أتــانــا رمــضــان”.. بقلم: خالد سليمان وتد ” خالد مقداد”
رمضانُ من بعد الغياب أتانا يُحيي بقلب الغافل الإنسانا
ويجــدّد الإيمان بعد تثاقل من بعــــد عام ربّنا أحيـانا
يا شهر بدر والفتوحات التي بهرت جميع الخلق والأزمانا
رمضان يا شهر المودّة مرحبا هذا هلالك قد أظلّ حمانا
شهر التراحم والتواصل بيننا الصبر فيك فصُبَّرًا تلقانا
العمر يمضي والليالي تنقضي تطوي المنايا سيّدا ومُهانا
أين الملوك وأين طيش قصورهم الموت لا يُرْجي ولا يتوانى
كلّ العباد مآلهم حضن الرّدى يبقى الذي من موتنا أحيانا
فالموت حقّ لا محالة قادم لن تمنعينا الموت يا دنيانا
نبني وننجب للخراب وللرّدى دنيا السراب لأجلها نتفانى
لكنــه قدر الإلــه وحكمـه نفني لأجل حياتنا أُخرانا
الله خالقــنا ومالــك أمرنا عقلا إلهي خصّنا ولسانا
وأنار بالإسلام نهج حياتنا بمحمّد نور القلوب حبانا
الصّوم ليس الجوع والعطش الذي يلوي البطون وإنما الإيمانا
فالصوم فيه الامتناع عن الهوى بالسرّ لا يدري سوى مولانا
يا سيّد الثقليْن إنّ وُلاتنا تركوا الصلاة وفارقوا القرآنا
رمضان شهر النصر فيه فلاحُنا رمضان نعشق اسمه يهوانا
رمضان يا خير الشهور وتاجها بك ليلة رَوْح بها ريحانا
هي ليلة القدر التي قد خصّها ربّ العباد لصومنا عنوانا
من يغفر الزلّات غير إلهنا إلّاه مَن مِن خيره أعطانا
ويظلّ ما قدّمت لليوم الذي يحني الظّهور يشيّب الولدانا
يا سيّد الثقليْن يا نور الهدى الّاك مَنْ للصالحات هدانا
يا ربّ صلّ على النبيّ وآله ما هبّت النسمات فوق رُبانا
ما غرّد الطيرُ المُسبّح ربّه وتلاقت الأمواج والشّطآنا
عدد الرّمال وكلّ ذرّات الثّرى والذِّكر يُتلى يُطربُ الآذانا
رمضان كلّ الخير في نسماته ليت الليالي كلّها رمضانا