لدينا الأجوبة عن كل الأسئلة المهمّة بخصوص مرض إكزيما الجلد (أتوبيك درماتيتيس)
إكزيما الجلد (أتوبيك ديرماتيتيس)، الشعور بالحكّة المستمرة، الإحمرار، عدم الراحة، العلاجات والمزيد. كيف نرتّب الأشياء ومن أين نبدأ؟
الطريقة الأفضل لتبسيط موضوع مركّب مثل مرض إكزيما الجلد (أتوبيك درماتيتيس) هي البدء من الجذور.
إذًا، إذا كان الحديث يدور عن مشكلة في الجلد، إليكم شرحًا قصيرًا عن وظيفة الجلد وأهميته لجسمنا:
الجلد هو العضو الأكبر في جسمنا، حيث يشكّل الغلاف الخارجي للجسم. للجلد الكثير من الوظائف، وأهمّها حماية جسدنا من العوامل الخارجية. تتواجد في الجلد الخلايا والبروتينات المختلفة أيضًا، والتي تشكّل جزءًا لا يتجزأ من جهاز المناعة. ووظيفتها الأساسية هي حماية الجسم من تغلغل مسبّبات الالتهابات المختلفة إلى الجسم (مثل الفيروسات، الجراثيم والطفيليات)، وبالطبع، يوجد وظائف أخرى للجلد، إلا أننا سنتطرّق في هذا المقال إلى هذه الوظيفة فقط.
السبب الذي يدفعنا للفت انتباهكم إلى هذه الوظيفة الهامّة للجلد، هو حتّى نشرح لكم، قرّاءنا الأعزاء، ماذا يحصل بالضبط عندما لا يعمل أكبر عضو في جسمنا، والمسؤول عن حمايتنا من العوامل الخارجية، كما يجب.
ولكن قبل ذلك، هيّا نتحدّث قليلًا عن السبب الذي قد يجعل الجلد لا يؤدي وظيفته كما يجب.
“أتوبيك درماتيتيس”، أو بإسمها المعروف “إكزيما الجلد”: مرض جلدي مزمن يضرّ بأداء الجلد لوظائفه بشكل سليم، في عدة مستويات. يدور الحديث عن مرض مزمن يتميّز بنوبات تصيب الجلد، ومن أعراضه الحكّة والجفاف، نتيجة لعملية التهابية تحدث تحت الجلد. مرض “أتوبيك ديرماتيتيس” قد ينتشر في جميع أنحاء الجسم أو في منطقة واحدة فقط.
بكلمات مبسّطة، كلما تطوّر المرض، يكون “الصمغ”، الذي وظيفته أن يجعل خلايا الجلد قريبة من بعضها ليحمي الجسم من تغلغل مسببات الالتهابات غير المرغوبة، غير موجود أو لا يؤدّي وظيفته كما يجب. بهذه الطريقة تتضرّر قدرة الجلد على حماية الجسم من مسبّبات الالتهابات وعوامل الحساسية البيئية، مثل: عث غبار المنزل، أو المواد التي تلامس الجلد وتخترقه، والتي قد تسبّب، فيما تسبّب، التهابًا مزمنًا.
صحيح أن المرض شائع أساسًا عند الأطفال، إلا أنه قد يصيب البالغين أيضًا.
من أين يأتي المرض؟
على الرّغم من كل الأبحاث التي أجريت حول هذا الموضوع، لم نتوصّل إلى إجابة قاطعة بعد. هناك الكثير من الأبحاث حول المرض، ومع ذلك لا توجد معلومات واضحة وقاطعة بخصوص مسبّباته. ما بإمكاننا أن نقوله هو أنه وفي السنوات الأخيرة ظهرت بعض الشهادات التي تدّعي أن المشكلة تكمن في وظيفة الجلد كحاجز، ونتيجة لذلك يتسرّب الماء من الجلد خارجًا فيصبح جافًا. بالإضافة الى فقدان الرطوبة الشديد من الجلد والمسّ به، وتثبت أبحاث علمية أن إكزيما الجلد تلحق أيضًا ضررًا بفاعلية جهاز المناعة، أي الخلايا والبروتينات المختلفة، والتي هي جزء من الجلد ومسؤولة عن حماية الجسم من عوامل خارجية، لا تعمل كما يجب. ولذلك، هناك مشكلة إضافية تسبّب الخلل في عمل الجلد كحاجز وهي كمية الجراثيم المتزايدة التي تدخل الجسم ومسبّبات الحساسية.
