مصرع 19 شخصا وإلغاء 8800 رحلة جوية في عاصفة ثلجية تشل الحياة بأميركا
توفي 19 شخصا جراء العاصفة الثلجية التي ضربت الولايات المتحدة الأميركية، فيما تم إلغاء 8800 رحلة جوية عشية عيد الميلاد، فيما حرمت العاصفة التي رافقتها ثلوج كثيفة ورياح قطبية عاتية حوالي مليون منزل من الكهرباء.
وشلت الثلوج الكثيفة والرياح ودرجات الحرارة المتجمّدة معظم أرجاء البلاد، بما في ذلك في مناطق الجنوب ذات الحرارة المعتدلة عادة، لليوم الرابع على التوالي.
وفي ولاية نيويورك التي تعد من الأكثر تأثرا، نشرت الحاكمة كاثي هوتشل الحرس الوطني في مقاطعة إري ومدينتها الرئيسية بافالو، حيث ذكرت السلطات بأن أجهزة الطوارئ لم تعد قادرة على التعامل مع الظروف الصعبة الناجمة عن الصقيع.
وقال رجل وزوجته في المدينة التي تقع على حدود كندا لوكالة فرانس برس إن الطرق باتت مقطوعة بالكامل، ما سيجعل من المتعذر عليهما قطع مسافة 10 دقائق بالسيارة لرؤية أقربائهما في عيد الميلاد.
وقالت ريبيكا بورتولين البالغة 40 عاما “الوضع صعب لأن الظروف سيئة للغاية … الكثير من مراكز مكافحة الحرائق لا ترسل حتى عربات إطفاء ردا على مكالمات الاستغاثة”.
وأدت العاصفة الشتوية التي تعد من بين الأشد منذ عقود إلى إلغاء أكثر من 2800 رحلة جوية في أنحاء الولايات المتحدة السبت وتأخر 6600 رحلة أخرى، بعد يوم على إلغاء حوالي 6000، بحسب موقع التعقب “فلايت أوير”.
وقال وزير النقل بيت بوتيدجيج في تغريدة السبت إن “الاضطرابات الأكبر باتت خلفنا مع تعافي عمليات شركات الطيران والمطار تدريجيا”، ما يعزز آمال المسافرين العالقين في مطارات بينها أتلانتا وشيكاغو ودنفر ودترويت ونيويورك.
كما أدى الجليد والثلوج إلى إغلاق بعض طرقات البلاد الأكثر انشغالا بما في ذلك طريق “إنترستيت 70” العابر للولايات، والذي أغلقت أجزاء منه مؤقتا في كولورادو وكانساس.
وحذرت خدمة الأرصاد الجوية من أحوال طقس مميتة وحضت سكان المناطق المتأثرة على التزام منازلهم. وأفادت بأن الرياح أدت إلى انخفاض درجات الحرارة إلى نحو 48 درجة مئوية تحت الصفر.
ويشكل البرد القارس مصدر قلق رئيسي بالنسبة لأكثر من 530,000 شخص ما زالوا من دون كهرباء، بحسب موقع “باور آوتاج”.
وبدأت عدة مدن بعضها في ولاية شمال كارولاينا قطع خدمة الطاقة نظرا للطلب الكبير على الطاقة، وهو أمر ترك بعض الأشخاص غير قادرين على تدفئة منازلهم بشكل آمن.
وفي إل باسو في تكساس، تجمع مهاجرون عبروا من المكسيك في الكنائس والمدارس وفي مركز للخدمة المدنية بحثا عن التدفئة، وفق ما أفادت المدرّسة والمتطوعة روزا فالكون فرانس برس.
لكن اختار البعض مع ذلك البقاء في الخارج في ظل درجات حرارة متجمدة خشية لفت انتباه سلطات الهجرة، بحسب ما قالت.
وفي شيكاغو، قال بوركي باتن من “نايت مينيستري”، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لمساعدة المشردين “نوزع معدات الطقس البارد بما في ذلك المعاطف والقبعات والقفازات والملابس الداخلية الحافظة للحرارة والبطانيات وأكياس النوم إضافة إلى لوازم التدفئة المخصصة لليدين والقدمين”.
وتوقعت خدمة الأرصاد الوطنية تواصل أحوال الطقس الباردة إلى حد خطير في أنحاء وسط وشرق الولايات المتحدة عدة أيام قبل عودة درجات الحرارة إلى مستوياتها الطبيعية لهذا الوقت من السنة الأسبوع المقبل.
وأعلنت دوائر النقل في عدة ولايات انعدام الرؤية تماما تقريبا، نتيجة الثلوج وعن ظروف صقيع داعية السكان إلى التزام منازلهم.
وتم تحذير السائقين من القيادة في ظل ذروة موسم السفر في البلاد.
وقالت خبيرة الأرصاد الجوية في تورونتو كيسلي ماكإيوين، عبر تويتر إن أمواجا بارتفاع ثمانية أمتار سجّلت في بحيرة إري، بينما هبّت رياح بلغت سرعتها 120 كلم في الساعة في ميناء فيربورت في أوهايو، بحسب خدمة الأرصاد الجوية.