متيرنا تُجيب: ما هو الحدس الأموميّ؟
نحن في متيرنا لا نعلم متى يولد حدس الأمومة تحديدًا-هل مع قدوم أول طفل أو قبل ذلك، ولكن بعد أن رافقت متيرنا الأمهات على مدار عشرات السنوات، يسرّنا أن ننتهز الفرصة واحتفالات عيد الأم لنذكّرك بأن تصغي إلى حدسك الأمومي!
يصعب تحديد معنى مصطلح الحدس الأمومي، إذ أنه عبارة عن شعور داخلي بأن الطفل يحتاجنا، وهو جزء لا بتجزأ من علاقة الأم بطفلها. شعور عفوي لا يمكن قياسه علميًا أو إثبات آلية تشغيله، ومع ذلك فهو موجود في القاعدة. لن يفهمه بعض الناس، أو قد يقولون بأنه إحساس ما أو قلق، لكن كل أم تعرف بالضبط ما هو المقصود بـ “الحدس الأمومي”.
من الصعب تحديد اللحظة التي يصحو بها الحدس الأمومي، فعند إحدى الأمهات بدأ الشعور خلال فترة حملها، وأم أخرى تعرّفت عليه عندما بلغ طفلها العامين، ولكن كما يبدو فهو شعور داخلي مزروع فينا كالغريزة حتى وإن لم ننتبه إليها دائمًا. سنوات البحث الطويلة تثبت أنها غريزة يجب الإصغاء إليها، حيث لها القدرة على التغيير حينما لا يتم تجاهلها. الحدس الأمومي هو أكثر من التعرّف على الطفل، فهو أعمق من ذلك ولا يحتاج إلى كلمات ويساعدنا على أداء دورنا كأمّهات بصورة أفضل وأكثر انتباهًا.
هناك عدد لا يحصى من تجارب الأمهات مع الحدس الأمومي لديهنّ عبر العالم والزمن: إنها تلك الأمّ التي تستيقظ قبيل ثوانٍ معدودة من استيقاظ طفلها، والأم التي تعرف متى يشعر طفلها بتوعّك حتى قبل أن يظهره مقياس الحرارة. هذه أيضًا قصص صغيرة عن الأمّهات اللواتي يفهمن طفلهنّ وما يريده بدون كلمات على الإطلاق، كل اللحظات الصغيرة التي تشعر بها الأمهات من الداخل حتى من قبل. صحيح، لا يوجد تفسير لذلك حتى الآن، وليس من الواضح بالضبط من أين أتى، لكن حقيقة وجوده ليست موضع شك. وإذا كان موجودًا، فربما نحتاجه.
لا يندرج كل شيء تحت تعريف “الحدس الأموميّ”، فهذه ليست كلمة سحرية. والواضح بما لا يدع مجالاً للشك هو أن على المرء أن يستمع إليه ويستفسر عن الموضوع بالأدوات المناسبة ووفقًا للحقائق على أرض الواقع، ولا يتجاهلها بالتأكيد. هذا الشعور الغريزي يبرّر الاستيضاح والبحث ولا يجعلك قلقة أو هستيرية. لا يتم اتخاذ قرارات الأمومة على أساس الحدس فقط، ولكن هذا الحدس يمكن أن يوجّهك إلى إيجاد الحل الصحيح. لإن الإجابة البسيطة عن السؤال: ما هو الحدس الأمومي هي أنه جزء لا يتجزأ من كونك أماً.
متيرنا تتمنّى لكل الأمّهات عيدًا سعيدًا ومفعمًا بالفرح والسعادة!