مقابلة مع الدكتور عطا عباس رئيس ادارة الكرميم في لواء حيفا حول موضوع صيام مريض السكري في شهر رمضان
ما هي أنواع الطعام الواجب تناولها في وجبتيّ السحور والفطور؟
أولا؛ اتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات من جميع الصائمين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. وقبل ان اجيب على سؤالكم لا بد لي أن أشدد وأقول أن مرض السكري هو مرض العصر وهو مرض مزمن ذو خصائص تحتم علينا تغيير نمط الحياة التقليدي لنظام صحي وسليم. رمضان هو فرصة ذهبية للتغيير لنمط حياة صحي للجميع وتحديدًا مرضى السكري الذين بإمكانهم ضبط وموازنة مستويات السكر بالدم. مرض السكري هو مرض خطير وصعب قد يقود الى مشاكل صحية مستعصية في المستقبل لذا، يجب التنبه اليه جيدًا والتعامل معه بكل جدية سيما ضبطه الى المستويات الطبيعية ورمضان كما ذكرنا هو فرصة لتحقيق هذا الهدف.
وبالعودة الى سؤالكم؛ من الأهمية بمكان شرب السؤال في السحور بكميات كافية، كما ينصح بتناول الاجبان والألبان والبيض والأفوكادو والطحينة اضافة الى الخبز الكامل. كذلك يجب تجنب الوجبات التي تحتوي على البهارات والاملاح بل وحتى الحلاوة لأنها تزيد من عطش الصائم.
وبخصوص الإفطار؛ أُحذر من الافراط في تناول الوجبات الرئيسية، فبعض الصائمين يتناولون وجباتهم دون أي ضبط، فيجدون أنفسهم بعد ذلك وهم ومتخمون جدًا وهو أمر بطبيعة الحال مضر بالصحة ولا يجوز اتباع مثل هذا السلوك في الطعام. أنصح الصائمين ان يناولوا وجبة الافطار بانتظام وعلى مراحل، حيث تبدأ المرحلة الاولى بشرب الماء وتناول التمر واحتساء شوربة الخضار المُحضرة في المنزل. ثم تأتي المرحلة الثانية وهي الوجبة الرئيسية التي انصح أن تكون بعد نصف ساعة على الاقل من المرحلة الاولى. كما وأنصح أن تشمل اطباقها ما يحتوي على النشويات والبروتينات ويجب الاكثار من الخضار والفريكة مقابل التقليل من الارز، كما ويجب الابتعاد عن المشروبات الغازية والعصائر المحلاة.
وفيما يتعلق بالحلويات؛ على مريض السكري أن يتناول الحلويات بكميات معقولة ومضبوطة ومفضل أن يتناولها بدون قَطِر او على الاقل بكميات بسيطة جدًا منه، والأفضل من هذا كله أن يكون مصدر السكر مأخوذ من الفواكه الطبيعية، وأيضًا انصح مريض السكري بشدة أن يكثر من شرب المياه بعد الافطار.
هل يُسمح لمريض السكري بالصيام؟ والى أي مدى ينصحه الدكتور عطا عباس بذلك؟
مبدئيًا، يسمح من الناحية الطبية لمريض السكري بالصيام، يستثنى من هذا الحالات التي تمنع ذلك لذا، أنصح بالتشاور مع طبيب العائلة بخصوص نية وتخطيط مريض السكري للصيام، فالطبيب لديه المعلومات المفصلة عن الحالة وبالتأكيد سيقدم لمريضه النصائح المفيدة ويعطيه الأجوبة التي تتوافق وحالته الصحية. ولكن بشكل عام يمنع صيام مرضى السكري الذي يعانون من حالة هبوط وصعود في مستويات السكر، كما ويمنع من الصيام المرضى الذين يعانون من مشاكل في الكلى. أما أولئك الذين يتناولون الانسولين فانصحهم بتنسيق موضوع الصيام مع طبيبهم وذلك لترتيب تناول الانسولين من السحور الى الافطار. وبخصوص الاطفال الذين يعانون من مرض السكري فأنا لا أنصح صيامهم في كل الحالات.
على أي حال، لا بد لمريض السكري الصائم ان يجري فحص سكري خلال نهار رمضان وذلك للتأكد من مستويات السكر لديه، وهذه بالمناسبة خطوة في غاية الأهمية وعلى مريض السكري القيام بها بانتظام.
ماذا بشأن مريضة السكري الحامل؟ هل هناك خصوصية معينة تربط بين حملها وصومها؟
مبدئيًا يسمح من الناحية الطبية للمرأة الحامل بالصيام ولكن يجب عليها أن تستشير طبيبها\ طبيبتها بموضوع الصيام، فالمرأة التي تعاني من مشاكل في الحمل قد يؤدي ذلك الى جفاف السائل الأمنيوسي حول الجنين. بشكل عام يمنع من الناحية الطبية على الحوامل المصنفات ضمن فئات الخطر العالية الصوم. ولكن اذا كان الحمل طبيعي وكمية سائل الامنيوسي طبيعية فيسمح بصيام المرأة الحامل.
في الختام، أي نصائح وارشادات تقدمها لمريض السكري الصائم؟
أول نصيحة هي؛ صوموا تصحوا، ثم أقول للجميع، رمضان والصوم به فرصة ذهبية لتغيير نظام الحياة الغير صحي لنظام ونمط حياة صحي. كما أنصح مرضى السكري استشارة الطبيب حول موضوع الصيام والانتباه جيدًا الى مسألة الدواء اذا كان بحاجة الى تغيير أم لا. ومن المهم أيضا فحص السكر خلال نهار رمضان للوقوف عن كثب على مستوياته والاطمئنان على أن الأمور تسير على ما يرام. كذلك أنصح بشدة الابتعاد عن المشروبات الغازية والعصائر المحلاة، بل وحتى عدم الانخداع بالعصائر الطبيعية لناحية الافراط بتناولها لأنها أيضًا مليئة بالسكر. واخيرًا انصح بالإكثار من شرب الماء، وأختم بتمنياتي للجميع بصوم مريح وسهل، رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير”.