اليمين المتطرف يهدد باجتياح الضفة الغربية عقب تفجيري القدس.. هل تتجه الأوضاع نحو المزيد من التصعيد؟
أحدث التفجيران اللذان وقعا في القدس الغربية صدمة للأجهزة الأمنية والسياسية في إسرائيل، بسبب نوعية العملية وتوقيتها وعجز الاستخبارات الإسرائيلية -حتى الآن- عن معرفة تفاصيل التفجيرين والجهة التي تقف وراءهما.
فرغم الإجراءات الأمنية الإسرائيلية المشددة، وحملات الدهم والاعتقالات في صفوف الفلسطينيين بالقدس والضفة الغربية، فإن التفجيرين بالقدس الغربية وقعا ضمن عملية تعد الأولى من نوعها منذ أكثر من 6 سنوات، مما أسفر عن مقتل إسرائيلي وإصابة 14 آخرين.
ووفقا للأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، فإن التفجيرين يثبتان فشل إسرائيل في قمع المقاومة الفلسطينية المتصاعدة في الضفة الغربية والأراضي المحتلة، وهي مقاومة جديدة وبأشكال مختلفة بدأت منذ عام 2015 نتيجة الإجرام والعنصرية الإسرائيلية التي وصلت إلى حد استقدام حزب فاشي إلى الحكومة.
والتفجيران اللذان وقعا في القدس -وفقا لسليم بريك المحاضر في العلوم السياسية والمختص في الشؤون الإسرائيلية- عملية منسقة وعالية التخطيط، وجاءت في ظل ما يعانيه الفلسطينيون من احتلال وقتل في جنين ونابلس والقدس وغيرها من المناطق المحتلة، زيادة على غياب أي أفق سياسي للفلسطينيين. وتوقع ضيف برنامج “ما وراء الخبر” ذهاب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي نحو التصعيد.
وقد وقعت حالة استنفار في إسرائيل عقب التفجيرين، إذ أجرى يائير لبيد، رئيس حكومة تصريف الأعمال، مشاورات مع كبار قادة الأجهزة الأمنية. كما ذكر بيان للجيش الإسرائيلي أن رئيس أركانه، أفيف كوخافي، قرر اختصار زيارته إلى الولايات المتحدة والعودة إلى تل أبيب.
أما إيتمار بن غفير، أحد زعماء تحالف “الصهيونية الدينية” المتطرف، والمرشح الأقوى لتولي حقيبة الأمن الداخلي في حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة، فطالب -لدى وصوله موقع أحد التفجيرين- باجتياح الضفة الغربية، لتمشيط وتفتيش منازل الفلسطينيين فيها.
ممثل بايدن للشؤون الفلسطينية
وتزامن تفجيرا القدس مع ما نقله موقع “أكسيوس” الأميركي -عن مسؤول رفيع بالخارجية الأميركية- من أن إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت الكونغرس تعيين هادي عمرو ممثلا خاصا للشؤون الفلسطينية. كما نقل الموقع عن مصدر فلسطيني قوله إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبدى تحفظات بشأن المنصب الجديد في أول الأمر، لكنه أوضح في الأسابيع الأخيرة أن “السلطة الفلسطينية تتفق مع القرار، وستعمل مع عمرو”.
وعلق عضو الوفد الأميركي في مفاوضات السلام بالشرق الأوسط سابقا ريتشارد غوودستاين، على خبر تعيين هادي عمرو ممثلا خاصا للشؤون الفلسطينية، بالقول إن بايدن جاد بشأن تطبيق فكرة حل الدولتين، وإن إدارة بايدن ستعترض على أي إجراء تقوم به حكومة نتنياهو مستقبلا، ومن ذلك الهجوم على الضفة الغربية.
وقلل البرغوثي من أهمية تعيين هادي عمرو، لأنه لن يقدم شيئا للقضية الفلسطينية، وهو لا يعني حدوث تغيير حقيقي في الموقف الأميركي أو ممارسة الضغوط على إسرائيل، وقال إن واشنطن ودولا عدة تدعم إسرائيل تشعر اليوم بالإحراج بسبب التوجه العنصري للحكومة الإسرائيلية.
وأضاف أن أميركا جزء من المشكلة وليست الحل، وزيارة بايدن الأخيرة لإسرائيل أعطت دفعة قوية لنتنياهو والعنصريين، بالإضافة إلى أن الأميركيين منشغلون بحرب أوكرانيا والصين، وكل ما يريدونه هو محاولة تخفيض حدة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من وجهة نظرهم، وفق ما صرح به سليم بريك لبرنامج “ما وراء الخبر”.