية موحّدة وسجع، لأن الإيقاع والنغمة يشدَان انتباهه ويجعلانه يصغي جيّدًا لما يسمعه. يحب الطفل القصص المعروفة حيث يفهم أمرًا جديدًا فيها في كل مرّة. يجب أن تعرفوا ان العدد الكبير من القصص قد يُثير البلبلة لدى الطفل، ولذلك من المفضّل أن تحتاطوا على عدّة قصص لقراءتها على مسامع الطفل مرارًا وتكرارًا، وعلى القراءة أن تكون ممتعة لك وللطفل، ولذلك يجب أن تختاري تلك القصص التي تثير اهتمامك أيضًا.
متعة القراءة
فكّروا جيّدا كيف تختارون القصص. فمن خلال قراءة قصة أو كتاب نحاول أن نجد مادة للتفكير، إثارة وأحاسيس مختلفة، تعاطفًا وتضامنًا مع الشخصيات وكذلك متعة جمالية من أسلوب الكتابة (مثلاً استعارات مثيرة، قافية انسيابية وما اشبه) وتصميم الكتاب.
يُعتبر أدب الأطفال أدبًا بكل معنى الكلمة، وطبقًا لذلك يجب اختيار المناسب منه. وعليه يفضّل أن نفحص إذا ما كان الكتاب الذي نختاره لطفلنا يوفّر له التجربة والمتعة والتحدّي من النواحي العاطفية، الجمالية والتفكيرية.
عناصر أدبية
- لغة الكتاب: نتوقّع أن تكون لغة الكتاب غنية، بحيث تشمل التشبيهات، الاستعارات، الصور اللغوية وثروة لغوية غنية.
- بناء الشخصيات: شخصيات مركّبة بحيث تتطوّر وتتغيّر خلال الحبكة.
- يُفضل أن يكون تسلسل الأحداث والحبكة معقولا وذا معنى
- يُستحسن أن تكون قراءة القصة وتمريرها للطفل مثيرة، جذّابة، إبداعية ومثيرة لمشاعر التعاطف لدى الطفل.
- وسائل فنية – بلاغية واسعة – رسومات وتصميم غرافيك
الرّسوم التوضيحية
إن أحد مقوّمات أدب الأطفال، خاصة ذلك النوع المخصّص للجيل المبكّر وحتى الصف الثاني، هو الرسوم التوضيحية. ويلعب الجانب البصري للكتاب دورًا مهمًا، إذ أنه “يتحدّث” للطفل ويشكّل تحدّيًا له.
عند اختياركم لأي كتاب يجب أن تفحصوا ما يلي: هل الرسوم التوضيحية مميّزة أو مثيرة للاهتمام؟ هل تضيف شيئا الى النص المكتوب؟ هل هناك علاقة مهمة بين الرسوم التوضيحية والنص؟ هل من الواضح أن مؤلّفي الكتاب قد اهتموا كثيرًا بالرسوم التوضيحية لتضفي جوًا معيّنا على الكتاب؟
قيم ومعايير اجتماعية
تحاول الكثير من قصص الأطفال أن تكون تربوية – تعليمية وهدفها الأساسي نقل رسالة معيّنة إلى القارئ. في أحيان كثيرة “يُصرّح” الكتاب بأنه يتناول موضوعًا\رسالة\قيمة معيّنة ولكن بعد قراءة معمّقة وناقدة يتّضح بان الأمر ليس كذلك.
عند قراءتكم للقصة افحصوا ما إذا كنتم توافقون على الرسالة؟ هل وجهة نظر الكتاب تتوافق ووجهة نظركم؟ هل توافقون على طريقة نقل الرسالة؟ خذوا بالحسبان بان الكتاب الجيّد قد ينطوي على أكثر من رسالة بسيطة واحدة، ويحتوي على عدّة مراحل لفهم القصة والتعمّق في معانيها.
التفاصيل الصغيرة
افحصوا إذا ما كان مؤلّفو الكتاب قد حرصوا على الغلاف الخارجي (الجلدة) بحيث يكون لائقًا وأنيقًا، وكذلك اهتموا بذكر دار النشر، سنة النشر، اسم المترجم (إذا كان الكتاب مترجمًا) أو كل تفصيلة مهمة ذات صلة. وجود هذه التفاصيل تدلّ على احترام المؤلفين وجدّيتهم تجاه القصة والقرّاء، على حدّ سواء. في معظم الحالات، عندما لا تظهر هذه التفاصيل أو بعضها، فهذا يدلّ على أن الكتاب ليس بالمستوى الجيّد. فكّروا بمنتجات أخرى تشترونها: هل تشترون منتجات كهربائية لا تظهر عليها سنة الإنتاج أو اسم المنتج؟