إصابات كورونا تعاود الارتفاع في أوروبا وظهور متحور جديد للفيروس.. تحذيرات من تداعيات كبيرة خلال الشهرين القادمين
حذر المركز الأوروبي للسيطرة على الأمراض من تداعيات كبيرة متوقعة لفيروس كورونا خلال الشهرين القادمين، وفي ظل ارتفاع جديد للإصابات والكشف عن متحور جديد للفيروس في جنوب أفريقيا أعلن عدد من الدول الأوروبية عن تدابير حجر وإغلاق في مواجهة موجة التفشي الجديد.
وقال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض إن الإصابات بكورونا سترتفع في شهري ديسمبر/كانون الأول ويناير/ كانون الثاني ما لم تتخذ إجراءات عاجلة لمواجهة الفيروس.
وأصدرت المفوضية الأوروبية توصيات جديدة تخص حركة السفر داخل القارة الأوروبية في ظل جائحة كورونا.
ودعت المفوضية دول الاتحاد الأوروبي إلى السماح للحاصلين على اللقاحات المعترف بها بالتنقل بين دول الاتحاد دون فرض أي قيود إضافية.
وأوصت المفوضية الأوروبية الخميس، بإعطاء جرعة معززة في موعد لا يتجاوز 9 أشهر بعد الجرعة الثانية من اللقاح المضاد لكورونا، بهدف تمديد صلاحية الشهادة الصحية الأوروبية التي لن يعترف بصحتها دون هذه الجرعة.
كما أعلنت الهيئة الناظمة الأوروبية للأدوية الخميس الموافقة على إعطاء لقاح فايزر للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما، مما يمهد الطريق أمام بدء تطعيم هذه الفئة في دول الاتحاد الأوروبي.
وتسبب فيروس كورونا بوفاة أكثر من 1.5 مليون شخص منذ بدء انتشاره في أوروبا، حيث أعادت دول عدة فرض قيود لوقف ارتفاع عدد الإصابات القياسي، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى أرقام رسمية صباح الخميس.
لكن تقريرا نشرته منظمة الصحة العالمية الخميس أظهر أن اللقاحات أنقذت أرواح نصف مليون شخص على الأقل في أوروبا.
ودعت منظمة الصحة العالمية مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري إلى مواصلة التلقيح واستخدام الكمامات والتقيد بإجراءات التباعد الاجتماعي، وأعربت عن خشيتها من تسجيل 700 ألف وفاة إضافية في المنطقة الأوروبية بحلول الربيع القادم.
متحور جديد
في غضون ذلك، أعلن وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد عن وضع 6 دول أفريقية في القائمة الحمراء وحظر الرحلات الجوية منها بسبب المتحور الجديد من كورونا الذي أطلق عليه اسم بي 1.1.529، وأشار إلى أن اللقاحات قد لا تكون فعالة إزاء هذا المتحور.
وكانت وكالة الأمن الصحي البريطانية قالت إن المتحور الذي ظهر في جنوب أفريقيا يشكل أكبر تحد منذ بداية الوباء، وأوضحت أن هذا المتحور يملك قدرة على التحول تفوق بضعفين قدرة متحور دلتا.
وأضافت الوزارة البريطانية أن طفراته ربما تكون قادرة على الإفلات من الرد المناعي الذي حققته الإصابات السابقة بالفيروس أو التطعيم. وأشارت إلى أنه يملك بروتينا يختلف بشكل كبير عن الموجود في فيروس كورنا الأصلي.
وأُعلن في جنوب أفريقيا اكتشاف متحور جديد لفيروس كورونا، ووصفه الفريق العلمي الذي اكتشفه بأنه سريع الانتشار، وسجلت معظم إصاباته بين الشباب.
كما عثر على السلالة الجديدة المتحورة أيضا في بوتسوانا وهونغ كونغ.
إجراءات أوروبية
وقد أعلنت فرنسا إجراءات جديدة لمواجهة انتشار كورونا، بعد أن بلغ عدد الإصابات أكثر من 32 ألفا، أكثر من 61% منها كانت في الأسبوع الماضي. وتشمل الإجراءات إتاحة الجرعة المعززة المضادة من لقاحات كورونا اعتبارا من يوم السبت لجميع البالغين. لكن وزير الصحة أوليفييه فيران لفت إلى أنه في هذه المرحلة لن يفرض حجر ولا حظر تجول.
وقد وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تصاعد عدد الإصابات والوفيات بسبب جائحة كورونا بأنها خطيرة للغاية، داعية إلى فرض مزيد من القيود، بينما وصف خليفتها المحتمل أولاف شولتس الوضع بأنه دقيق جدا.
وجاء ذلك على خلفية تسجيل البلاد أعلى حصيلة في عدد الإصابات بلغ أكثر من 75 ألف إصابة جديدة يوميا بفيروس كورونا، في حين تجاوزت الحصيلة الإجمالية لضحايا الجائحة في البلاد عتبة 100 ألف حالة وفاة.
وفي النمسا اتخذت السلطات قرارا قبل أيام بإعادة تدابير الإغلاق، وهو إجراء غير مسبوق في أوروبا منذ بدء حملات التلقيح.
وفرضت “قيود” أخرى أقل صرامة في بلدان مثل لاتفيا وهولندا.
كما أعيد فرض قيود إضافية في إيطاليا وكذلك في سلوفاكيا حيث دخل إغلاق شبه كلي حيز التنفيذ الخميس.
وأعلنت السلطات في جمهورية التشيك حال الطوارئ 30 يوما وإغلاق أسواق عيد الميلاد والنوادي الليلية.
وفي السياق نقل الرئيس التشيكي ميلوس زيمان مجددا الخميس إلى المستشفى بعد بضع ساعات من خروجه بعدما تبين أنه مصاب بكورونا، وفق ما أعلن المتحدث باسمه.
وفي البرتغال أعلن رئيس الوزراء أنطونيو كوستا إجراءات عدة الخميس لكبح تصاعد الوباء، تشمل أسبوعا من القيود المشددة بعد أعياد نهاية العام، وتتضمن إلزامية العمل من المنزل وتمديد عطلة المدارس وإغلاق الحانات والملاهي.
ويجري النظر في تعزيز التدابير في هولندا، حيث تسببت القيود الصحية في السابق في أعمال شغب غير مسبوقة.
وفي بلجيكا يعقد رئيس الوزراء ألكسندر دو كرو اجتماعا عاجلا الجمعة لاتخاذ قرار بشأن فرض إجراءات جديدة، واعتبر دو كرو الارتفاع في عدد الإصابات وحالات الاستشفاء المرتبطة بكورونا “أعلى من الاتجاهات الأكثر تشاؤما” التي حددها الخبراء الأسبوع الماضي.