باب الرحمة في مواجهة أطماع الاحتلال الصهيوني
حذرت مؤسسة القدس الدولية، بأن الاحتلال الإسرائيلي يفتح معركة التقسيم المكاني للأقصى من جديد عبر استهداف مصلى باب الرحمة.
وأكدت المؤسسة -في بيانٍ لها- أنه لا شيء يحمي المسجد كالرباط فيه والحفاظ على موقف ثابت ويرفض كل قرارات الاحتلال وعدوانه.
واستعرضت المؤسسة التطورات الأخيرة المتعلقة بمصلى باب الرحمة، مبينة أنه مع حلول عيد الفطر أعادت سلطات الاحتلال وضع المصلى الواقع شرق المسجد الأقصى في عين استهدافها وعدوانها.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال عمدت في ثاني أيام العيد إلى تخريب شبكة الكهرباء فيه بالكامل بما جعله بلا كهرباء، وإلى تكسير وحدات الإنارة والسماعات والمراوح وإلى السطو على الفواصل الخشبية بين صفوف الرجال والنساء.
وذكر أن المرابطين ردوا على ذلك بإعادة التصليح الفوري لما جرى تخريبه، كما رد مجلس الأوقاف ببيان يؤكد أن مصلى باب الرحمة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك وسيبقى مفتوحاً للصلاة.
وأشار إلى أنه في رابع أيام شوال، عادت قوات الاحتلال إلى تخريب شبكة الكهرباء في مصلى باب الرحمة، وسطت على المراوح والمدافئ وعدد من التجهيزات التي يهديها المصلون والمرابطون للمصلى تقرباً إلى الله، في سلوك أحط من سلوك المافيات إذ تسرق الأماكن المقدسة، وفق البيان.
وتعمدت قوات الاحتلال -وفق البيان- اقتحام المصلى بالأحذية في سياسة بائسة مستمرة تحاول أن تظهر اعتراضها على الصلاة في باب الرحمة، وأخذت تعتقل من يرابطون فيه ومن حوله، وتصادر هوياتهم لترهيبهم، وتبعدهم عن المسجد الأقصى المبارك، في سلوك طال شابة تركية من المصلين ولم يقتصر على الفلسطينيين.
وشددت مؤسسة القدس أنَّ مصلَّى باب الرحمة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، مخصص للصلاة والعبادة، وإنَّ اعتداءات الاحتلال المتكررة تهدف إلى منع الصلاة فيه وإعادة إغلاقه وتأتي في سياق الطمع الصهيوني فيه كمدخل للتقسيم المكاني.
وأشارت إلى أن الاحتلال شهر رمضان استبق بتجديد قرار إغلاق مصلى باب الرحمة استناداً إلى قرارات محاكمه فاقدة المشروعية والاختصاص، في استجابة من حكومة الاحتلال لمطالب “منظمات المعبد” التي وضعتها على طاولة وزير الأمن القومي الصهيوني المجرم إيتمار بن غفير، ما يؤكد أن العدوان على باب الرحمة مبيّت وممنهج، أراد الاحتلال أن يباشر فيه فور انتهاء شهر رمضان المبارك مستغلاً انشغال المصلين والمرابطين بعيد الفطر.
وتوجهت بالتحية والتقدير إلى المرابطين الذين لا يتأخرون عن نداء المسجد الأقصى، ويتفقدون أقصاهم كما يتفقدون أبناءهم وأعز، فبادروا مع بداية شهر رمضان المبارك إلى فرض الاعتكاف دفاعاً عن مسجدهم، وبادروا في العشر الأواخر إلى حملة عناية وتصليح شاملة لمصلى باب الرحمة، في تأكيدٍ مستمر لوعيهم ولإدراكهم لمخططات عدوهم، فبمثل هذا الإيمان والمثابرة والتضحية والمبادرة تحمى المقدسات، وهذا النهج الذي لا بد أن يتحول إلى فعل شعبي جامع تتسابق إليه الآلاف.
كما توجهت بالتحية إلى مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس لرفضه المستمر والثابت لقرارات الاحتلال بإغلاق مصلى باب الرحمة، مؤكدة الوقوف التام إلى جانبه في الحفاظ على مصلى باب الرحمة مفتوحاً للمصلين والمرابطين في جميع الصلوات، وعلى مدار كل أيام السنة، فهو جزء لا يتجزأ من الأقصى، ولا بد من الحفاظ عليه عامراً بالصلاة والرباط في جميع الأوقات دون أدنى تغيير أو تراجع لإفشال أطماع المحتل فيه.