المعهد الأكاديمي العربي في كلية بيت بيرل يصدر مجموعة دراسات في الثّقافة والهُويّة العربية الفلسطينية في البلاد
أصدر المعهد العربي الأكاديمي للتربية – كلية بيت بيرل كتابًا حديثًا يجمع دراسات في الثّقافة والهُويّة العربية الفلسطينية في البلاد، من إعداد بروفيسور قصيّ حاج يحيى، محاضر في قسم الدراسات العليا، ورئيس المعهد الأكاديمي العربي للتربية في كليّة بيت بيرل. يطرح الكتاب عناوين تخصّ قضايا متنوّعة في الهُويّة والثّقافة لدى مجتمعنا من خلال دراسات شتى هي ثمرة جهود محاضرين وباحثين في المعهد ومن مؤسسات أكاديمية أخرى في البلاد.
يقدّم لنا الكتاب مجموعة دراسات مثل هُوية العرب وحقوقهم في قانون القوميّة من إعداد الدكتور مصطفى بدران، الذي يتحدث في دراسته عن التسلسل التاريخي لمكانة حقوق المواطنين العرب في الدولة منذ تأسيسها ويسلط الضوء على ماهيّة هذه الحقوق وتطوراتها في الفكر التشريعي والقضائي في الدولة بعد فرض قانون القومية. كما يتطرق الكتاب أيضًا لموضوع مساهمة الجمعيّات الثقافية في تعزيز الثّقافة العربية وفيه يتحدث الدكتور جوني منصور عن الجمعيات العربية المهتمة بالشأن الثقافي العربي في البلاد. ويتمحور الطرح حول فهم وتحليل دوافع، وأهداف، وتطلعات هذه الجمعيات نحو التثقيف اللغوي والثّقافة بشكل عام، وتوجهها نحو موضوع الهُويّة العربية في الصراع المستمر في البلاد وما هي انعكاساته.
ينقسم محتوى الكتاب لثلاثة أبواب رئيسية، حيث يتطرق الباب الأول لدراسات متعددة في موضوع الثّقافة والهُويّة في المجتمع العربي الفلسطيني. ويتحدث بروفيسور حاج يحيى في مقدّمته عن المفاهيم الأساسية في الثّقافة والهُويّة، ويقول: “في كل مجتمع توجد الثّقافة التي تميّزه لأنها تعتبر مجمع للقيم، والمعتقدات ووجهات النظر وهي التي يتم التعبير عنها عن طريق السلوك البشري”. بالإضافة الى مفهوم جديد للأسرلة: أسرلة الوعي والسلوك، والأسرلة بوعي ومفهوم الانتماء من إعداد الدكتور مهنّد مصطفى. ويختتم لنا الباب الأول بحث الأستاذ أحمد عازم في الحرمان الثقافي وتأثيره على المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل من وجهة النظر (الفويرشطانيّة).
وفي الباب الثاني من الكتاب يأتي موضوع الثّقافة والهُويّة في المدرسة العربية، فيه يتطرّق بروفيسور خالد عرار والمربية فادية إبراهيم لموضوع التربية القومية في المدارس العربية. حيث تهدف هذه الدراسة الى تتبع طرائق واستراتيجيات تعاطي المديرين والمعلمين العرب مع قضية التربية للهوية القومية في مدارسنا. بما في ذلك، يتطرق بروفيسور قصيّ حاج يحيى لموضوع تهميش الثّقافة والتراث العربي في مناهج التعليم العربية في إسرائيل بالتعاون مع المربيتين ميرفت جمهور، وياسمين حمودة الحاصلتين على لقب ثان (M.Ed.) في موضوع التربية والثّقافة العربية في إسرائيل من المعهد الأكاديمي للتربية في كلية بيت بيرل. بالإضافة الى بحث تأثير الهُويّة الثقافيّة والقيادة التّربويّة على كفاءة المدرسة من خلال النّجاعة الذّاتيّة للمعلّمين في المجتمع العربي من إعداد الدكتور وليد دلاشة، الدكتور إيهاب زبيدات، الدكتوره سهراب مصري، المربّي عامر بدارنة، والمربّي محمود واكد. كذلك أيضا بحث بروفيسور قصيّ حاج يحيى، والمربّية نُهى دسوقي في تحدّيات الثّقافة العربيّة في المدرسة العربيّة في إسرائيل: عوامل معيقة وعوامل داعمة. أمّا الدراسة الأخيرة من هذا الباب فهي للدكتورة صفية حسّونة – عرفات والدكتورة مروة صرصور في موضوع اللّغة، والهُويّة، والثّقافة في الطفولة المبكّرة حيث تركّز الباحثتان على أهميّة مرحلة الطّفولة التي يبدأ خلالها تشكيل اللّغة، والهُوِيّة، والثّقافة.
ثم يختتم لنا الباب الثالث الكتاب في مساهمة شخصيات فكرية وأدبية لتعزيز الثّقافة والهُويّة العربية. ويفتتح الدكتور سليم أبو جابر والدكتور أوري حورش الباب في دراسة السيرة الذاتية للشاعر الفلسطيني شفيق حبيب، ومساهماته في تعزيز الثّقافة والهُويّة الفلسطينية. تركز الدراسة أيضًا على سيرة إنتاجه الأدبي والفكري، وأثر البيئة الاجتماعية، والسياسية، والفكرية التي ولد فيه. يتطرق البحث الى العلاقة الصدامية بين الدولة والشخصيات الفكرية والأدبية من أبناء الشعب الفلسطيني، ومساهمتهم في صقل الهُويّة والثّقافة العربية في البلاد في وقتنا هذا. بما في ذلك، دراسة الدكتور محمد حبيب الله الدكتور سامي مرعي والمحرومون ثقافيا. وتنهي لنا الباب الثالث دراسة الدكتور عبد الناصر جبارين ثنائية ((الضمير)) ((والهُويّة)) في الخطاب الشعري عند درويش: دواسةٌ لسانيّةٌ في السّياق النّحوي والتّداوليّة.
وفي حديث مع بروفيسور قصي حاج يحيى، محرّر الكتاب، يقول: “نحن في المعهد العربي الأكاديمي للتربية وكلية بيت بيرل نركّز على إعطاء الطالب العربي المساحة لصقل هُويته العربية والتعبير عنها إيمانًا منا بأهميتها لبناء كوادر معلمين مهنيين ومثقفين يبنون مُجتمعًا ثقافيا وقيميا. ويأتي في ذلك إصدار كتاب يجمع دراسات متنوعة وغنية من إعداد محاضرين وباحثين متخصّصين في هذه المواضيع، لنسلط الضوء على مفهوم تعزيز الثّقافة والهُويّة العربية الفلسطينية في المجتمع العربي في الداخل. والدور المركزي للمدارس العربية في صقل هذه الهُويّة وتعزيز شخصيات باستطاعتها مواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية المختلفة”.