في صفوف الشباب بالمجتمع العربيّ هناك رغبة كبيرة بالنجاح وتحقيق الحلم – نحن نوّفر لهم الفرصة والأدوات لتحقيق ذلك
هذا ما تقوله روان خمايسي – مديرة برنامج “مسار” المنبثق عن شراكات إدموند دي روتشيلد، الذي وضع لنفسه هدفًا بدمج الشباب العرب في التعليم العالي وفي المجتمع الاسرائيلي * وحسب أقوالها، مع بلوغ الشبان والشابات من المجتمع العربيّ سن 18 عامًا، يعلقون بسبب انعدام البدائل لهذا الفراغ – ويستصعبون خلق مستقبل لائق لأنفسهم * البرنامج الذي تترأسه يساعد الشباب على تحويل النقص إلى أفضلية – اكتساب مهارات مهمة، الانكشاف على معلومات وفرص مختلفة والأهم من كل ذلك – الحصول على مرافقة شخصية وجماعية مُعتبرة طول الطريق حتى الجامعة وخلال الدراسة في الحرم الجامعيّ.
المقالة بالتعاون مع جمعية شراكات إدموند دي روتشيلد
يتبيّن من بحث لدكتورة نسرين حاج يحيى من المعهد الاسرائيلي للديمقراطية، أن 30,4% من الشباب في المجتمع العربي بأعمار 18 – 19 سنة يصنفون في فئة “العاطلين” مع تخرجهم من المدرسة الثانوية. بما معناه، أنهم لا يشاركون في حلقة العمل ولا يواصلون دراستهم ما بعد الثانوية. ففي حين أن للشاب اليهودي العادي مسار سابق التخطيط، يشمل في أغلب الأحيان خدمة عسكرية، رحلة ما بعد العسكرية، دراسة جامعية والعمل، يجد كثيرون من الشباب العرب أنفسهم بسن 18 على مفترق طرق، دون إطار ودون توجيه للخطوة المقبلة في الحياة. “في أعقاب ذلك ينزلق بعضهم لعالم الجريمة والعنف، في حين أن الحَراك الاجتماعيّ لكثيرين آخرين يتوقف في هذه النقطة”، تقول روان خمايسي – مديرة برنامج “مسار” – برنامج القيادة وقبل الدراسة الجامعية المعدّ للشبان والشابات من المجتمع العربيّ، الذي أسسته وتديره جمعية شراكات إدموند دي روتشيلد، المنبثقة عن صندوق إدموند دي روتشيلد.
وتشير خمايسي إلى أن الكثيرين من الشباب الراغبين والساعين للتقدم وترقية أنفسهم، الدراسة بالأكاديميا والاندماج في المجتمع العام – يواجهون فجوة وصعوبة لغوية مُعتبرة ويواجهون الاختلاف الثقافي بينهم وبين بقية المجتمع. الأمر الذي من شأنه أن يصعّب مهمة تقدمهم. بدلالة، تُشير روان، إلى النسبة العالية للشباب من المجتمع العربي الذين سقطوا ضحايا العنف أو نسبتهم العالية في منظمات وجماعات الاجرام التي ينشطون في صفوفها. العنف، كما يبدو، هو نتيجة انعدام البدائل، انعدام اليقين إزاء المستقبل وعدم قدرتهم على التقدم بهذا الطريق.
التعليم العالي هو بطاقة الحَراك الاجتماعي في المجتمع العربيّ
يواجه المجتمع العربيّ وعمومًا هذا الجيل الشاب الكثير من المعيقات التي تعيق بل وتمنع انخراطهم في التعليم العالي الأكاديمي، وفيما بعد في سوق العمل. الفجوات الاقتصادية والاجتماعية بين المجتمع العربيّ واليهوديّ، جهاز تعليم غير سليم، عنصرية بنيوية – في بعض الحالات – والمعاملة بنظرة شك تجاههم، إلى جانب غياب التمكن من اللغة والاختلافات الثقافية، كل هذه هي جزء من الأسباب التي تخلّف مئات آلاف الشباب في المؤخرة.
ويقول أحمد مواسي – مدير مجال المجتمع العربي في صندوق إدموند دي روتشيلد أن “العديد من الأبحاث تشير الى أن دمج الشباب العرب في سوق العمل يشكّل أحد محركات النمو الأساسية للاقتصاد الاسرائيلي عمومًا والمجتمع العربيّ على وجه الخصوص. ورغم ذلك، وبالرغم من أن المجتمع العربيّ يشكّل نحو 21% من مجمل السكان في دولة إسرائيل، فإن مساهمة المجتمع العربيّ للناتج القوميّ الخام بالكاد تبلغ 8%. أحد الأسباب المركزية هو غياب الانخراط المثلي في سوق العمل. لذلك، فإن دمج وانخراط الشباب في أنموذج يشمل التشغيل اللائق وتقليص الفجوات الاجتماعية، سيكون ذو مساهمة مُعتبرة في تحسين المكانة الاقتصادية – الاجتماعية للمجتمع العربيّ ومساهمته للاقتصاد في دولة إسرائيل عمومًا”.