حرائق اليونان.. آلاف السياح يفرون من “الجحيم”
يواصل عناصر الإطفاء، مكافحة حرائق الغابات الناجمة عن موجة الحر في اليونان بعد إجلاء غير مسبوق لآلاف السياح.
وقال يانيس أرتوبيوس الناطق باسم فرق الإطفاء إن حرائق الغابات أدت إلى “إجلاء 2466 شخصا وقائيا”، مؤكدا عدم وقوع أضرار حتى الآن في المنازل أو الفنادق.
وأدى حريق كبير في جزيرة رودوس السياحية أيضا في جنوب شرق بحر إيجه إلى إجلاء أكثر من 30 ألف سائح خلال “أكبر عملية” من نوعها “تشهدها اليونان على الإطلاق” وسط موجة حر جديدة بحسب ما أعلنت السلطات.
وتغطي السحب السوداء سماء الجزيرة فيما، تنتشر أشجار محترقة على التلال. وقالت كيلي سكويريل وهي سائحة بريطانية إن الشرطة أمرت نزلاء الفندق حيث كانت باخلائه.
وأضافت بعد وصولها إلى مطار رودوس الدولي “اضطررنا للسير بدون توقف لمدة 6 ساعات تقريبا وسط الحر”.
بين السياح في المطار الذين كانوا ينتظرون الإجلاء، الألماني دانيال-كلادان شميت البالغ 42 عاما الذي جاء لتمضية عطلة مع زوجته وابنهما البالغ من العمر 9 سنوات على ساحل كيوتاري في جنوب شرق رودوس.
وقال إنه عاش “عملية إجلاء مرعبة”. وأضاف: “نحن مرهقون ومصدومون. لا أظن أننا ندرك فعلا ما حدث”.
وتابع: “تلقينا أول رسالة من السلطات السبت عند الساعة 13,30 ثم بدأ رنين إنذار الفندق وتم إجلاؤنا إلى الشاطئ”.
ومضى يقول “كان هناك آلاف الأشخاص ولم تتمكن الحافلات من المرور واضطررنا إلى السير لأكثر من ساعتين (…) لم نتمكن من التنفس وغطينا وجوهنا لمواصلة التقدم. إنها معجزة”.
منذ فجر الإثنين، استأنفت مروحيتان وقاذفتا مياه عملياتها لمساندة فرق الإطفاء في هذه الجزيرة التي تشهد حرائق لليوم السابع على التوالي.
في كورفو، حذرت السلطات عبر رسالة على الهواتف النقالة، السكان والسياح في عدد من البلدات الصغيرة في الشمال بضرورة مغادرة “منازلهم احتياطا”.
اندلع الحريق الأحد واستمر بالامتداد في الغابات في شمال هذه الجزيرة الواقعة في البحر الأيوني بشمال غرب البلاد حيث كان عناصر الإطفاء يعملون على إخماد الحرائق.
هذا الصيف شهدت البلاد أطول موجة حر تسجل في السنوات الماضية بحسب خبراء إدارة الارصاد الوطنية مع بلوغ الحرارة 45 درجة مئوية في وسط البلاد في نهاية الأسبوع.
بعدما عادت للتو إلى ألمانيا مع سياح آخرين فروا من جزيرة رودوس، روت لينا شوارتز ما وصفته “بالجحيم”.
وقالت هذه المرأة البالغة من العمر 38 عاما في قاعة مطار هانوفر (شمال): “للهروب من ألسنة اللهب، قطعنا مسافة عشرة كيلومترات سيرا على الأقدام مع كل أمتعتنا في ظل حرارة بلغت 42 درجة مئوية”.