بمناسبة يوم طبيب العائلة… كلاليت تؤكد على أن طبيب العائلة هو الشخص الذي يعزز ويحافظ على صحتكم…
يشكل أطباء العائلة العمود الفقري للقطاع الصحي في إسرائيل، كما أنهم يساهمون بشكل كبير في واقع وحقيقة أن متوسط العمر المتوقع في إسرائيل هو من أعلى المعدلات في العالم. بمناسبة يوم طبيب العائلة، والذي سيتم الاحتفاء به هذا الأسبوع (19.5) في جميع انحاء البلاد، قررت كلاليت في لواء حيفا والجليل الغربي، الحديث عن الكيفية التي يحافظ بها أطباء العائلة على صحتنا وعلى والزوجين اللذين اختارا أن يكونا أطباء عائلة.
تشير الدراسات إلى أن التأهيل المكثف لأطباء العائلة، مع الرؤية تجاه المريض ومعرفة التسلسل العلاجي، يساعدان في التشخيص والوقاية والعلاج الدقيق والشخصي، وبالتالي زيادة متوسط العمر المتوقع.
تقول الدكتورة ليلاك زولر، المدير الطبي للواء حيفا و الجليل الغربي: “يعتمد العلاج الطبي على العلاقة والثقة مع الطبيب المُعالج والمعرفة المهنية الواسعة فضلًا عن الاستعانة بمجموعة كبيرة من الاستشاريين، كل مختص في مجاله”. وأضافت: “أطباء العائلة هم من يديرون الصورة الكبيرة لصحة المريض ويعرفون كيف يخططون ويقودون العلاج الطبي مع احتواء ودعم للمريض على اختلاف طلباته احتياجاته “
تطورت خدمات طب العائلة في كلاليت بشكل كبير جدًا: خدمات إضافية، خدمات هاتفية أو دردشة، نظام خدمة رقمية سهل، ومريح واستجابة فعالة وسريعة. وإلى جانب العدد المتزايد من المتخصصين في طب العائلة، تظهر أيضًا حكاية مثيرة للاهتمام – يتضح أن هناك عددًا غير قليل من الأزواج الذين اختاروا العمل كأطباء عائلة في العيادة.
مثال على ذلك الدكتورة بيسان وزوجها الدكتور رجا كنعان، طبيب العائلة في عيادة كلاليت بكوكب ابو الهيجا، وكلاهما يعمل كأطباء عائلة في العيادة بكلاليت، ويستمتعان بكل لحظة؛ مهنية كانت أو عائلية.
وتقول الدكتورة بيسان خلايلة طبيبة العائلة في عيادة كلاليت البعنة-دير الأسد وطبيبة عائلة مستقلة في مجد الكروم: “لقد اخترنا طب العائلة لأنه مهنة متنوعة وتوصلنا بالنهج البيولوجي والنفسي والاجتماعي، اضافة الى التأثير المباشر لأطباء العائلة على صحة الجمهور.” واضافت: ” التأهيل الذي خضعنا له خلال فترة التخصص في قسم طب العائلة هو بمستوى مهني عالٍ جدًا، مما سمح لنا بالوصول إلى المهنة جاهزين ومع العديد من الأدوات المهمة التي من شانها تعزيز وتطوير موضوع طب المجتمع”. وقالت ايضًا: “قمنا بالتدريب في مستشفى نهاريا، والتحقنا بدورات استكمالية بطب العائلة في لواء حيفا – كلاليت”. أنهى رجا تعليم الطب والتخصص قبلي، لذلك كان مستشاري ومعلمي واستاذي المقرب. اليوم، وبعد أن أصبحنا متخصصين، نواصل مساعدة بعضنا البعض ونتشاور حول كل شيء تقريبًا؛ حول إدارة الحالات وخيارات العلاج “.