كل هذه الآليات معًا تؤدّي في النهاية إلى حالة يكون فيها الجلد جافًا ومع الميل إلى حكّة ووخز وعرضة لالتهابات ثانوية ما يسبّب معاناة يومية كبيرة للمريض. حتى سنوات قليلة خلت، كانت النظرة العامة عن المرض هامشية ولم يحظ بالكثير من الاهتمام، ولكن اليوم نحن نعلم أن “أتوبيك درماتيتيس” هو مرض لا يسبّب عدم الراحة والإنزعاج فحسب، بل يؤثر أيضًا على جودة حياة المرضى.
اكتشفنا أن لديّ أو لدى إبني إكزيما الجلد، ماذا يحصل لجسمنا؟
يتجلّى المرض بظهور طفح جلدي. يختلف انتشار الطفح الجلدي على الجسم باختلاف الأعمار – عند الأطفال الصغار جدًا حتى عمر عام، تكون الإكزيما أكثر انتشارًا في منطقة الوجه، عند الرضّع يمكن أن تتوزّع في ثنايا الجسم – في ثنايا اليدين، الركبتين وغيرها. أما عند البالغين، فيكون انتشار الطفح الجلدي أكبر، حيث تظهر الإكزيما على الصدر والبطن والظهر وغيرها من المناطق.
يمكن أن يظهر المرض بدرجات حدّة متفاوتة – من مرض خفيف جدًا يتجلّى في الجفاف والميل إلى حكّة الجلد إلى مرض شديد وواسع الانتشار، والذي يمكن أن يؤدّي إلى ضرر دائم للجلد يجعله خشنًا وجافًا، ويزيد من الإحساس بالحكّة المستمرة، وأحيانًا أيضًا مع تصبّغ جلدي والميل إلى التهابات الجلد.
كيف نقلّل من الحكّة والشعور بعدم الراحة؟ والأهم – كيف نعالج هذه الأعراض؟
أولًا، من المهم التأكيد أن الهدف من العلاج هو السيطرة على المرض وتخفيف أعراضه، وليس الشفاء منه. تمامًا كما هو الحال في الأمراض المزمنة الأخرى، إذ لا يمكن الشفاء منها ولكن تخفيف أعراضها فقط. ومن أهم وسائل التخفيف من المرض وتجنّب تفاقمه هي الحفاظ على رطوبة الجلد، لذا فإن أحد الأمور التي يجب الحرص عليها دائمًا هو استخدام المرطّبات. إضافة لذلك، يوصى باستخدام أنواع الصابون النّاعمة واللطيفة التي تحتوي على الزيوت، والتي لا تسبب فقدانًا إضافيًا لرطوبة الجلد أثناء الاستحمام. وكذلك لحماية الجلد ومنع التهيج، يوصى بتقليل استخدام الملابس المصنوعة من الصوف أو المواد الاصطناعية (المعروفة كمسبّبة للحكّة) واختيار الأقمشة القطنية والفضفاضة المريحة. ومن المهم أيضًا الاستحمام أو مسح الجلد من العرق الزائد بعد مجهود بدني. بالنسبة للعلاجات الطبية، نوصي بالحصول على معلومات مهنية من أقرب عيادة أو طبيب أمراض جلدية.
والآن وقد تعمّقنا أكثر بطرق تطوّر المرض، بإمكاننا أن نكون مستعدّين من ناحية نفسية وأيضًا عملية، لمواجهته والعيش معه.
نتمنى لكم وافر الصحة والعافية.
*في حالات متقدّمة أكثر من مرض “أتوبيك ديرماتيتيس” (إكزيما الجلد)، ننصح باستشارة طبيب جلد مهني حول المستحضرات وطرق العلاج الطبيّة.