مؤتمر حاسوب السنوي، الحدث الريادي الأضخم في المجتمع العربي: يبشّر بثورة حقيقيّة في مجال الهايتك في المجتمع العربي
أقيم للسنة الرابعة على التوالي الحدث الريادي الأضخم في المجتمع العربي، مؤتمر حاسوب السنوي الذي عقد اليوم الجمعة في الناصرة، بمبادرة جمعيّة حاسوب، وبحضور أكثر من 600 مشارك ومشاركة من المبادرين والمستثمرين والمهندسين والأكاديميين وكبار المشغلين ورجال الأعمال في مجالات التكنولوجيا والابتكار.
وتناول المؤتمر هذا العام “التغيير من الداخل” ليسلط الضوء على قصص النجاح والطاقات الهائلة الكامنة في المجتمع العربي في مجالات الهايتك وريادة الأعمال. وقد تجمّعت تحت سقف واحد طاقات شبابية عربية واعدة في عالم الابتكار والتقنيات العالية، إلى جانب كبرى شركات الهايتك العالمية مثل مايكروسوفت، إنتل، جوجل، أمدوكس وشركات ستارت اب ومبادرات عربية.
وشمل المؤتمر طاولات حوارية بمشاركة مديرين، مستثمرين ومبادرين في مجال الهايتك، والذين تحدّثوا حول واقع ومستقبل الهايتك في المجتمع العربي والفرص والطاقات الهائلة غير المستنفذة بعد، ودور الحكومة في دعم وتطوير المبادرات والابتكارات التكنولوجية للمبادرين العرب، كما تمّ عرض قصص نجاح لمبادرين عرب تمكّنوا من تحقيق حلمهم الريادي وإطلاق مشاريعهم التكنولوجيّة المتميّزة وقطف ثمار النجاح والتميّز. إضافةً إلى ذلك، تضمّن المؤتمر أيضًا معرض تشغيل بمشاركة شركات هايتك رائدة محليًا وعالميًا والتي عرضت أمام الأكاديميّين والخرّيجين العرب فرصًا تشغيليّة استثنائيّة للاندماج في عالم الهايتك.
وقد انطلق المؤتمر بكلمات افتتاحيّة من قبل يانيف غارتي، مدير عام إنتل اسرائيل، وميخال بارفيرمان-بلومينشتيك، المديرة العامة لمايكروسوفت إسرائيل، وروني فريدمان، مدير عام أبل. تلا ذلك طاولة حواريّة تناولت واقع شركات الهايتك العربية، بتوجيه نوى جهشان وبمشاركة جوني عبدالله وعثمان الشيخ وفارس رزق ود. حاتم يزبك ود. تامر سلمان. ثمّ عرض حسن عبّاسي مؤسس ومدير عام تطبيق هات، قصة النجاح وأهمية المبادرات والشركات الناشئة. وعقدت بعدها طاولة حواريّة حول ما الذي يحتاجه المبادر للانطلاق بمشروعه الريادي، بتوجيه لينا مدلج وبمشاركة د. بيتر سمعان ود. اسراء شرقيّة ود. هشام طه ووجدي زابط ود. حليم جبران.
وفي القسم الثاني من المؤتمر القى حسن طوافرة، مدير سلطة التطوير الاقتصادي في المجتمع العربي، مداخلته حول دور الحكومة في دعم التغيير. وفي حديث معه قال: “يسعدني رؤية خيرة شبابنا يعملون بجد لإقامة مؤتمر كهذا بفقرات تعرض نظرة عينية وبطريقة سلسة المرحلة القادمة من الابتكار. نحن نعمل على خطة الهايتك بواسطة أجسام في المجتمع كحاسوب وغيرها من المؤسسات ودورنا يأتي بدعم أجسام كهذه التي تعمل على تطوير الهايتك في المجتمع العربي كتخصيص دورات التأهيل التكنولوجي وأيضًا دورات للمستثمرين كبرنامج “Arab Angels Club” من أجل تطوير المبادرات والشركات الناشئة”.
وعقدت بعدها طاولة حواريّة ثالثة حول قيادة التغيير بتوجيه مرام حسين وبمشاركة محمد شريم وعمر عليم ومروة زعبي وعلاء عفيفي ود. مرشد فرحات. ثمّ تحدّث أدهم غزالي حول “كيف ينطلق المبادر بميزانيّة لا تتعدّى 20 دولار”، وأعقب ذلك طاولة حواريّة أخرى بموضوع “ماذا بعد!” بتوجيه ربيع زيود وبمشاركة عرين شحبري وأدهم غزالي وعلي أيّوب. ثمّ عقدت طاولتين حواريتين إضافيتين، واحدة تناولت الأكاديميّين كمرآة للمستقبل، بتوجيه د. سلافا نوفغوردوف، وبمشاركة شذا أبو راس وبراءة برية ولنا صعابنة وأسيل ادلبي ومالك اغبارية وعنان معلوف وعبدالله سكران، بينما تناولت الطاولة الأخرى موضوع الهايتك لغير المبرمجين بتوجيه جمانة حكيم وبمشاركة أماني بريق وقسام عتمة ومحمد عبد القادر وامل عون وسجى كبها.
المديرين المؤسّسين الشريكين لجمعيّة حاسوب، ربيع زيود وحسن أبو شعلة، أكدا على أنّ المؤتمر جاء ليعكس ثورة الهايتك الحاصلة في المجتمع العربي، من حيث كمّ الأكاديميّين الذين يتوجهون لدراسة مجالات الهايتك وينخرطون بالعمل في كبرى الشركات، إلى جانب المبادرين والرياديّين الذين يتألقون وينجحون بإطلاق مشاريعهم الخاصّة. كما أكّدا أيضًا على أنّ كرة الثلج قد بدأت تندفع بقوّة، ولا شيء يوقفها وأنّ جمعيّة حاسوب ستستمر في العمل على دفعها أكثر فأكثر حتى يستفيد المجتمع العربي بأكمله من هذا الزخم. وأعربا عن سعادتهما بالنجاح الهائل الذي حصده المؤتمر والاهتمام الكبير الذي أبداه الجمهور بمضامين المؤتمر.
يانيف غارتي، مدير عام إنتل إسرائيل: “الهايتك لم يستنفذ بعد كامل الطاقات الكامنة لدى مختلف أطياف المجتمع، وعندما يتحقّق ذلك سيكون قطاع الهايتك أكثر تميّزًا وابتكارًا وريادة. هذا يشمل المجتمع العربي الذي يمتاز بطاقات هائلة. في السنة الماضية حظيت انتل بجائزتين على التنويع والاحتواء في التشغيل، واحدة من رئيس الدولة، والأخرى من انتل العالمية تقديرًا لنشاط مجموعة العاملين العرب لدينا والتي تضم أكثر من 600 موظف وموظفة. حقّقنا انجازًا رائعًا لكن لا يزال هناك المزيد ممّا ينبغي تحقيقه وهذه مهمّة مشتركة لنا جميعًا”.
يذكر أنّ جمعيّة حاسوب أقيمت قبل نحو سبع سنوات بمبادرة مجموعة شبابيّة من المجتمع العربي والتي قرّرت من منطلق المسؤولية والشعور بالانتماء أخذ دور فعال من أجل تطوير المجتمع العربي في مجالات التكنولوجيا المتقدمة وصناعة الهايتك، وتعمل الجمعية على رفع الوعي على المستوى الجماهيري من ناحية ومساعدة الأكاديميين العرب من خلال إكسابهم الأدوات والآليات اللازمة للنجاح في عالم الريادة التكنولوجية من ناحية أخرى.