هل تنصحون أطباء آخرين العمل معًا؟
“نعم، فذلك ليس مملاً على الإطلاق وهناك دائمًا ما يمكن الحديث عنه ومشاركته. هناك العديد من المزايا والايجابيات مثل الاهتمامات المشتركة، والتفهم الكبير لبعضنا البعض، هناك ما يمكن مشاركته كالتجارب والمشاعر، ونتبادل التحديثات مع بعضنا البعض وغير ذلك من الايجابيات الأخرى … ولكن بالطبع هناك أيضًا سلبيات مثل إعادة العمل إلى المنزل وصعوبة الفصل بين الأمور، وهذا بالطبع يتطلب منا تطوير آليات حول كيفية عدم التحدث عن العمل في عطلات نهاية الأسبوع وأثناء الأوقات المخصصة للأسرة”.
ما الردود التي تتلقاها كزوجين يعملان في نفس إطار العمل؟
“الكثير من التعليقات لناحية أننا متشابهون في الشخصية والماهية .. اضافة الى مصادفة حالات ممتعة ومسلية مثل المرضى الذين جاؤوا إليَّ من عيادة في قرية أخرى وأخبروني عن طبيب العائلة الرائع الذي كان لهم ومدى صعوبة تركه. وبعد ذلك أكتشف أن الحديث يدور عن زوجي رجا.. طبعا إنه أمرٌ مثير ويسعد القلب “.
يقول الدكتور مردخاي هالبرين، مدير قسم طب العائلة في كلاليت بلواء حيفا والجليل الغربي ومدير عيادة كريات الياهو: “يتطلب العمل في طب العائلة الكثير من المعرفة ومهارات الاتصال الجيدة والتعاطف والمهنية والكثير من الاخلاص”.
ولكن عندما تنجح – فالمتعة من المساهمة الكبيرة، والشعور بأننا بلسم المرضى، والرضا الناتج عن العلاقة معهم يستحق ويبرر كل الجهد المبذول. نحن أهم عامل في المنظومة الصحية لمرضانا “.
خلال فترة كورونا كان أطباء العائلة هم من وقفوا في الواجهة. غالبًا، في ظل ظروف من اللآيقين، والنواقص، وثقة مُزَعزعة من قبل الجمهور، وقد قادوا الإعلام والعلاج كرأس حربة القطاع الصحي في إسرائيل والعالم. هم الذين التقوا بنا نحن المرضى وجهاً لوجه وعلى الرغم من التحديات الكبيرة، واصلوا الليل بالنهار من أجل المجتمع وتواجدوا هناك من أجل المرضى والاشخاص القلقين والخائفين.
يشهد معظم أطباء العائلة أنهم اختاروا هذا التخصص من أجل رؤية الشخص ككل وتقديم العلاج من وجهات النظر الطبية، والعقلية، والنفسية والثقافية.
بالنسبة للدكتور مهند هواش، 29 عامًا من طمرة، فان اختيار طب العائلة كان رسالة وتخليد لذكرى وعمل والده الطبيب.
يقول الدكتور هواش: “منذ أن كنت في السادسة عشرة من عمري، رافقت والدي في عيادته المستقلة في طمرة. بدأت دراسات الطب في سن التاسعة عشرة في مولدوفا، وعملت كمتدرب في مستشفى فولفسون. بعد فترة التدريب، بدأت التخصص في طب العائلة في كلاليت، واليوم أدير وأعمل أيضًا في عيادة والدي رحمه الله. اخترت طب العائلة بسبب معرفتي الوثيقة بالمهنة. لقد رافقت والدي على مر السنين في العيادة، وكنت دائمًا على اتصال وثيق بالمهنة. علمت أن طب العائلة أبعد من الطب الذي درسناه في الجامعة. نحن كأطباء العائلة لدينا تأثير كبير على صحة المجتمع، ليس فقط على الجوانب الطبية انما أيضًا على مختلف جوانب حياة مرضانا وعائلاتهم “.
عملت الدكتورة منى نعمة هواش، زوجة مهند، مع والدها في مجال الاستيراد والتسويق، وفي سن السادسة عشرة سافرت لدراسة الطب في الولايات المتحدة الأمريكية. واليوم، يتخصص الزوجان في طب المجتمع في كلاليت بالعيادة.
