الدورة التحضيرية الأولى لأطباء الستاج: نحو تأهيل طبي متميز
في إطار فعاليات رابطة الأطباء والطبيبات العرب، عقدت الدورة التحضيرية الأولى للأطباء الجدد الذين سيخوضون سنة الستاج في جمعية الجليل. تمثلت أهداف الدورة في تأهيل وتوجيه الأطباء الجدد ومساعدتهم في بداية مسيرتهم المهنية بشكل متميز.
افتتحت الدورة بكلمة ترحيبية من د. ياسر خطيب، رئيس الهيئة الإدارية للرابطة وأخصائي جراحة العظام، حيث رحب بالحضور وقدم نبذة عن الرابطة وأهدافها. كما أكد على أهمية دعم وتوجيه الأطباء الجدد، خاصة المتخرجين من خارج البلاد، وضرورة احتضانهم وتوجيههم لبداية ناجحة في مسيرتهم المهنية.
تلاه الأستاذ فتحي مرشود، مستشار الرابطة التنظيمي، الذي تحدث عن توقعات الأطباء من سنة الستاج وأهمية تنظيم الوقت وبناء برنامج عمل مناسب لتحقيق النجاح في هذه المرحلة المهنية الحاسمة.
وفي سياق المداخلات الفنية، تحدث العديد من الأطباء المختصين كل في مجاله: د. سامر ذياب، عضو الهيئة الإدارية للرابطة واختصاصي جراحة الأوعية الدموية، عن جهاز الصحة في البلاد وشرح مفهوم سنة الستاج ومتطلباتها. كما قدم نصائح عملية للأطباء الجدد خلال هذه الفترة الحاسمة وأشار إلى الآليات المفضلة لتعزيز قبولهم لمسار التخصص لاحقًا.
من جانبه، تحدث د. ربيع شيخ محمد، عضو الهيئة الإدارية للرابطة واختصاصي الأمراض الباطنية والقلب، عن طبيعة سنة الستاج والتحديات التي تواجه الأطباء في هذه المرحلة. وقدم بعض النصائح للأطباء حول ساعات العمل وأهمية المحافظة على الحياة الاجتماعية. كما تناول أهمية التخصصات المختلفة في سوق العمل والمسارات المتاحة أمام الطبيب العربي وأهمية الاهتمام بالمعرفة وتعميقها.
من جانبه، تحدث د. أمل جبارين، عضو الهيئة الإدارية للرابطة واختصاصية الأمراض الباطنية وأمراض الدم، عن أهمية الاهتمام بتعليم وتعميق المعرفة الطبية، وشددت على أهمية بناء علاقات جيدة مع أفراد الطاقم الطبي والتواصل الجيد معهم.
في سياق طب العائلة، تحدث د. أحمد خطيب، أخصائي طب العائلة وطب الغدد، عن أهمية تعزيز وتقوية طب العائلة في المجتمع العربي. قدم شرحًا حول بنية وبرنامج التخصص في طب العائلة وأهمية الجوانب المتعددة لهذا التخصص.
وتحدثت د. سامية مصالحه، عضو الهيئة الإدارية للرابطة وأخصائية في الأمراض الباطنية والقلب، عن أهمية موضوع التوجيه (mentoring)، المرافقة والإرشاد والتدريب في بداية المسيرة المهنية. تطرقت إلى العلاقة بين المدرب والمتدرب، وحقوق وواجبات كل جهة، والتوقعات من كل جهة.
بروفسور مازن الياس، أخصائي الأمراض الباطنية وأمراض الدم ومدير شعبة الطب الباطني السابق في كلية الطب – معهد التخنيون، ركز على موضوع مقابلة العمل والأمور والجوانب الهامة التي يتطلب العمل عليها خلال المقابلة.
بروفيسور زيد عباسي، نائب عميد كلية الطب في التخنيون، تحدث بتفصيل عن أهمية السيرة الذاتية، تعريفها وكيفية كتابتها، والأمور التي يجب تجنب ذكرها والأمور المطلوب إبرازها والمستحب كتابتها. ذكر أيضًا الأمور الهامة التي تبنى منها السيرة الذاتية مثل خبرة العمل، الخبرة التعليمية، المهارات، الفعاليات الاجتماعية المهنية، المنشورات، الإلمام باللغات والهوايات، والفعاليات التطوعية.
وفي مداخلة لد. مرشد فرحات، مدير مستشفى أسوتا في الشمال وأخصائي طب النساء، ركز في مداخلته على أهمية إتقان لغة التواصل مع المريض، واتقان اللغة العبرية، ومعرفة عقلية المريض، والأخذ بالاعتبار الجوانب الحضارية والاجتماعية للمريض، وبناء الثقة معه.
د. كترين جبران، صاحبة لقب PhD في علم الدماغ، تحدثت عن موضوع استخدام الشبكة العنكبوتية بأشكالها المختلفة في مجال عمل الطبيب اليومي في المستشفى وخارجه. أشارت إلى الاستخراج والحصول على المعلومات المختلفة وطرق استخدامها التي يمكن للطبيب الاستفادة منها.
د. سامية مصالحه أشارت إلى استخدام البريد الإلكتروني خلال عمل الطبيب بشكل مكثف، وتقديم ملاحظات وإرشادات لطريقة بناء المقالات العلمية، واستخدام الموقع الإلكتروني للمؤسسة التي يعمل بها الطبيب على نطاق واسع مع التشديد على توثيق المجريات اليومية. أشارت أيضًا إلى المهام المختلفة التي تلقى على أكتاف الطبيب في بداية مسيرته المهنية في المستشفى.
د. أمل جبارين أكدت على التوازن بين حياة الطبيب العملية والحياة الاجتماعية العائلية وضرورة الحفاظ على هذا التوازن وتطوير مواهب وتوجهات مختلفة لتخفيف الضغط والروتين والتآكل الناتج عن العمل اليومي وصعوبة مرحلة التخصص. أشارت أيضًا إلى أهمية الاشتراك في المؤتمرات الطبية في الحفاظ على هذا التوازن.
تعد هذه الدورة التحضيرية الأولى للأطباء الجدد خطوة مهمة نحو تأهيل طبي متميز، حيث تم توفير المعلومات والنصائح العملية التي ستساعدهم في تجاوز التحديات وتحقيق نجاحهم في سنة الستاج ومساراتهم المهنية المستقبلية.
من المتوقع أن تستمر الرابطة في تنظيم مثل هذه الدورات التحضيرية للأطباء الجدد في المستقبل، بهدف توفير الدعم والإرشاد لهم وتعزيز جودة الرعاية الصحية في المجتمع العربي.