حقوقية إسرائيلية: تهديدات بن غفير بإبعاد فلسطينيين ليست مزحة
حذرت أورلي نوي رئيسة مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة (بتسيلم) من تهديدات رئيس حزب القوة اليهودية إيتمار بن غفير بترحيل الفلسطينيين، قائلة إن التعامل معها باستخفاف سيكون خطأ سياسيا وأخلاقيا فادحا.
وأضافت نوي في مقال لها بموقع “ميدل إيست آي” البريطاني (Middle East Eye) أن تاريخ إسرائيل يظهر أن تهديدات القادة الصهاينة بإبعاد الفلسطينيين يجب أن تؤخذ على محمل الجد.
وكان عضو الكنيست الإسرائيلي بن غفير قال في مقابلة يوم الثلاثاء مع محطة إذاعة الجيش الإسرائيلي غالي تزاهال، إنه إذا كان عضوا في الحكومة المقبلة، فسيعمل على تقديم قانون يجرد كل من يعمل ضد إسرائيل من داخلها من الجنسية ويطرده.
وزارة إسرائيلية لطرد وترحيل الفلسطينيين
وللمساعدة في تحقيق هدفه، أعلن بن غفير أنه سيؤسس وزارة حكومية لتشجيع “هجرة المواطنين الفلسطينيين من إسرائيل”.
وقالت نوي إنه “عند الاستماع إلى المقابلة، يمكن للمرء أن يستنتج أن اثنين من محاوري بن غفير كانا مستمتعين تقريبا بمقترحاته، والتي عاملاها باستخفاف: كيف تطرد الناس؟ في القطارات؟ الحافلات؟ الطائرات؟ وترسلهم إلى أين؟ حتى الأشخاص الذين يكتبون في فيسبوك؟”.
وأضافت أن المحاورين كان يقصدان، على ما يبدو، تقديم أفكاره على أنها وهمية وعبثية، ولكن، بالنظر إلى واقع إسرائيل اليوم وسياساتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني، فإن تهديدات بن غفير بعيدة كل البعد عن كونها مجرد تمرين نظري.
سيرته تؤكد تهديداته
وأشارت إلى أن سيرة بن غفير نفسه تؤكد بوضوح مدى سهولة خضوع المواقف السياسية الأكثر عنفا لعملية تطهير ثم ظهورها كجزء شرعي من الخطاب العام. فقد كان منسقا للشباب في منظمة مئير كهانا “المتطرفة” -حركة كاخ- التي تم تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل وزارة الخارجية الأميركية وتم حظرها في إسرائيل، كما أدين بدعم منظمة “إرهابية”، وهو اليوم عضو عادي في البرلمان الإسرائيلي.
وقالت إن رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو يعمل بلا كلل للحفاظ على الاتحاد بين بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، عضو آخر بالكنيست في أقصى اليمين، من أجل تعزيز سلطتهما البرلمانية، مضيفة أنه ووفقا لاستطلاع نُشر مؤخرا، إذا خاض بن غفير الانتخابات بمفرده، فمن المتوقع أن يفوز بـ8 مقاعد، وهو أكثر من العدد الذي فاز به حزب رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت في الانتخابات الأخيرة.
واستمرت الحقوقية الإسرائيلية تقول يجب عدم الاستخفاف بتهديدات بن غفير ليس فقط من حيث الحسابات حول المستقبل، ولكن أيضا استنادا إلى التجربة المريرة، مشيرة إلى أن تاريخ إسرائيل يظهر أن تهديدات القادة الصهاينة بالترحيل يجب أن تؤخذ على محمل الجد.
ولم تعد إسرائيل، كما تقول الكاتبة، تنكر طرد مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين خلال النكبة فحسب، بل أصبح نموذجا يحتذى به بين بعض قادتها. فقد تعرض مؤخرا الطلاب العرب الذين رفعوا العلم الفلسطيني في حرم جامعي في إسرائيل للتهديد من قبل عضو الكنيست ووزير الليكود السابق يسرائيل كاتس بنكبة ثانية، كما أن عوزي دايان عضو الكنيست السابق في الليكود ونائب رئيس الأركان السابق وجه تهديدات مماثلة، وهذان الشخصان ليسا الوحيدين.
الترحيل خيار مطروح بالفعل
وأكدت أن الخطاب السياسي الإسرائيلي، عموما، يظهر أن الترحيل الجماعي للمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل هو خيار مطروح على الطاولة.
وأوضحت أن هناك شيئا أعمق يحوّل تصريحات بن غفير من تهديدات خاملة من قبل سياسي يميني متطرف إلى سيناريو يمكن أن يثبت أنه واقعي، وهو التقدير العالي لدى الجمهور الإسرائيلي والمسؤولين لفكرة الطاعة. ففي مجتمع متطرف عسكريا مثل إسرائيل، تصبح الطاعة أمرا ذا قيمة، خاصة عندما تكون مغطاة بدثار القومية، وهي حجر الزاوية الوجودي للمجتمع الإسرائيلي.
واستمرت تقول إنه في بلد تأسس على جريمة الترحيل الجماعي للسكان الأصليين، حيث يهدد كبار المسؤولين في المستويات الحاكمة بلا تردد وبشكل صريح بنكبة ثانية، وحيث يُنظر إلى الطاعة على أنها قيمة حتى بين الأوساط اليسارية، يجب عدم إهمال أحدث خطة تفصيلية لبن غفير.
المصدر : ميدل إيست آي