تقول منى هواش:”خلال فترة التدريب اخترت التخصص مدة شهرين في طب العائلة”. “في البداية كان هناك تردد ما، ولكن بعد أن كان لديَّ تداخل وتجربة عملية، رأيت أن هذا هو ما يناسبني. أعتقد أن طبيب العائلة لديه أكبر قدرة للتأثير على المريض وجودة حياته على المدى الطويل، لأن أهم شيء في تخصصنا هو العلاقة بين المُعالج والمريض، وقدرتنا على النظر إلى المريض من خلال العديد من الجوانب – النفسية الاجتماعية – وتسمح لنا الإرشادات التي تلقيناها على مدار سنوات التخصص، باستخدام هذه الأدوات لتشجيع وتعزيز وتمكين التغييرات الكبيرة في جودة حياة المرضى “.
كيف يحسن وجودكم معًا من عملكم؟
“نتشاور دائمًا مع بعضنا البعض. نتشارك المعلومات فيما بيننا، ونتحدث عن الحالات الصعبة التي واجهناها، وطرق العلاج، والمعلومات الجديدة، والصراعات، والتحديات. من المهم دائمًا سماع وجهة نظر طبيب آخر وخاصة من طبيب مختلف. الجنس، على سبيل المثال، هنالك فئات مختلفة، تفضل النساء فيها فحصهن من قبل طبيبات أكثر مما هو عليه الحال من قبل الأطباء، وهذا هو السبب في أن منى لديها المزيد من الخبرة والتداخل مع أمراض النساء، ولمهند خبرة أكبر في العظام والجراحة. هذه إحدى مزايا وحسنات كوننا أطباء عائلة نعمل معًا ونتعرض لفئات مختلفة.
أما السلبيات، فتتمثل بشكل أساسي في خلق التوازن بين العمل والمنزل والعائلة، والجدول الزمني المزدحم والروتين اليومي “.
كيف تروّن دور طبيب العائلة وكيف سيتطور في المستقبل برأيك؟
“الأطباء أصغر سنًا، وهذا يقلل الفجوة العمرية، ويساعدنا على بناء علاقة جيدة مع المريض، مما يسهل علينا في عملية التشخيص والعلاج. بالإضافة إلى ذلك، لدينا المزيد من الخبرة في التكنولوجيا، والإنترنت، والتطبيقات، نطبق هذه المعرفة في البحث عن موارد مختلفة وحتى في العملية العلاجية أحيانًا “. من المهم أن تكون lifelong learner (متعلمًا مدى الحياة). والاحاطة بـ guidlines (القواعد الارشادية) والأدبيات الجديدة، ومن ناحية أخرى، يجب أن يكون الشخص مرشدًا ويشارك الأطباء الجدد في الحالات التي يواجهها من خلال التجربة وبالتالي يرشدهم الى ما يعتقد أنه الأصوب”. تقول الدكتورة منى.
“المهنة تطورت كثيراً في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد زيادة عدد الشباب الذين يمارسون الطب، ولديهم كل الطاقة والرغبة في تطوير وتعزيز الجانب الصحي لا سيما في المجتمع العربي”. تضيف الدكتورة بيسان خلايلة.
هل تنصحن الأطباء بالعمل معًا؟
“من خلال تجربتنا يمكننا القول؛ نعم! يمكننا العمل معًا!” تلخص الدكتورة منى هواش وتقول: “هناك الكثير من التجارب المشتركة بيننا حتى على المستوى المهني أيضًا، مما يسمح لنا بالمشاركة وأن نكون موردًا حقيقيًا يمكنه تقديم مساعدة كبيرة في الحياة المهنية. هناك صعوبات، لكن الدعم المتبادل يساهم كثيرًا في الحياة الشخصية والمهنية”.
“كلاليت كانت أول من طوّر تخصص في طب العائلة واستثمرت الكثير في تحسين وتطوير أطباء الأسرة الذين هم حجر الزاوية للطب في المجتمع. أطباء كلاليت في لواء حيفا والجليل الغربي يستحقون كل التقدير على اخلاصهم ومساهمتهم في صحة مرضى كلاليت”. قال رونين نودلمان، مدير اللواء.