استشهاد الأسير خضر عدنان مضربا عن الطعام لسبعة وثمانين يوما في سجون الاحتلال
استشهد الأسير الشيخ خضر عدنان، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مضربا عن الطعام للمرّة السادسة خلال السنوات الأخيرة، وأطولها، والتي امتدّت سبعة وثمانين يوما، منذ اعتقاله يوم 5 شباط/ فبراير الماضي؛ رفضًا لاعتقاله، ورفضا للتهم الموجهة إليه. وباستشهاد الأسير خضر عدنان، ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 237 شهيدًا.
جاء ذلك بحسب ما أعلنت مصلحة سجون الاحتلال في بيان أصدرته، فجر اليوم الثلاثاء. كما أكّدت الحركة الأسيرة استشهاد الأسير، بعد ذلك بوقت وجيز. ولم يذكر البيان اسم الأسير الشهيد مباشرة، غير أنه أشار إلى تاريخ بدء إضرابه عن الطعام، وكذلك إلى التهم المزعومة، الموجّهة بحقّ الشهيد.
وكان الشهيد، قد كتب وصيّته الأخيرة في مستشفى سجن “الرملة”، في اليوم الثامن والخمسين لإضرابه عن الطعام. ومن ضمن ما جاء فيها: “إذا كانت شهادتي، فلا تسمحوا للمحتلّ بتشريح جسدي”، و”قد ذاب شحمي ولحمي”.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، إن “إدارة سجون الاحتلال تبلغ الأسرى رسميا باستشهاد الأسير الشيخ خضر عدنان، بعد معركة إضراب خاضها عن الطعام، واستمرت لمدة 87 يومًا، رفضًا لاعتقاله”.
وذكر نادي الأسير أن “الاحتلال الإسرائيلي، اغتال الأسير الشيخ خضر عدنان”، القياديّ في حركة “الجهاد الإسلامي”، عن “سبق إصرار”، فيما حمّلت هيئة شؤون الأسرى، “الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير خضر عدنان”، وطالبت “المؤسسات الدولية بالتدخل العاجل، ووضع حد للجرائم الإسرائيلية بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين وتوفير الحماية لهم”.
وقال رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد اشتية، إن “الاحتلال الإسرائيلي وإدارة سجونه نفذوا جريمة اغتيال متعمدة بحق الأسير خضر عدنان، برفض طلب الإفراج عنه، وإهماله طبيا وابقائه في زنزانته رغم خطورة وضعه الصحي”.
وكان الأسير الشهيد خضر عدنان، قد “خاض إضرابات عن الطعام، أولها في عام 2004 لمدة 25 يوما، والثاني في عام 2012 لمدة 67 يوما، والثالث عام 2014 لمدة 54 يوما، والرابع عام 2021 لمدة 25 يوما”، بالإضافة إلى إضرابه الذي استشهد وهو مستمرّ فيه، بحسب ما أفاد “مكتب إعلام الأسرى”.
يأتي ذلك فيما كانت المحكمة العسكرية للاحتلال في “عوفر”، قد رفضت الاستئناف الذي تقدم به محامي الأسير الشهيد خضر عدنان، على قرار سابق صدر عن المحكمة، وفيه رفضت الإفراج عنه بكفالة، بحسب ما أعلن نادي الأسير.
كما جاء القرار حينها، في ظل الوضع الصحي البالغ الخطورة الذي كان الأسير الشهيد قد وصل إليه، بعد 85 يومًا من الإضراب عن الطعام، وكان الشهيد حينها لا يزال يرفض إجراء الفحوص الطبية، وكذلك أخذ المدعمات.
“الجهاد الإسلامي”: الاحتلال سيدفع ثمن جريمته
وفي بيان صدر عنها، نعت حركة “الجهاد الإسلامي” “بكل معاني الصمود والثبات، وأعلى درجات الثقة بالله سبحانه وتعالى وبمعيته ونصرته، قائدا عظيما، ورجلا شجاعا، ومجاهدا صلبا، من أشرف الرجال وأعظمهم، القائد الشيخ خضر عدنان (أبو عبد الرحمن) الذي ارتقى شهيدا في جريمة يتحمل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة والمباشرة عنها، فالاحتلال الصهيوني الذي اعتقله وتنكر لمعاناته، ومارس بحقه أبشع الجرائم، مستخدما أدواته القذرة من محاكم زائفة، وأجهزة أمن إرهابية، ونيابة عسكرية مجرمة، سيدفع ثمن هذه الجريمة”.
وذكر أن “شهادة الشيخ القائد خضر عدنان، ستكون مدرسة لأجيال من الرجال الشجعان، ونحن لن نغادر طريق الجهاد والمقاومة طالما بقيت فلسطين تحت الاحتلال. إننا إذ ننعى هذا الشيخ المجاهد، الذي ما تخلى يوما عن واجباته لنصرة الحق والدفاع عن أبناء شعبه، وأفنى لحظات عمره في حمل قضيته ونصرة مقدساته، فإننا نؤكد على أننا ماضون على ذات الطريق والنهج الذي مضى عليه القائد خضر عدنان وكل من سبقه من القادة والمجاهدين. إن قتالنا ماضٍ ولن يتوقف، وسيدرك العدو المجرم مرة أخرى أن جرائمه لن تمر دون رد، وأن المقاومة ستتواصل بكل قوة وإصرار وثبات”.
وقالت إدارة سجون الاحتلال في بيان: “توفي صباح اليوم الموافق 2 أيار 2023، سجين أمني مضرب عن الطعام، وهو معتقل حتى استكمال الإجراءات القانونية بحقه. يذكر بأنه تم تقديم لائحة إتهام بحقه على خلفية تورطه في مخالفات إرهابية”، على حدّ وصفها.
وزعمت إدارة سجون الاحتلال أن الشهيد الأسير “الذي رفض الخضوع لفحوصات طبية وتلقي العلاج الطبي، قد وجد صباح اليوم في زنزانته وهو مغمى عليه”، مضيفة: “جراء ذلك؛ خضع لـ(عملية إنعاش)، ثم تم نقله إلى مستشفى ’أساف هاروفيه’، حيث تم الإعلان عن وفاته”.
وأشار البيان إلى أنه “تم إبلاغ الجهات التنسيقية عن خبر وفاته”.
وكانت جلسة محكمة قد عُقدت للشهيد، الأحد الماضي، وبحضوره عبر “الفيديو كونفرنس”. وحتى استشهاده، رفضت سلطات الاحتلالـ السّماح لعائلة عدنان بزيارته، حيث كان يحتجَز في “عيادة سجن الرملة”.
وفي وقت سابق، قال نادي الأسير، إن القرارات التي صدرت في قضية الأسير عدنان حتى اللحظة، تعكس قرار الاحتلال ونيته بقتل الأسير عدنان.
والشهيد الأسير عدنان، كان قد أعلن إضرابه المفتوح عن الطعام، منذ لحظة اعتقاله في الخامس من شهر شباط/ فبراير الماضي، بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال منزله في بلدة عرابة في الضفة الغربية، وعاثت فيه خرابا قبل أن تعتقله.
والشهيد خضر عدنان، أسير محرر، كان قد أمضى نحو 8 سنوات في اعتقالاته التي تجاوزت الـ12 اعتقالا، خاض فيها ستة إضرابات عن الطعام، علما بأن هذا أطول إضراب يخوضه، مقارنة مع مدد الإضرابات الخمسة السّابقة.