جولة إسرائيلية بأنفاق لحماس بوصفها “المشروع النووي للحركة”
في ذروة التوتر الأمني السائد في الأراضي الفلسطينية المحتلة بسبب استمرار اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلة، تتوجه أنظار الإسرائيليين إلى قطاع غزة، خشية أن يمتد التوتر إلى هناك، باعتباره مفتاح التصعيد ثقيل العيار، لأنه يشمل إطلاق صواريخ واستخدام الأنفاق.
داني كوشمارو المذيع التلفزيوني في “القناة 12″، ذهب إلى حدود غزة، وروى في تقرير أنه “رأى بعينه أعمق وأطول نفق لدى حماس تم اكتشافه، وفي رحلتي الخطيرة هذه نزلت من منحدر طويل، مزدحم وحار بالداخل، الهواء ضيق، والجو كله مشبع بالتراب، واتجهنا إلى النفق الأكثر جرأة والأعمق لدى حماس خلف السياج الحدودي الذي أقامه الجيش على حدود غزة، حيث يقع النفق على بعد 800 متر من الحدود”.
وأضاف أن “المنطقة الحدودية المحيطة بالأنفاق على حدود غزة التي حفرتها حماس مرتبطة بالرادار وبالكاميرات وأجهزة الاستشعار، وجنود يراقبون كل عملية حفر أو طرق على الأرض، وبفعل هذه الإجراءات اكتشف الجيش هذا النفق في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، في حين كان مقاتلو حماس في منتصف عملهم، وتم اكتشاف النفق الضخم بعمق 70 مترًا، تقريبًا مثل برج مكون من 30 طابقًا في الأرض، مبني من الخرسانة، ومصمم كجزء من خط هجوم حماس لقيادة المسلحين من جنوب قطاع غزة مباشرة إلى منازل التجمعات الاستيطانية عبر السياج الحدودي، وبالتالي يمكن تسميته “المشروع النووي” لحماس”.
وأوضح أن “هذا أعمق نفق وجدناه لحماس، لأن مقاتليها كانوا في طريقهم للوصول للبؤر الاستيطانية في غلاف غزة، وربما كانوا في طريقهم إليها فعلياً، لكن جنود الوحدة الخاصة دخلوا عبر هذا النفق إلى أحشاء الأرض، وعاشوا هناك أجواء الحر وشعور الاختناق، فضلا عن الخوف الشديد، وبالتالي فقد وجدوا عالما مختلفا تحت الأرض، مما تطلب منهم يقظة كبيرة، وحواساً حادة”.
اتضح للطاقم الصحفي الإسرائيلي أن تصميم النفق يمكن مقاتلي النخبة من حماس من البقاء داخله بضعة أيام للاستعداد، وتجهيز المعدات، ولهذا السبب عثر الجنود الإسرائيليون إبان اكتشاف النفق على المنافذ الصغيرة التي يمكنهم الاعتماد عليها، مما يؤكد أن العمل على حفر النفق استمر لسنوات، وتخلله إنفاق كمية كبيرة من المبالغ والموارد المالية، ويمكن الحديث عن ملايين الدولارات، بجانب ما يشمله من الجهد والمال والخطر الذي وضعوه في بناء هذه الأنفاق.
يبدي الإسرائيليون مخاوفهم من أن تستغل حماس في غزة ما تبقى من أنفاقها الحدودية في أي موجة تصعيد قادمة، لا سيما في هذه الأيام المتفجرة، مما يدفع الاحتلال لبذل المزيد من جهوده كي لا تفتح هذه الجبهة الجنوبية، خاصة مع وجود شكوك لديهم حول المدى الذي يجعل الجدار الحدودي مانعا بما فيه الكفاية لعدم تشغيل المزيد من الأنفاق الهجومية.
حين دخل المراسلون الإسرائيليون إلى قلب النفق، رأوا على الجانبين مزيدا من الكتل الخرسانية، وممرات للدراجات النارية لمقاتلي حماس، ومواقع خاصة بعناصر المراقبة والرصد من الحركة، مما يؤكد أن النظرة الإسرائيلية إلى غزة تشمل ما فوقها وما تحتها، لأن الهدوء النسبي على حدود القطاع يمكن أن ينتهي في أي لحظة، وقادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي يحذرون أن غزة برميل متفجرات مستمر، ولن تتوقف أبدا، وفي هذه الحالة يعود الحديث مجددا عن الأنفاق.