الآلاف في صلاة حاشدة ومظاهرة جبارة تحتضنها أم الفحم بالتفاف شعبي وجماهيري
في صرخة قطرية فلسطينية في وجه الظلم والطغيان، ولتحميل الحكومات الاسرائيلية مسؤولية تفشي جائحة العنف وفوضى السلاح في المجتمع العربي، وصل الالاف اليوم الجمعة الى مدينة ام الفحم للمشاركة في صلاة الجمعة والمظاهرة الاحتجاجية ضد العنف والجريمة. وذلك رغم التضييقات واغلاق الطرق المؤدية الى المدينة، ما ادى الى تأجيل اقامة الصلاة لانتظار كافة المشاركين.
وشارك في الصلاة والمظاهرة قيادات المجتمع العربي من كافة الاطياف الاجتماعية والدينية والسياسية، موحدين ضد العنف والجريمة. تلبيةً لدعوة الحراك الفحماوي الموحد الذي بادر لتنظيم المظاهرات السلمية الاحتجاجية لمدة ثمانية اسابيع على التوالي، ردت عليها الشرطة الاسرائيلية بالقمع والاعتقالات والعنف غير المبرر.
وكان خطيب الجمعة الشيخ كمال خطيب، والذي بدأ بالحديث عن بقاء 154 الف فلسطيني في الداخل الفلسطيني عام 1948، وهو ما اعتبره الاسرائيليون خطأ يجب تصحيحه وخطر يجب مواجهته. فعمدوا الى ثلاثة اساليب لتصحيح الخطأ ومواجهة الخطر، سياسة استمرار التهجير وسياسة التهويد والاسرلة وسياسة التفكيك. فهذا ما فعلته حكومات اسرائيل في القرى المهجرة التي منع اصحابها من العودة اليها الا امواتًا، وتهجير اهالي النقب وتركيزهم في القرى السبع، وتبادل المثلث. هذا اضافة الى الحديث عن التهجير القسري. الامر الثاني هو التهويد، فهم يرون في تحول الفلسطيني الى يهودي شرفًا لا يستحقه، فرجال الدين والسياسيون الاسرائيليون يرون في العرب حميرًا وبهائم. فهم لا يريدون تهويدنا في المفهوم الديني بل تشويه هويتنا واسرلة افكارنا وتصرفاتنا. اما المشروع الثالث فهو مشروع التفكيك، فحين حاولوا تفكيكنا عبر خلق الفتن الطائفية بيننا سعوا لتمزيقنا على اساس عصبية عائلية. واستمر مشروع تفكيك مجتمعنا لكن الخطوة الصعبة كانت بعد عام 2000، حين التحم الداخل مع الكل الفلسطيني حين قدم الشهداء الثلاثة عشر وثلاثة منهم في الفحم. من يومها عمدوا الى اسلوب “الفوضى الخلاقة”، اي نشر الفوضى عبر تسهيل انتشار السلاح بين ابناء المجتمع، فالمتتبع لسير الاحداث يدرك ان هذا القرار وقع بعد عام 2000. واكد الشيخ كمال خطيب ان المشروع الصهيوني نشأ وترعرع في ظل حماية ودعم الاستعمار البريطاني الذي يرتكز على نظرية فرق تسد. كما اعتمدوا نظرية عربية جاهلية عندما قررت قريش ان تقتل النبي محمد صلى الله عليه وسلم بضربة يضربها فتى من كل قبيلة حتى يتفرق دمه بين القبائل وبالتالي اما السكوت خوفًا من مواجهة الجميع او الدخول في خصومات مع جميع القبائل. وهي نفس الطريقة اذا لا يوجد القاتل ليتفرق دم ابنائنا بين القبائل. واكد الشيخ ان دم ابنائنا لن يتفرق بين القبائل لان دم ابنائنا في رقبة حكومة اسرائيل. كما نوه الشيخ خطيب ان الاعلام الاسرائيلي كما السياسيين يحاول تصويرنا اننا شعب عنيف بطبيعته. واشار الى المقارنة التي اجراها د. مهند مصطى بين نسبة جرائم القتل في العالم العربي والداخل الفلسطيني. لكن هذا الا يعني اننا شعب متوحش، انما لا تتم معاقبة المجرمين الذين يقتلون ابناء شعبنا. مستشهدًا بمعطيات حول تخاذل الاجهزة الاسرائيلية بوجه سرقات السلاح الكبيرة من مخازن الجيش الاسرائيلي. فالمؤسسة الاسرائيلية هي المستفيدة من الواقع الذي نعيشه.
واكد ان هذا الحشد اليوم جاء ردًا على الاعتداء الغاشم على اهالي ام الفحم وقادتها الاسبوع الماضي. فهذا الحراك بات اليوم مصدر فخر وعز لكل الداخل الفلسطيني. ووجه الشيخ تحية الى الحراك الفحماوي الموحد الذي اعاد الينا العزة والشعور اننا لسنا قطيعًا يقاد. وتسائل الخطيب هل سيرجع كل الى بيته ويترك ام الفحم لوحدها الاسبوع القادم؟ فلا بد ان يكون الحراك في كل البلدان العربية فكلنا نعاني من العنف.
ونوه الخطيب ان قرارًا صدر في محكمة العدل الدولية للتحقيق في جرائم الجيش الاسرائيلي، فلعلنا في هذه المرة نرى احراجًا للجيش الاسرائيلي. وتوجه الخطيب الى كل المؤسسات الحقوقية بضرورة توفير الملفات والوثائق لتزويد محكمة الجنايات الدولية، فما حصل الاسبوع الماضي هو عدوان سافر، وقتل ابناء شعبنا بسلاح الشرطة والجيش هو جريمة بحق ابناء شعبنا. فلا بد من ان نطالب بحماية دولية ليقف هؤلاء عند حدهم ويلجموا الاجرام الذي يقفون وراءه.
كما قارن الخطيب مشروع الاسرلة بمشروع الفرنسة الذي انتهجته فرنسا مع الشعب الجزائري. وهو مشروع فشل فشلًا فادحًا حيث كان القران اقوى من فرنسا. ووجه خطيب كلامه الى نتنياهو وغانتس بان التاريخ سيكتب ان القران اقوى من اسرئيل وسياستها، فمشروع الاسرلة والتفكيك سيفشل وستكون قناعات شعبنا فلسطينيًا. وتوجه الى شباب ام الفحم بانهم حاملو الراية، والذين بينهم الشيخ رائد صلاح الذي يقبع الان في سجون الاحتلال بينما شباب بلده سائرون بشعبنا ضد القتل والجريمة.