40 ألف مصل يؤدون صلاة الجمعة بالأقصى
أدى عشرات آلاف المصلين صلاة ظهر اليوم الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، رغم المعيقات عبر الحواجز العسكرية الاسرائيلية ومحيط مدينة القدس المحتلة.
وعرقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي مرور المصلين عبر الحواجز العسكرية في محيط مدينة القدس المحتلة، وفحصت الهويات الشخصية وأغراض المصين.
وأدى مستوطنون طقوسا تلمودية صباح الجمعة خارج باب الحديد أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، وتجولت مجموعة من المستوطنين يحملون خاروفا صغيرا في محيط المسجد وبواباته، وجرت مناوشات بينهم والفلسطينيين عند سوق القطانين.
وأفادت دائرة الأوقاف الاسلامية بالقدس أن 40 ألف مصل أدوا صلاة ظهر الجمعة بالمسجد الأقصى المبارك. فيما أدى المصلون صلاة الغائب على أرواح الشهداء بعد صلاة ظهر الجمعة.
وأكد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أننا ما زلنا نعيش في مأساة نكبة 48، بل إننا ما زلنا نعيش في خضمها وعمقها، بل لا نزال نتجرع مرارتها وتشردها وضياعها.
وقال “من الغريب والعجيب أن تخرج علينا في هذه الأيام، ما تسمى رئيسة المفوضية الأوروبية بتصريحات تزعم فيها بأن فلسطين كانت قبل النكبة عبارة عن صحراء، ثم ازدهرت بعد ذلك حسب زعمها”.
وأضاف “أن هذه البلاد أصبحت تنعم بعد النكبة بالديمقراطية هكذا تتخيل رئيسة المفوضية الأوروبية الأمور وتتنكر لحقوق أهل فلسطين المنكوبة، وكأنها لا تدرك ماذا حصل في فلسطين أثناء النكبة”.
وبين أن نكبة عام 48 لم تحصل مفاجئة ولم تحصل دفعة واحدة، بل سبقتها مؤامرات متوالية ومبرمجة، وأن بريطانيا المجرمة كانت العنصر الهدام في إحداث المؤامرات والنكبات، بدأ من الحرب العالمية الأولى وما تبع ذلك، من اتفاقية سايكس بيكو عام 9161، التي بموجبها تم تقسيم العالم الاسلامي، إلى دويلات ومستعمرات، وأن فلسطين على التخصيص، قد وقعت تحت الحكم الاستعماري البريطاني الظالم، ثم صدر وعد بلفور المشؤوم عام 1917.
وتابع” من هنا تتضح المؤامرة الكبرى في وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني ثم تم الغاء الخلافة العثمانية عام 1924، فأصبح المسلمون في العالم في ضياع بلا مرجعية ولا حماية، ثم تشكلت جامعة الدول العربية باقتراح من وزير خارجية بريطانيا وقت إذ المدعو أنطوني إيدن عام 19 42، والهدف من اقامتها هو تثبيت الحدود التي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو بين الدول العربية”.
ولفت إلى أن كل هذه النكبات المبرمجة كانت تمهيدا وتخطيطا لنكبة عام 48، فقد انسحب الجيش البريطاني من فلسطين في 15 – 5 – 1948، ليسلم البلاد للعصابات الصهيونية التي بدأت بارتكاب المجازر الوحشية التي زاد عددها على 500 مجزرة، وهجر من نجى من المجزرة من بلده.
وبين أن المهجرين من أهل فلسطين قد أخرجوا من ديارهم جبرا وقسرا، وليس طوعا ولا اختيارا، لذا فهم مهجرون وليسوا مهاجرين، وأنهم يصرون على العودة إلى فلسطين هم وأبناؤهم وأحفادهم، فإن الحق الشرعي لا يسقط ولن يسقط بالتقادم فالميراث ينتقل من جيل إلى جيل.
وأشار إلى أن الأجيال الصاعدة لم تواكب ما حصل في فلسطين من نكبات فلا من توعيتها وبيان حقوقها الشرعية التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
وأوضح أن عدد المهجرين يزيد اليوم عن 7 ملايين مهجر، وأنهم يصرون على العودة لأن العودة حق شرعي، وبهذه المناسبة نشكر وسائل الاعلام والفضائيات التي تركز على حق العود إلى فلسطين من البحر إلى النهر، وقد أصدرنا فتاوى شرعية تبين الحق في العوة وتحرم التعويض عن الأرض.
وأكد أن جميع المسلمين ملزمون بتحمل مسؤولياتهم تجاه فلسطين والقدس والأقصى، وأنه لا تفريط بالحقوق الشرعية فهي تخص جميع المسلمين، وسيحاسب الله كل من يقصر في نصرة أخوه المسلم.
ووجه الشيخ صبري رسائل حث فيها على التضامن مع الأسرى، ورفض الأحكام الادارية، وطالب بالإفراج عن جثامين الشهداء وآخرهم الشيخ خضر عدنان.
وفي الرسالة الثانية، لفت إلى ما يقوم به المقتحمون للأقصى من فساد في الأرض، ولن تكسبهم اقتحاماتهم أي حق في الأقصى، مهما عربد الاحتلال في مصلى باب الرحمة.