للقدس والأقصى هبَّاتٌ، تحيي الأُمَّة من سبات/ بقلم: الشَّيخ حمَّاد ابو دعابس
▪️كلَّما أغفل العالم قضيَّة أرض وشعب فلسطين ، هبَّت القدس وهبَّ الأقصى ، ليذكِّروا العالم ، أنَّ القضيَّة أقدس من أن تُطمَس ، وأعزُّ من أن تداس ، وأضخم من أن تُنسى .
▪️وكلَّما أوغل الإحتلال في غيِّه وتجبُّره ، وزاد من ضغطه وقهره للمسجد الأقصى وأهله وأحبابه ، انتفض المؤمنون والأوفياء لقدسهم ولمسجدهم ، يذودون عن حماه ، ويبذلون من أجل قدسيَّته أنفسهم وأموالهم ، وكلَّ غالٍ ونفيسٍ .
▪️حاول شارون تدنيس المسجد الأقصى نهاية شهر أيلول عام 2000 ، فهبَّ أحباب الأقصى ، ليذودوا عن مسجدهم ، واندلعت إنتفاضة القدس والأقصى في الضِّفَّة وغزَّة ، وهبَّت جماهير شعبنا في الدَّاخل نصرةً لمقدَّساتهم ، فارتقى الشُّهداء ، والتهبت الأجواء ، وعلم القاصي والدَّاني أنَّ للأقصى شعباً يحميه ، وأُمَّةً تفديه …… وينتصر الأقصى ، ويرحل شارون مذموماً مدحوراً .
▪️كان ذلك فترة حكم إيهود باراك ، والَّذي سعى في آخر أيَّامه لإنجاز مصالحةٍ تاريخيَّةٍ مع الشَّعب الفلسطينيِّ ، ممثَّلاً بالرَّئيس الرَّاحل ياسر عرفات . وبدى كلُّ شيءٍ يسير في إتِّجاه معاهدةٍ ما ، إلَّا أنَّ قدسيَّة وهيبة ومكانة المسجد الأقصى المبارك ، وصمود أبي عمَّار أمام الضَّغط الرَّهيب الَّذي مورس عليه ، وخاصَّةً في قضيَّة القدس والأقصى ، حالت دون تصفية القضيَّة برُمَّتها . وبذلك فقد حمى الله كلَّ القضيَّة الفلسطينيَّة بسبب الأقصى والقدس الشَّريف .
▪️إستعرضت إسرائيل عضلاتها مرَّةً أخرى في محيط المسجد الأقصى المبارك ، بمحاولة نصب بوَّاباتٍ إلكترونيَّةٍ يعبر من خلالها المصلُّون المسلمون إلى مسجدهم ، فهبَّ المسلمون في وطنهم الغالي ، رفضوا إجراءات الإحتلال ، وأصرُّوا على رفض الإجراءات الإحتلاليَّة ، ثبتوا في الميدان ، وفضحوا سياسات العدوان ، حتَّى رضخ الإحتلال لمطلبهم الحقِّ وقلعوا بوَّاباتهم ، وعاد الأمر إلى سابق عهده .
▪️وفي أواخر رمضان الماضي ، دخل جلاوزة الإحتلال ، بصلفٍ وغلظةٍ إلى باحات الأقصى ليفسدوا على المسلمين عبادتهم وصلواتهم واعتكافهم ، ممَّا أشعل حرباً ضروساً ، تطايرت إثرها الصَّواريخ من غزَّة إلى كلِّ مكانٍ ، وحلَّ كثيرٌ من الدَّمار في غزَّة وفي مدن الدَّاخل . ذلك ليعلم الإحتلال ما معنى : الأقصى خطٌّ أحمر .
▪️فمن أجل الأقصى كانت هبَّةٌ ،
ثمَّ انتفاضةٌ ، ثمَّ مسيراتٌ تجوب العالم ، ثمَّ حربٌ ضروسٌ ، وقد تتبعها حربٌ دينيَّةٌ شاملةٌ إذا تمادى العدوان واستمرَّ التَّهاون بمشاعر مليارين من المسلمين عبر العالم .
▪️فالحمد لله على نعمة المسجد الأقصى . فمهما تآمروا على قضيَّة فلسطين ، ومهما ضعف العرب والفلسطينيُّون ، ومهما ظنَّت إسرائيل أنَّها تحكَّمت واستحكمت بكلِّ مفاصل القضيَّة الفلسطينيَّة ……… فإنَّ المسجد الأقصى يبقى العصب الحيَّ ، الَّذي إذا مسَّه المعتدون انتفض وانتفض معه الملايين ، ليعيدوا للقضيَّة روحها ، وحضورها وديمومتها ، حتَّى يقضي الله أمراً كان مفعولاً .
” والله غالبٌ على أمره ولكنَّ أكثر النَّاس لا يعلمون ” .